نفائس الثمرات الفرج والنصر
يقول الله سبحانه وتعالى {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.
سأل رجل الشافعي رحمه الله فقال: يا أبا عبد الله، أيُّما أفضل للرجل: أن يمكن أو أن يبتلى؟ فقال الشافعي: لا يمكَّن حتى يبتلى، فإن الله ابتلى نوحاً، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهم، فلما صبروا مكنهم.
فالفرج والنصر يا أبناء أمتنا لا يأتيان إلا بعد الشدة والبلاء والعسر الشديد والزلزلة والاستيئاس، فاصبروا وصابروا، اصبروا صبر المؤمنين على الاستمرار في حمل الدعوة وتمسكوا بالدعوة إلى الإسلام تمسككم بأعز ما تملكون بل أكثر من ذلك، فلتكن الدعوة أهم من كل ما في الدنيا، ولا يلفتنكم عن ذلك مشاقها وما سينالكم في سبيلها من شدة وبلاء، واحملوا أنفسكم على الصبر وخوض الغمرات، وليكن اللهُ ورسولهُ أحبَّ إليكم مما سواهما، وراقبوا الله في السر والعلن، ولا تخالفوا له أمراً ولا تجعلوا الله عليكم حجة واحملوا دعوته لتحققوا إقامة الخلافة والحكم بما أنزل الله.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ