Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق هل نظام بشار في سوريا ممانع أم مجرم يا حكام المسلمين

الخبر:

نشرت الجزيرة السبت 22 من آذار/مارس خبرا بعنوان: “مقعد سوريا موضوع خلاف قبيل القمة العربية” جاء فيه: شهدت الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية أمس الجمعة خلافات حادة بين الدول العربية بشأن مقعد سوريا في القمة التي ستُعقد الثلاثاء المقبل، حيث تطالب دول عربية بتطبيق قرار قمة الدوحة بمنح مقعد سوريا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المعارضة، بينما تتصدى دول أخرى لتطبيق القرار.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر دبلوماسي عربي شارك في الاجتماع، قوله إن المملكة العربية السعودية أعادت تجديد موقفها في مجلس الجامعة العربية السابق بالقاهرة الداعي إلى شغل الائتلاف لمقعد سوريا الشاغر بالجامعة، وهو ما أثار اعتراض دول أخرى رفضت اختزال الأزمة السورية في قضية شغل المقعد.

وتتصدى دول عربية من بينها العراق ولبنان والجزائر لتطبيق القرار، كما رفضت مصر طرح هذا الموضوع خلال المناقشات.

 

التعليق:

نعم لقد عودتنا الدول العربية ووزراء خارجيتها وزعماؤها وملوكها ورؤساؤها الخلاف والاختلاف وعدم التوافق والفرقة حول المواضيع العالقة التي تشغل شعوب المنطقة في عالمنا العربي. فلم تتفق الأنظمة العربية في حياتها على أبسط الأمور مثلا كمسألة الولاء والبراء أو بمعنى أبسط من الصديق ومن العدو. مسألة ربما تبدو بديهية لدى شعوب المنطقة ولكنها في غاية التعقيد في نظر الحكام والرؤساء والزعامات.

الملف السوري خير دليل على بؤس الأنظمة العربية وتشتتها. فبعض الدول العربية أمثال السعودية وقطر وبعض دول الخليج يعتبر النظام السوري بقيادة بشار الأسد نظاما مجرما قاتلا مستبيحا للحرمات وسافكا لدماء الأبرياء من أبناء سوريا المقهورة. بينما تعتبر بعض الأنظمة العربية الأخرى أمثال العراق ومصر نظام الطاغية بشار بأنه نظامٌ ممانعٌ مقاومٌ ولا بد من عدم التخلي عنه، وتعتبر ما يحدث في سوريا ضد بشار الأسد ما هو إلا مؤامرة على المقاومة والممانعة ضد كيان يهود.

حتى القضية الفلسطينية نفسها فقد اعتبرت بعض الأنظمة ومنذ ردحا طويلا من الزمن اعتبرت الكيان الصهيوني كيانا يجب التعامل معه وإقامة العلاقات الودية والتجارية والأمنية والسياحية معه علنا وأما القسم الآخر من الأنظمة العربية فاختار إقامة علاقات ودية سرية مع الكيان الصهيوني.

ويتساءل المرء، أليست المنطقة بأسرها تتكلم لغة واحدة ويجمعها دين واحد ولها رب ونبي واحد؟ فلماذا تختلف النظرة إلى الأمور والقضايا والهموم بشكل مختلف تماما؟ أليس المسلمون كالجسد؟ ألم يحدد الله ورسوله لنا الصديق من العدو؟ فلماذا تختلف النظرة إلى الأمور والأحداث والقضايا؟ لماذا لم نر هذه الأنظمة العربية تتفق على أكثر الأمور والقضايا بداهة؟

إن من يدرك حقيقة هذه الأنظمة العربية بأنها أنظمة عميلة تابعة لدول الغرب بريطانيا وأمريكا، وأن هذه الأنظمة تسير في سياستها حسب مصالح الدولة المتبوعة، فيدرك الواحد عندها أن اختلاف النظرة للقضايا هو ناجم عن اختلاف المشرب، أي تابع إلى كيفية تقدير الدولة المتبوعة لمصالحها، فتجد النظام العربي التابع للدولة الاستعمارية يهرول لتحقيق مصالحها لا مصالح المنطقة والشعوب. فهذه الأنظمة العربية لم يكن ولاؤها أبدا لدين شعوبها وإلا لتوحدت نظرتها وأهدافها، بل لكانت دولة واحدة عظيمة قوية بحاكم واحد يقودها للهدى والرشاد كما كانت المنطقة من قبل عبر العصور.

إن اختلاف الأنظمة العربية في نظرتها لنظام بشار الأسد ما هو ناجم إلا عن اختلاف أمريكا وبريطانيا في نظرتهما للنظام السوري. فأمريكا تنظر لبشار على أنه رجلها وعميلها ولذلك دعمته هي والأنظمة والتابعة لها دعما قويا. في حين ترى بريطانيا نظام الأسد نظاما مهددا لمصالحها في المنطقة ولذلك تسعى لإضعافه والإجهاز عليه.

الدول العربية منقسمة الولاء فيما بينها، فمنها من يتبع لأمريكا ومنها من يتبع لبريطانيا ولذلك نرى الاختلاف والخلاف والفرقة في نظرة هذه الأنظمة لقضايا المنطقة ومصلحة الشعوب. فقط وحده الولاء لله القادر على جمع الكلمة وتوحيد الصف وتحديد العدو والصديق وتحديد المصلحة والمفسدة. وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج أبو مالك