خبر وتعليق زيارة أوباما لماليزيا تحمل في طياتها فخاخا إمبريالية ولا بد للمسلمين من أخذ حذرهم منها ورفض وقوعها! (مترجم)
الخبر:
ها هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقرر المجيء إلى ماليزيا بعد كل شيء. ها هو عدو الله ورسوله والمؤمنين يُقرر المجيء لكوالالمبور في السادس والعشرين من نيسان/أبريل حيث سيلتقي رئيس وزراء ماليزيا (رجب). كما أنه من المقرر أيضا أن يزور المسجد الوطني وأن يُلقي خطابا في جامعة مالايا. وقد وضح جوشوا كورلانتزيك العضو في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية بأن أوباما في زيارته هذه إلى ماليزيا “سيسلط الضوء على العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية المتنامية” مع ماليزيا وكذلك كونها “أصبحت ضمن ما يعتبر دولة معتدلة ديمقراطية ناشئة ذات أغلبية مسلمة” وقد أُكَّد أيضا على أن رئيس الدولة الإمبريالية سيوقع مذكرة تفاهم مع ماليزيا متعلقة بعدة جوانب اقتصادية وتعليمية وكذلك أمور مرتبطة بالعلاقات العسكرية.
التعليق:
إن أمريكا دولة إمبريالية نعتبرها نحن المسلمين في حالة حرب حقيقية فعلية معنا. وقد أعلنت مرارا وتكرارا حربها هذه ضد الإسلام والمسلمين تحت شعار ما تسميه “الحرب على الإرهاب”، الذي قتلت تحت ذريعتها، ولا تزال، المسلمين في العراق وأفغانستان وباكستان، هذا غير تقديمها الدعم للأنظمة في سوريا وفلسطين لتقوم بارتكاب جرائم ومذابح تُراق فيها دماء المسلمين. إن أوباما هو رئيس هذه الدولة المجرمة وبالتالي كيف يسمح بدخول مثله زائرا لأي بلد من بلاد المسلمين؟؟!!. إنه لمن المحرم أن يُوقع مع الولايات المتحدة أي اتفاق كما أنه من المحرم أن نقيم أي نوع من العلاقات معها. والعلاقة الوحيدة التي يجب أن تكون بين أي بلد مسلم وبينها هي علاقة الحرب، والاتفاق الوحيد المسموح بإبرامه هو اتفاق وقف إطلاق النار.
إنه مما لا شك فيه أن وصول أوباما الذي تتمثل فيه السياسات الإمبريالية الأمريكية للبلاد ما هو إلا لإحكام قبضة أمريكا على البلاد الإسلامية فلا يوقع اتفاق إلا وفيه مصلحة لها قطعا، قبل أي شيء، وفي الوقت ذاته يكون مساهما في تعزيز قبضتها وإحكامها على أمة الإسلام عامة وحكامها بشكل خاص. وإن هذه الزيارة مليئة قطعا بالفخاخ الإمبريالية الأمريكية. وإن الواجب علينا أن نتخذ حذرنا ونتنبه!
وكوننا مسلمين، فإن قلوبنا يملؤها غضب شديد من موقف رئيس الوزراء الذي رحب بزيارة أوباما هذه، كما أننا نشعر بأسف بالغ من التحضيرات لحفلات الاستقبال التي ستنظم في المسجد الوطني وفي جامعة مالايا على إثر الزيارة التي سيقوم بها أوباما لهذين الموقعين في 27 من نيسان/أبريل.
وإن أكثر ما يؤلمنا هي تلك الزيارة المزعومة التي رتبتها الجهات المسؤولة عن المسجد الوطني استقبالا لعدو الله هذا. فالمسجد بيت الله مكان مقدس يُذكر فيه اسم الله تعالى فكيف ندنسه بإدخال عدو الله قاتل المسلمين إليه؟!
ومن السذاجة بمكان أن يُصدق بأن زيارة أوباما لماليزيا هي من باب “الصداقة” أو “التفاهم المتبادل”. فزيارته للمسجد الوطني أبدا ليست من باب “التفاهم الديني” أو “بناء جسور بين الإسلام والغرب”. بل إنها ارتكاب لجريمة. إنها مجرد دعاية مفلسة. وعلى أمة الإسلام ألا تكون ساذجة إلى درجة تصدق فيها أن أوباما “صادق” في نواياه. وإن علينا أن ندرك أن أياديه الممدودة لنا والتي سنستقبلها ونسلم عليها هي ذاتها الملطخة بدماء المئات بل الآلاف من المسلمين الأبرياء الذين تقتلهم الصواريخ والطائرات الأمريكية بلا طيار في باكستان وأفغانستان واليمن. بل إن تلك الأيادي ذاتها هي المسؤولة عن الدعم العسكري للأنظمة الصهيونية البشعة والتي تريق دماء المسلمين الأبرياء دون توقف.
أيها المسلمون الذين ينوون فتح أذرعهم عن طيب خاطر استقبالا لعدو الله! أي مجد وشرف تبحثون عنه باستقبالكم واحتفائكم بأوباما، المسؤول عن هذا الأذى والفساد العظيم في الأرض؟ خذوا حذركم. فالمجد والشرف لا يكون إلا بما يرضي الله تعالى وهذا ما يجب أن نسعى إليه. وليس “المجد والشرف” هو ذاك الذي نجنيه من أعداء الله في الدنيا.
يقول الحق سبحانه وتعالى:
﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا