كلمات مختصرات في قضية الأخت الغائبة الحاضرة: الطاهرة زولفيا أمانوفا وكل مَن هُم وهُنَّ على هذا الدرب
إليكِ ابنتي وأختي زولفيا إن كنت ما زلت حيةً ترزقين:
أنت أقوى من سجّانيك الهلكى، فأنتِ مع الله، والله معك، ومن كان الله معه، كان هو الأقوى، هو الأكثر ثباتاً، هو الأكثر صموداً، هو الأكثر إصراراً على تحقيق مراده. وأنتِ المنصورة على أعداء الله وأعدائك، بإذن الله. فإن العاقبة للمتقين.
وإليك أختي وابنتي إن كان الله عز وجل قد اختارك إلى جواره:
إنك ساعتها لا تحتاجين إلى تضامننا وانتصارنا ودعائنا لك، بل نكون نحن من هم بحاجة إلى شفاعتك. يروى عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه كان يقول:
أُحِبُّ الصالحين ولستُ منهم // لعَلِّي أرتَجي بِهِمُ الشفاعة
وإلى أسرة أختنا وابنتنا زولفيا، الأسرة العظيمة المعطاءة:
أما يرضيك أيتها الأم النبيلة أن تكوني شبيهة نبي الله يعقوب عليه السلام؟! ومثل أم موسى عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام؟! أكاد أسمعك تجيبين: بلى، بلى. إن أشدّ الناس ابتلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثل فالأمثل. فرضي الله عنك وأرضاك.
وأنتم إخوة زولفيا وأخواتها: أما يرضيكم أن تكونوا أمثال بنيامين أخي نبيّ الله يوسف عليه السلام! والله الذي لا إله غيره، إنكم لمنصورون. فلا تهنوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إن احتسبتم وصبرتم.
كما وإنني لا أجد في هذه العجالة إلا هذا، الذي أقوله كذلك لكل شبابنا، الرجال الرجال، والنساء أمهات وزوجات وأخوات وبنات الرجال الرجال، وأطفالنا الرجال، في كل مكان وكل زمان:
الله معنا ما دمنا في طاعته على هذا الطريق. ولن يَتِرَنا أعمالَنا. فالله غالبٌ على أمره. وإنه، والذي رفع السماء بلا عمد، لا يخلف الميعاد.
وإلى من اختار الوقوف والخدمة في صف أعداء الخلافة، أعداء الإسلام، أعداء الله، أعداء البشرية، أعداء حتى أنفسهم التي بين جنوبهم، أقول:
إن الخلافة قادمة، قادمة، قادمة، بإذن الله. وعن قريبٍ إن شاء الله. وإنها لفرصتكم التي ربّما تكون الأخيرة. فلا تضيّعوها. انظروا إلى إبليس الذي أبى واستكبر… ماذا فعل حينما رأى جند الحق بارزين في بدر؟ نكص على عقبيه وقال لأتباعه: إني بريءٌ منكم، إني أرى ما لا ترون. وها هم أبالسة الإنس اليوم باتوا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى النقطة الحرجة، نقطة نصر الله للإسلام وحمَلة الإسلام، حمَلة الدعوة لإقامة الخلافة، العاملين من أجل تعبيد العباد لربّ العباد، بدل عبادتهم وتعبيدهم لكل ما سواه.
ها هم أسيادكم في واشنطن ولندن وباريس وموسكو وغيرها، أيها الحكام الطغاة، قد بلغت منهم الهزيمة أمام الإسلام مبلغها وهو ما زال فكرة، لم يُقم دولته بعد. ها هم بدأوا مرحلة البطش المادي، وهي آخر مراحل الطغيان، وآخر طلقة في جعبة الباطل عندما يفلس. وإنها لبشائر النصر والله.
فإن كان ما زال لديكم بقية من عقل، فلا تواصلوا رهانكم على الزائل. بل راهنوا على الباقي. وإنه ليس بالرهان، بل هو يقينٌ… يقينٌ… يقين. إن وعد الله حق، فلا تغرّنكم الحياة الدنيا وعُبّادها، ولا يغرّنكم بالله الغَرور. قال تعالى وقوله الحق: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
اللهم، سدّد، اللهم ثبّت، اللهم ألهمنا الصبر والاحتساب، اللهم نصرك المؤزَّر. اللهم يا إله السماوات والأرض وما فيهن إنا نسألك باسمك الأعظم أن تنصر أختنا وابنتنا زولفيا، وكل إخوتها وأخواتها، على أعدائك وأعدائهم، وأن تفُكَّ أسرهم. إنك وليّ ذلك والقادر عليه. فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أخوكِ: أبو سعد من أكناف بيت المقدس