Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الصراع على شبه جزيرة القرم


الخبر:

أوردت الجزيرة نت يوم الخميس 2014/3/27 خبرا جاء فيه: رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وحث “شركاء واشنطن” في حلف الأطلسي (الناتو) على تعزيز التحالف لمواجهة “القوة الغاشمة” لروسيا، في حين هدد المجلس الأوروبي بتشديد العقوبات على موسكو في حال حدوث تصعيد جديد بأوكرانيا.


التعليق:

بداية لا بد من أن نرجع قليلاً إلى التاريخ لنوضح مسألة مهمة ألا وهي أن شبه جزيرة القرم ليست أوكرانية وإنما هي أرض إسلامية وصلها الإسلام عن طريق التتار وذلك في عهد القبيلة الذهبية، وهي أول قبائل المغول في اعتناق الإسلام، ولقد كان لمسلمي القرم دور كبير في جهاد الروس مع الدولة الإسلامية أيام العثمانيين، ولقد تعرضت القرم للاضطهاد من قبل الروس والألمان، فقد تمكن الروس من غزوها سنة 1783م بعد أن قتلوا 350 ألفًا من المسلمين فيها، وفي عام 1928م أراد ستالين المجرم إنشاء كيان لليهود في القرم فثار عليه المسلمون بقيادة أئمة المساجد والمثقفين، فأعدم 3500 منهم، وقام عام 1929م بنفي أكثر من 40 ألف مسلم من التتار إلى منطقة سفر دلوفسك في سيبيريا، وتشير الإحصاءات إلى تناقص عدد المسلمين التتار من تسعة ملايين نسمة تقريبا عام 1883م إلى نحو 850 ألف نسمة عام 1941م، وذلك بسبب سياسات القتل والتهجير التي اتبعتها الحكومات الروسية سواء على عهد القياصرة أو البلاشفة. ولم تكن المساجد والمصاحف أحسن حظاً، فلقد هدم الروس الشيوعيون حوالي 1558 مسجدا، والعديد من المعاهد والمدارس وأقاموا مكانها حانات للخمر وحظائر للماشية، وأحرقوا المصاحف.

ولم تسلم القرم وأهلها من الألمان الذين نزعوا السلاح من المسلمين المستسلمين في الحرب العالمية الثانية، وساقوهم حفاة مسافة 150 كيلو متراً على الأقدام ودون طعام، وبدأ المسلمون يموتون جوعا، وبدأ الأحياء يأكلون لحم الأموات، ثم أبادوهم رمياً بالرصاص.

إن الصراع على القرم خاصة وعلى بلاد المسلين عامة قديم جديد، وإن الكفر ملة واحدة عدوهم واحد مهما اختلفت مصالحهم، وهو الإسلام والمسلمون، وإن الضعف الذي أصاب المسلمين بسبب تفرقهم وتشرذمهم وعدم تمسكهم بدينهم وسقوط دولتهم هو الذي أتاح لأعدائهم النيل منهم والتهامهم والتداعي عليهم، ولا مخرج لنا إلا بالعودة كما كنا أمة واحدة بإمام واحد يحكمنا بكتاب الله وسنة رسوله، يحفظ بيضة الإسلام ويذود عن المسلمين، قال عليه الصلاة والسلام: «إنما الإمامُ جُنةٌ، يُقاتلُ من ورائهِ ويُتَّقى بهِ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد – فلسطين