Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ما هي السعادة


الخبر:

أكّدت جمعية معهد النساء الأردني “تضامن” الحقوقيّة يوم الخميس، أنَّ المملكة تراجعت إلى المستوى السابع عربياً في مستوى السعادة عام 2013، بعد أن كانت في المستوى الخامس عام 2012. وأوضحت الجمعية، في بيان حصل “العرب اليوم” على نسخة منه، بمناسبة اليوم العالمي للسعادة، أنَّ “العالم يعيش في تناقضات صارخة، ففي حين نجد التقدم الهائل والمذهل في مجال التكنولوجيا، نجد بالمقابل على الأقل مليار إنسان لا يحصلون على كفايتهم من الطعام.

وبيّنت الجمعية أنّ “النساء في الدول المتقدمة يشعرن برضا وسعادة أكثر من الرجال، إلا أنه يلاحظ أن النساء خارج الدول الصناعية أصبحن يتساوين مع الرجال، أو أصبحن أقل سعادة”.


التعليق:

إن مفاهيم المبدأ الرأسمالي المفروض علينا، قائمة على النفعية فهي مقياس الأعمال، لذلك فإن مفهوم السعادة عندهم هو الحصول على أكبر قدر ممكن من المتع الجسدية وتوفير أسبابها.. فإن جمعية “تضامن” هنا اعتبرت أن ارتفاع دخل الأسرة مؤشر على تحسن حياة الفقراء الذين يعانون من نقص المواد الغذائية، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية والمياه المأمونة والمنازل ومرافق الصرف الصحي وفرص التعليم والتدريب وبالتالي تحسّن رفاه الفقير، وشعوره بالسعادة..

بينما في مبدأ الإسلام فإن السعادة هي نيل رضوان الله وليست النفعية وإشباع حاجات ومتع دنيوية. وحسب هذا المفهوم يكون تسيير الأعمال بأوامر الله ونواهيه لتحقيق الغاية. وشتان ما بين المفهومين وما ينبثق عنهما من سلوكيات وأعمال تنعكس سلبا أو إيجابا على المجتمع كله. فإن الفرد في النظام الرأسمالي يمكن أن يفعل أي شيء لإشباع رغباته ومتعه حتى لو كان على حساب غيره حيث لا يوجد قيم روحية أو أخلاقية أو إنسانية بل فقط قيم مادية نفعية. وبناء عليه أصبح هناك فروقات طبقية كبيرة ما بين غنى فاحش وفقر مدقع، فيعيش الغني مهتما فقط بنفسه وبتضخيم ثروته وناسيا غيره ممن لا يجدون لقمة العيش بل ومستغلا لهم.. فانتشر الفقر والحاجة وكذلك القهر والكره والحقد، وعم الاستغلال وهضم حقوق الأفراد وبالتالي انتشرت الجريمة والقتل والنهب والسرقة والجرائم الأخلاقية فلم يعد الأفراد يشعرون بالأمان.. وحتى بالنسبة لمن يملكون الأموال فإن غياب القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية من قواميس حياتهم جعلت حياتهم قلقة متعبة لا يكادون يستقرون على حال.

وأظهر تقرير “تضامن” هنا تراجع “مستوى السعادة” في الأردن، وقرن سعادة المرأة بشعورها بالمساواة وعدم التمييز حيث ورد فيه “إن تحقيق السعادة للشعوب العربية مرتبط وبشكل مباشر مع حماية حقوق الإنسان، لا سيما حقوق النساء، وبشكل عام فإن النساء نسبياً أكثر سعادة في الدول التي تحترم حقوقهن، ويتمتعن فيها بالمساواة بين الجنسين وعدم التمييز، والتي تقل فيها أيضاً انتهاكات حقوقهن، لا سيما العنف، بأشكاله ووسائله كافة”.. مع العلم أنه وحسب دراسة حديثة أجرتها وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي التي تتخذ من فينا مقرا لها أظهرت أن ثلث النساء في بلدان الاتحاد الأوروبي يتعرضن للعنف في البيت والشارع والعمل وأيضا شبكة الإنترنت. وكان أعلى معدلات العنف ضد النساء في دول الدنمارك وفنلندا والسويد.. وهي حسب مقياسهم من الدول المتقدمة التي تتمتع فيها النساء بالمساواة وعدم انتهاك حقوق المرأة! فأي تناقض بين ما يُقال من شعارات وبين ما هو على الحقيقة وفي الواقع! فانبذن أخواتي هذه الشعارات الخادعة واعملن لنيل رضا الله حتى تنلن السعادة في الدارين..

ولا يجب أن ننسى لهثها وراء لقمة عيشها والإنفاق على نفسها وأحيانا عائلتها حيث لا يوجد من يتولى هذه المهمة نحوها مثلما هو الوضع في ظل أحكام الإسلام التي توجب على الرجل الإنفاق عليها بحيث تعيش معززة مكرمة طلباتها.. ويكون مقياس الأعمال الحلال والحرام وليس مقدار المنفعة التي يحصل منها أي طرف من الآخر.. مما يجعلهم يطلبون رضا الله تعالى فيعيشون حينها فعلا في سعادة وعز ورفاهية.. اللهم اجعل هذا اليوم قريبا..

قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾.



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي