Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق سلطان بروناي يخون الإسلام

الخبر:

كشف سلطان بروناي حسن بلقية الأسبوع الماضي عن خطة لتطبيق الشريعة، وقال: “بالإيمان بالله والامتنان له عز وجل، أعلن أن يوم غد الخميس، 1 أيار/مايو 2014، سيشهد تنفيذ المرحلة الأولى لتطبيق الشريعة، على أن تليها مراحل أخرى”.

وقد ندد الغرب بهذه الخطوة، وبدأت شخصيات غربية شهيرة بمقاطعة مصالح السلطان التي يملكها في الغرب.


التعليق:

أوضحت تقارير إعلامية أن تطبيق الشريعة سيقتصر على المسائل الفرعية، وسيتم تنفيذها على ثلاث مراحل. المرحلة الأولى ستشمل تغريم أو حكمًا بالسجن على من يقوم بسلوك غير لائق، أو لا يحضر صلاة الجمعة. وسوف تشمل المرحلة الثانية تطبيق أحكام العقوبات على جرائم السرقة، والسطو. أما المرحلة الأخيرة فسوف تغطي فرض العقوبات على الشذوذ الجنسي، والزنا. وذكر المرسوم أن القانون سيطبق على كل من المسلمين وغير المسلمين.

وهناك ثلاث مشاكل رئيسية مع هذا الإعلان:

أولا: وقبل كل شيء، إن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يمكن أن يقتصر على تنفيذ بعض العقوبات في الإسلام، فالإسلام طريقة حياة شاملة، وفي الشريعة الإسلامية أحكامٌ تنظم جميع جوانب الحياة، وتتعدى المسائل الجنائية، فهي تشمل الشئون الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسة الخارجية، وغيرها، لذلك فإن محاولة تدجين أحكام الإسلام أو “علمنتها” لكي تتوافق مع النظام الرأسمالي باطلة وحرام، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿… وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ويقول: ﴿… وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ويقول: ﴿… وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

وبالمناسبة، فقد اقتبس سلطان بروناي الآيات نفسها في خطاب إعلانه عن تطبيق الشريعة، ولكنه غفل عن حقيقة أن هذه الآيات تأمر بتطبيق أحكام الإسلام في جميع جوانب الحياة، وفي حق الأمة في اختيار الحاكم، وليس الرضا بمن يفرضه البريطانيون عليهم!

ثانيا: إن التدرج في تطبيق الإسلام، حيث يتم انتقاء واختيار بعض الأحكام من الشريعة الإسلامية ليتم تطبيقها، وتأخير تطبيق بقية الأحكام، حرام ولا يجوز، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿… أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.

وقد اقتبس حسن بلقية الآية نفسها في خطابه، ولكنه لم يتدبر معناها، لأنه لو فعل لوجد أنها تنطبق تماما عليه.

ثالثا: إن “علمنة” الإسلام وتطبيقه بشكل تدريجي لن تحقق الازدهار، والأمن والأمان، والرفعة لهذه الأمة. والذي يدفع حسن بلقية وحكاما آخرين للمسلمين للمناداة بتطبيق الإسلام تدريجيا، هو سعيهم إلى تهدئة مشاعر المسلمين، والحفاظ على الوضع الراهن، حيث تُحفظ ثروات المسلمين لصالح القوى الاستعمارية الكافرة.

وإلى جانب ذلك فإن التدرج في تطبيق الإسلام لا يوصل إلى التطبيق الكامل للشريعة الإسلامية، كما يتخيل البعض في البلدان الإسلامية، فقد تبنّت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وحركة طالبان في أفغانستان هذه الطريقة وفشلتا في تطبيق الإسلام.

وهذا الفشل يعطي ذريعة لأعداء الأمة كي يتهموا الإسلام بعدم قدرته على حل مشاكل الإنسان، مع أنه المبدأ الوحيد القادر على ذلك، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما أقام أول دولة إسلامية في المدينة المنورة، اعتنق أهل المدينة الإسلام لأنهم لمسوا عِظم التطبيق الكامل للإسلام في الواقع العملي، وقد سار على طريقته عليه الصلاة والسلام الخلفاءُ الراشدون من بعده.

وبالتالي، فإنه يتوجب على المسلمين أن يضاعفوا جهودهم لإعادة إقامة الخلافة الراشدة، باعتبار هذا العمل الطريقة الوحيدة لتطبيق الإسلام كاملا، ولردع الكافر المستعمر. فحتى شعوب الغرب المظلومة ستلفظ طريقة عيشها عندما تعود الخلافة، وتدخل في دين الله أفواجا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو هاشم