Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق النظام في مصر كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار  

 

الخبر:

ذكر موقع الوقائع الإخبارية بتاريخ 2014/3/24 أن محكمة مصرية قررت إحالة أوراق 529 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى المفتي وبراءة 17 آخرين في قضية الاعتداء على مركز شرطة محافظة المنية.

 

التعليق:

أولاً: إن إقدام النظام في مصر على إصدار حكم بالإعدام بحق ثلة من المسلمين لهو تتويج للعمالة والخيانة بأبشع صورها، وإرضاء منه للغرب الكافر ورسالة من النظام موجهة إلى الأمة “أن عدم الإذعان للنظام لأي كان سيكون مصيره القتل” ظناً منه أن هذه الأمة مفككة مترددة ضعيفة؛ فهو يسير فيها على مقولة: أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض. يبطش اليوم بفئة وغداً بأخرى وكأنه لا يعلم أن هذه الأمة أمة واحدة حية ليست ميتة ولن تخذل فردًا منها فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَتُسْتَحَلُّ حُرْمَتُهُ، إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ خَذَلَ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ».

ثانياً: إن النظام في مصر لن يستقر له قرار ولن تكون له أرضية، ولن ينفعه الغرب الكافر؛ فهو يستند في وجوده إلى الغرب لا إلى الأمة – السند الحقيقي لأي نظام منبثق عن عقيدة هذه الأمة – هذا النظام المجرم يقتل أبناء هذه الأمة ويستحيي نساءها ويذبح أبناءها حاله كحال فرعون: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾، هذا المجرم كأنه لم ير كيف ترك الغرب عميله مبارك ذليلاً حقيرًا محمولاً على سرير، يحسب كل صيحة عليه، ولم ير كيف فرَّ فرعون تونس ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ، فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ﴾. وعدو الله القذافي قتيلا في مجال الطرقات وكذا كل الأنظمة في بلاد المسلمين ﴿كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾.

ثالثا: إننا نعلم أنكم أجبن من أن تقدموا على تنفيذ الحكم وأن لكم فيه أهدافًا وغايات أخرى، وإنما نقول لكم مذكِّرين إياكم إن كان للذكرى بقية عندكم أو إلى مسحة من عقل أو كرامة: إن فرعون مصر قبلكم اتخذ من الأعمال والأساليب ليوقف وعد الله بالتغيير، ولكن الله كان له بالمرصاد، ﴿فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾.

رابعاً: وكلمة لإخواني الثوار في كل بلاد المسلمين ومنها مصر الكنانة أقول لهم فيها: إنا وإياكم في خندق واحد ضد الكفر وأعوانه وعملائه. فدعوا عنكم مشاريع الغرب الكافر من مدنية وديمقراطية وعيش وتسامح، فمن غاب عنه الوعي منكم أول الثورة، ونادى بشعارات الغرب ومشاريعه أدرك بالتجربة والبرهان والمشاهدة بالعيان أن سبيل الغرب ذل وغضب من الله، فأعلنوها صراحة للغرب الكافر: ﴿إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ فلا نريد أفكاركم ولا مفاهيمكم ولا نظرتكم، وإنما نريد الإسلام كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

خامساً: ونقول للقضاء المأجور في مصر الكنانة كما قال المؤمنون من قبل: ﴿لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.

سادساً: وكلمة أخيرة لنظام مصر يا ابن العلقمي قد سبق وكنت عميلا خائنا وها أنت تعيد الكرة مرة أخرى، فقد كاتبت الغرب وأطمعتهم في أخذ البلاد، وسهلت عليهم، نقلت لهم حقيقة الحال، وضعف الرجال، وقلة المؤونة، وأضعفت الجيش، وحميت يهود، نقول لك: أبشر بنهاية كما كانت نهايته. وبشر الغرب بمآلهم كمآل الصليبيين، فهذه الأمة عظيمة، وأنتم ﴿كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾. وحال أمتنا ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾. ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ، وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء