خبر وتعليق المرزوقي والسير على خطى سلفيه
الخبر:
أدلى رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي بحديث حصري لإذاعة “جوهرة أف أم” من المنستير بمناسبة إحياء ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة اليوم، حيث أكّد أنّ من واجبه كرئيس جمهورية مواصلة بناء الدولة التي كان لبورقيبة دور في تأسيسها.
وأكّد المرزوقي أنّ الزعيم بورقيبة كان ولا يزال يمثّل رمزا من رموز الدولة التونسية، ورغم اختلافه معه فإنّه يصر على الحضور إلى ضريحه مذكّرا بأنّه كان من المشاركين في جنازته لإعطاء رسالة إلى التونسيين بأن الخلافات الفكرية والسياسية لا يجب أن تكون حائلا دون تواصل بناء الدولة على حد تعبيره.
التعليق:
“إذا كان الغراب دليل قوم — يمرّ بهم على جيف الكلاب”
لقد ظهر للعيان بشكل صارخ أنّ حكّام ما بعد الثورة ليسوا في الحقيقة إلّا امتدادًا لأسلافهم.
فها هو المرزوقي يقرّ بذلك علنا عند إحيائه ذكرى وفاة “بورقيبة”، مصرّحا بأنّه على خطاه يسير وللنّظام الجمهوريّ حارس أمين من خلال مواصلته بناء الدولة التي أسّسها.
إنّ ما صرّح به المرزوقيّ يعدّ تعدّيا صارخا على مشاعر شريحة كبيرة من أهل هذا البلد – في ظلّ وجود فئة ما زالت تمجّد زعيمها وتبكي على أطلاله -.
فهل يعقل لبلد شهد ثورة على الظلم والاستبداد وطالب بإسقاط نظام أذاقه الويلات، أن يتولى أمره حاكم قدوته من رسّخ هذا النظام الرأسمالي العلماني الفاسد والمتوحّش؟
وكيف سيكون سيرك على خطاه؟ هل بإغلاق جامع الزيتونة المعمور والمطالبة بالإفطار في شهر رمضان أم بتعرية المرأة وخلع حجابها كما فعل قدوتك حين نزع “السفساري” لامرأة في مشهد مقرف تناقلته وسائل الإعلام الغربيّة وأثنت عليه؟
وهل يكون بالسجن والتنكيل والقتل لكلّ من خالفك أم بتعيين الأحباب والأقارب في كلّ المناصب العليا؟
ليعلم رئيس الجمهوريّة المؤقت – الناجح بالإسعاف وبفضل القانون الانتخابي – أنّ أهل هذا البلد قد سئموا من الوعود وهم في توق حقيقيّ إلى التغيير المنشود والذي يزيلون به أشباه الرجال العاجزين عن الرعاية الفعليّة لأرزاق العباد وحماية خيراتهم.
لقد خبر أهل تونس مكر بورقيبة وعداءه الشديد لعقيدتهم وكذلك بطش بن علي وقمعه لأبناء الصحوة الإسلاميّة، وبالتالي لن يمرّ مكرك وسيكون بإذن الله مصيرك كمصير سلفك – قدوتك -.
إنّه لحريّ بمن أوصلته الثورة إلى سدّة الحكم أن يعمل جاهدا على تحقيق أهدافها، ومعبّرا عمّا يختلج بوجدان أهلها من توق للعودة إلى عزّها ومجدها بإقامة دولتها – خلافة على منهاج النبوّة – ينال بها الفوز في الدنيا والآخرة.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس» رواه الترمذي
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس