خبر وتعليق كن رئيس دولة أو رئيس وزراء فلن تخرج عن تبعيتك لأسيادك
الخبر:
نُقل عن رئيس الوزراء التركي (رجب طيب أردوغان) قوله أن أول رئيس ينتخب ديمقراطيًا في تركيا سيلعب دورًا أكثر فاعلية من مجرد دوره الشرفي الراهن، مما زاد الشكوك بشأن نيته الترشح للرئاسة في آب/أغسطس. إن الرئيس الحالي (عبد الله جول) حليفٌ مقرب من أردوغان، وشارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية، وفي حال ترشح أردوغان لمنصب الرئيس فمن المتوقع أن يخلفه جول في رئاسة الحكومة.
التعليق:
لقد صدّعت وسائل الإعلام العربية والغربية رؤوسنا في الأشهر الماضية بأخبار عن آخر بلد كان الإسلام فيه نظامًا ودولة حامية (تركيا)، والغريب أنها تتحدث عن صراع داخلي كلا طرفيه عميل أمريكي بامتياز. فتتابع وسائل الإعلام هذا الصراع بشغف كبير، وتتابعه أكثر الدول التابعة لأمريكا وعملائها. ونحن نسمع الآن من خلال أبواق الإعلام رجالَ أمريكا ينعقون ويشتمون أردوغان وحزبه، ويقارنون بينه وبين الإخوان في مصر، وبين حالهم في مصر، وحال حزبه في تركيا.
والأمر الذي كان فيه نوع من التضخيم، وهو أمر ليس بجليل حقًا لكنه مصيري لكيان واحد ورجل واحد، هو انتخابات ما تُسمى “بانتخابات البلديات”. لقد كانت الانتخابات بمثابة استفتاء على حزب العدالة والتنمية ورجاله بمن فيهم أردوغان ووزراؤه الذين كثُر الكلام عن فسادهم وإفسادهم، وبالفعل كانت النتيجة التي خرج بها حزب العدالة والتنمية هي أن شعبيته قد انخفضت بشكل طفيف، ولا يزال هو الحزب صاحب الأغلبية “المريحة” في البلديات، مما ينعكس على التوقعات التي ستكون في انتخابات البرلمان والرئاسة المقبلة في آب/أغسطس.
والأمر الآخر الذي كثُر الكلام عنه هو نية رئيس الوزراء أردوغان الترشح للرئاسة في تركيا باقتراع مباشر من قبل الشعب، والمُستغرب هو أن أردوغان هو صاحب أطول حكومة على مدار تاريخ تركيا الحديث، فهو صاحب أربع حكومات، أي أنه حكم ما يقارب 12 عامًا حُكمًا ضالًا مضلًا لشعب طال انتظاره لعودة الإسلام إلى سدة الحكم من جديد، ولعودة مجد العثمانيين مرة أخرى.
والآن، وبعد مضي سنوات عجاف على تركيا بحكم هذا الحزب صاحب الصبغة الإسلامية، والرجل القوي صاحب الكلام الأجوف الخاوي (أردوغان)، وبعد أن نفدت حجج هذا الحزب ومبرراته لعدم تحكيم شرع الله (الذي انتخب هذا الحزب لأجله)، بعد هذا جاء الحزب بشيء جديد يلهي به الشعب التركي المسلم ويدغدغ مشاعره، وهو أن الرئيس القادم لن يكون كغيره من الرؤساء! وأردوغان الآن يرقب من أسياده في أمريكا بأن يكون هو الرئيس، وصاحبه عبد الله جول يكون رئيسًا للوزراء، فهل سيكون هذا الأمر بمثابة طاقة فرج ونصر لشعب تركيا المسلم؟!
كفانا كلامًا أجوف، مللنا كلامًا دون حراك، وسواء أكان أردوغان وزيرًا أم رئيس وزراء أم رئيس دولة لن يتعدى أبدًا كونه أداة طيعة من أدوات الاستعمار في أرضنا، فهو يعمل – وسيظل يعمل – لخدمة أسياده في الغرب، والشرق إن وجد! وإن كان هذا الرجل يظن بأنه سيخدع أهلنا في تركيا أو المسلمين في العالم بهذه الحجة الجديدة فهو واهم، وليعلم أن زمانه قد انتهى، وليعدّ مع أسياده في الغرب أيامه الأخيرة قبل نهوض مارد الإسلام، وعودة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، خلافة تقودها أيادٍ متوضئة طاهرة نقية، يرضى عنها الخالق والخلق، خلافة تعيد للمسلمين عزتهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف