خبر وتعليق عذر أقبح من ذنب
الخبر:
أوردت جريدة “الشرق الأوسط” على موقعها الإلكتروني خبرا جاء فيه “في رده على تساؤلات المجلس التأسيسي (البرلمان التونسي) بشأن السماح لـ61 من حاملي جوازات سفر إسرائيلية بالدخول إلى تونس، قال رضا صفر الوزير التونسي المكلف بالأمن، إن قرار السماح لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية جاء بعد أن جرى الترويج لتونس على أنها «تمارس التمييز بين الأديان» إثر منع سياح إسرائيليين من دخول البلاد.
وأضاف في جلسة مساءلة علنية عقدت أمس لغرض مساءلته، وآمال كربول وزيرة السياحة، أن تونس لم تكن تسمح للإسرائيليين بالدخول حتى حدود شهر فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يقع التخلي عن هذا الإجراء. ونفى صفر سعي تونس نحو التطبيع مع الإسرائيليين، وقال إن جوازات السفر لا يجري ختمها، ولا يجري التعامل مع وثائق رسمية إسرائيلية”.
التعليق:
إن تعذر الحكومة التونسية كما جاء على لسان وزيرها رضا صفر المكلف بالأمن: “إن قرار السماح لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية جاء بعد أن جرى الترويج لتونس على أنها «تمارس التمييز بين الأديان» إثر منع سياح إسرائيليين من دخول البلاد.” هو عذر أقبح من ذنب، فالقاصي والداني يعلم أن كيان يهود هو كيان غاصب لبلاد المسلمين، اغتصب أرض فلسطين من المسلمين بعد أن احتلها وأقام كيانه المسخ عليها، والأصل أن كل مسلم يعلم أنه لا يجوز إنشاء أي علاقة بين المسلمين وبين هذا الكيان الغاصب مهما كان نوعها ومهما كان حجمها، تحت أي ذريعة كانت، فضلا عن التطبيع ونسج العلاقات الودية معه.
والعلاقة الوحيدة التي يجب أن تكون بين المسلمين وبين دولة يهود هي علاقة الحرب، للقضاء عليه واستئصال شأفته، لتحرير فلسطين من رجسه ودنسه، وإعادتها لحضن الأمة الإسلامية مرة أخرى كما فعل صلاح الدين رحمه الله؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «على اليد ما أخذت حتى تؤديه».
واللافت في قول الوزير التونسي: “أن تونس لم تكن تسمح للإسرائيليين بالدخول حتى حدود شهر فبراير (شباط) الماضي” أن العلاقة الودية التي كانت بين النظام التونسي في عهد بو رقيبة وبن علي، وبين كيان يهود سرية أو شبه سرية، باتت تسير نحو العلنية في ظل نظام ما بعد الثورة الذي يسيطر عليه الإسلاميون المعدلون وَفْقَ المواصفات الأمريكية.
فالواضح إذن أن هذا الإجراء بالسماح للسياح الذين يحملون جوازات سفر دولة يهود، ليس بسبب الترويج لتونس على أنها «تمارس التمييز بين الأديان»، وإنما هو استخذاء من قبل النظام في تونس للغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا، وطلبا لمرضاتهم، وسيرٌ نحو التطبيع الكامل والعلني مع كيان يهود.
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك