Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تُبْ إلى الله متاباً

 

الخبر:

أدى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أول أمس الاثنين بقصر الأمم غربي العاصمة الجزائر القسم الدستوري لولاية رئاسية رابعة وسط استمرار الجدل بشأن قدرته “صحيا” على إدارة شؤون البلاد في المستقبل. وعرض التلفزيون الرسمي الجزائري لقطات لبوتفليقة وهو يجلس على مقعد متحرك ليؤدي اليمين ثم ألقى كلمة مقتضبة في ظهور نادر له منذ إصابته بجلطة العام الماضي.

 

 

التعليق:

إنّ المرض يجعل الإنسان يدرك ضعفه وعجزه وافتقاره إلى الله في هذه الحياة الدنيا الفانية فيكون خيرا له ما أصابه إذ يدفعه دفعا لينيب إلى الله تائبا مستغفرا عن زلاته مكفرا عمّا فاته.

ولكن للأسف هناك من يمضي في هذه الحياة الزائلة على غير هدى؛ وحتى حين ابتلائه بالأمراض وغيرها يواصل نهجه المعوجّ بل لعلّه يغذّ الخُطا في ذلك الدرب درب الضلال.

هذا الأمر يلمسه بجلاء كل من شاهد بوتفليقة وهو يؤدي اليمين الدستورية وهو على كرسيه المتحرك؛ مكررا القسم وراء رئيس المحكمة العليا بصوت خافت لا يكاد يسمع أمام صوت رئيس المحكمة العليا سليمان بودي ويده اليمنى على القرآن الكريم.

يده اليمنى على القرآن الكريم وهو يقسم بأن يحترم الدين الإسلامي ويمجده ويحافظ على سلامة التراب ووحدة الشعب والأمة؛ مقسما على العمل بدون هوادة والسعي بكل قواه.

فهل أنت قادر يا بوتفليقة على الإيفاء بما أقسمت عليه؟

وكيف ستمجد الدين الإسلامي وأنت تقسم بعد ذكره بقليل بتعزيز المسار الديمقراطي مسار إقصاء الدين عن الحياة؟ مسار جعل أحكام الدين نسيا منسيا؟ وكيف ستحترم الدين وأنت لم تقف ابتداء أمام شريعته بل تعاليت عليها مولّياً وجهك شطر نظام حكم غربي أعوج؛ نظام كفر وتعالٍ عن معالجات الإسلام. إن إحياء أمجاد الإسلام الغابرة لا يكون إلا بجعل شريعته مجسدة على أرض الواقع يساس بها أمر الناس فتعزّ الأمة وتقوى شوكة الدولة. فهل ستفعل هذا أم أنّ ذكر الدين الإسلامي أثناء اليمين هو فقط دغدغة لمشاعر الناس وضحك على ذقونهم يا حامي حمى الدين والشرع زورا وبهتانا!

وأين وحدة الأمة وأنت ونظامك تحرسان حدودا لعينة تفرق ولا تجمع، تضعف ليست تقوّي، جعلت أمة الإسلام شذر مذر؛ حدودا ملعونة كلعنة الاستعمار أو أشد؛ حدودا تخنقنا ويزيد الخناق شدة مع سماع المسلمين هنا أو هناك يستصرخون فينا أخوّة الدين وما توجبه من نصرة ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72]؟؟

فيا بوتفليقة أَفِقْ وأدرك قيمة الجرم الذي تقترفه يمناك؛ فأمرنا وأمرك إلى زوال؛ أمرنا وأمرك إلي يوم عسير نحاسب فيه على ذرّات الذنوب؛ فما بالك بذنب عظيم عظيم؛ ذنب الحكم بغير ما أنزل الله ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: 44]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 47].

فانظر أين أنت منهم؛ فالأمر جدّ لا هزل يا “عبد العزيز” فأنت عبدُ اسمٍ على مسمّى، والله مولاك أمرك أن لا تعبد إلا إياه عبادة خالصة لوجهه تعالى إقرارا وتحاكما حقا وعدلا؛ فلعل مرضك وكربك يكون خيرا لك؛ إذ مؤكد أنك تستشعر عجزك واحتياجك لخالقك، فتب إلى الله متابا قبل فوات الأوان.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس – تونس