Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق صندوق النقد الدولي يكافئ أفريقيا الوسطى على جرائمها


الخبر:

أورد موقع اليوم السابع بتاريخ 2014/4/4م خبرا جاء فيه: قال صندوق النقد الدولي، إنه توصل لاتفاق مع السلطات في جمهورية أفريقيا الوسطى قد تحصل من خلاله حكومة البلد الأفريقي على أكثر من 21 مليون دولار هذا العام لدعم اقتصادها المتداعي، صرح بذلك أكوى كبودار رئيس فريق صندوق النقد الدولي اليوم الخميس، بعد أن التقى الفريقان في مدينة دوالا في الكاميرون المجاورة .وقال كبودار إن الأموال يمكن أن تقدم في قسطين أحدهما 12.8 مليون دولار والآخر 8.5 مليون دولار بحسب موافقة مجلس الإدارة للمنظمة التي تتخذ من واشنطن مقرا، لافتا إلى أن الصندوق يتوقع نموا اقتصاديا في البلد الأفريقي بنسبة 1.5% في عام 2014 بعد انهيار الاقتصاد في نهاية عام 2012 .وأضاف أن التوقع يستند على افتراض “عودة تطبيع الأوضاع الأمنية، وعودة المشردين واستئناف تدريجي للأنشطة الاقتصادية”.


التعليق:

يأتي هذا الدعم السخي مع ازدياد موجة العنف ضد المسلمين وتعرضهم لمزيد من القتل والتنكيل على أيدي العصابات النصرانية أمام تقاعس القوات الأجنبية، وقد بلغ هذا التقاعس الحد الذي أدى برئيس الطوارئ في هيومن رايتس وتش السيد بيتر بوكارت عبر حسابه على تويتر إلى إدانة رفض قوات حفظ السلام الفرنسية (السنجريس) للمساعدة في إجلاء المسلمين المهددين الذين فشلت في حمايتهم حتى في بانغي. وتزامنت هذه الهبة الأممية مع تحذيرات لمسلمي بانغي بأن يلزموا بيوتهم تخوفاً من الفراغ الأمني الذي تركه الانسحاب الفجائي وغير المخطط للقوات التشادية المشاركة في قوات حفظ السلام الأفريقية، معرضة بذلك المسلمين لمزيد من المخاطر. وترك هذا الانسحاب آخر 400 مسلم في بوسانغوا معرضين لهجمات غادرة من الأنتي بالاكا للانتقام من قتل القوات التشادية للعشرات في سوق بانغي يوم السبت الماضي.

خلال الأحداث الدامية في أفريقيا الوسطى اقتصر المجتمع الدولي على قلة من المتباكين على ويلات المسلمين وذهول صامت من الأغلبية على مناظر تتجلى فيها وحشية وسادية العصابات النصرانية المسماة بالأنتي بالاكا. لم يكترث هذا المجتمع الشيطاني الأخرس لتلك المشاهد بل ساعد على الرقص على جراح وويلات المسلمين في أفريقيا الوسطى. هذا هو المجتمع الدولي الذي يرفع شعارات الإنسانية ويدعي الرقي بينما يزيل العقبات ويمهد السبل للمجرمين وآكلي لحوم البشر.

 

مواقف هذا المجتمع الدولي أشبه بالسخرية من أحداث هو متواطئ فيها بشكل مباشر، ومن ذلك التصريح الأخير للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “إن الوضع الأمني في أفريقيا الوسطى تدهور”، وإن المسلمين “مستهدفون مباشرة” في هذا البلد، وذلك في ختام لقاء في باريس مع الرئيسة الانتقالية لأفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانز. (الجزيرة نت 2-4-2014) الرئيس الفرنسي يخبر رئيسة أفريقيا الوسطى أن الوضع الأمني تدهور بعد أن شرد أكثر من مليون شخص وفرغت بلدات ومدن من سكانها المسلمين وسفكت الدماء وانتهكت الأعراض، بل إن حكومة أفريقيا الوسطى عينت الجناة كمستشارين وباتت تبحث بجدية معالجة مشاكل تجمعات الأنتي بالاكا ونزع سلاحهم بشكل يحفظ وضعهم وإعادتهم لقراهم مع تعويضات مناسبة. فلا عجب بعد كل هذا أن تأتي أفريقيا الوسطى هذه العطية السخية من المجتمع الدولي.

يا دعاة الشرعية الدولية في بلاد المسلمين، هذه هي شرعة الغاب التي يحكموننا بها، وهذا ما يحمله تجاهنا مصداقاً لقوله تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾، فهلا ارعويتم عن دعوة هذه الصناديق الملغمة عن التدخل في شؤوننا وتزيين فسادهم وترويج مخططاتهم.


﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد