Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق يكفيكم دفنا لرؤوسكم تحت الرمال

الخبر:

وكالة معا – شبكة أجيال: “أكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية أن 14 امرأة قتلن منذ مطلع العام الجاري لأسباب مختلفة، معظمها تحت ما دُرج على تسميته بـ”جرائم الشرف”. ونظمت بعض المؤسسات وقفة احتجاجية في مدينة رام الله، للمطالبة بوضع حد لتلك الجرائم التي لا يكاد يمر أسبوع واحد من دون الكشف عن جريمة جديدة سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

وكانت آخر ضحية قتلت مؤخرا في قلنديا سبقتها جريمة أخرى أمام إحدى المحاكم في رام الله، ما دفع المؤسسات للمطالبة بتعديل القوانين، لا سيما قانون العقوبات الفلسطيني”.


التعليق:

ازدادت جرائم القتل في فلسطين مثلما ازدادت حالات السرقة والنصب والاحتيال والخطف وحتى الانتحار، وهذا ليس مقتصرا على النساء كما يحاولون تصويره بل طال الرجال والأطفال أيضا، ففي الأيام القليلة الماضية قتل أيضا شاب على يد عمه وشقيقه قرب رام الله، بينما قتل شاب وأحرقت جثته على يد مجهولين قرب الخليل.

ولكن كعادة المنظمات النسوية فهي تتخذ من أي جريمة مهما كانت دوافعها وأسبابها وواقعها ذريعة جديدة للمطالبة بتغيير قانون العقوبات (العاجز أصلا) وبرفض أشكال التمييز ضد المرأة الفلسطينية كما جاء في بيان الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الذي أشار “إلى تصاعد وتيرة ارتكاب الجرائم المرتكبة بحق النساء بسبب قدرة المجرمين على الإفلات من العقاب الرادع بسبب تبرير القانون الساري المفعول لجرائم قتل النساء”.. وكذلك الحملة التي أطلقتها مؤخرا ما تسمى بمنظمة التحرير الفلسطينية بالشراكة مع منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة، ووزارة المرأة والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وطاقم شؤون المرأة، وشخصيات سياسية وحقوقية ومجتمعية لإقرار مشروع قانون العقوبات الفلسطيني وذلك ضمن متابعة آليات تنفيذ التي تتضمن العديد من الخطوات العملية، تمثل إحداها التوقيع على ما أسموه “ميثاق شرف” والتزام بحماية حقوق المرأة والقضاء على العنف والتمييز ضدها لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في المجالات كافة”..

هم لا يبحثون هنا عن أسباب تلك الجرائم وملابساتها الحقيقية بل يلصقونها فورا بالتمييز ضد المرأة وانتهاك حقوقها، فهي التي تُقمع وتُقتل لمجرد اعتراضها على نمط حياتها ومحاولتها تغييره وتغيير أمور حياتية أخرى كما جاء على لسان المديرة العامة لمؤسسة أدوار والتي طالبت بتوسيع دائرة الحرية الشخصية لكل إنسان وإنسانة! وكذلك بالعمل على الإنفاذ الفوري لقرار عباس والقاضي بإلغاء الأعذار المخففة لجرائم قتل النساء على خلفية ما يسمى بجرائم الشرف أو أية أعذار أخرى”.. ينسون أصل المشكلة ويتمسكون بفروعها لمزيد من الفساد والإفساد.

إن الإسلام يحرم القتل العمد ويتوعد القاتل بأقسى العقوبات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾ ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق».. عقوبة وضعها رب العزة وليست قوانين وضعية يطالب مدَّعو الحق والحرية تغييرها حسب أهوائهم ومصالحهم.. عقوبة ضد القاتل سواء رجلا كان أو امرأة.. عقوبة وضعها حفاظا على حق الإنسان في الحياة والتي بسبب غياب دولة الإسلام لا تطبق تلك الحدود ولا تنفذ تلك القوانين، فشاع الفساد والإفساد فزاد القتل والجرائم، وليس كما يصورونه بأنه عنف موجه ضد المرأة لأنها تطالب بحقوقها ويلزم بالتالي حمايتها منه! طبعا لا تبرير للقتل، ولكن لا تبرير أيضا لإلصاق ذلك بالعنف الموجه ضد المرأة، وبالتالي المطالبة بأمور بعيدة عن أحكام الله والإسلام، تلك الجرائم هي بسبب القهر والعوز والضغط النفسي والبطالة، والفساد بسبب البعد عن الأحكام الإسلامية في النظام الاجتماعي والاقتصادي التي تحفظ الحقوق وتحقق الرخاء، إنه المبدأ الرأسمالي الذي يسحق الأفراد بمطرقة المنفعة والتحكم بالثروات.. كل هذا يؤدي إلى حالة من الإحباط واليأس والضغوط التي تؤدي إلى مثل هذه الجرائم، فكما سمعنا عن الجرائم ضد النساء فهناك جرائم قتل وحرق وتشويه بحق الرجال أيضا في ظل غياب القانون وانتشار الفساد..

يتحدثون عن هذه الجرائم على أنها عنف أسري يتوجب فيه حماية النساء داخل بيوتهن.. وممن؟!! من أقرب الناس إليها زوجها أو أبيها أو أخيها مصدر الأمن والأمان والحماية لها! الحياة الزوجية الوادعة التي تملؤها المودة والرحمة والسكينة كما وصفها سبحانه وتعالى يصورونها على أنها حلبة صراع الغلبة فيها للأقوى، ويدعون أن عدم تغيير القوانين الوضعية إلى أخرى وضعية أيضا ومستمدة من قوانين الغرب ومفاهيمه هو ما يجعل الرجل يظلم المرأة ويتعدى عل حقوقها مما يؤدي إلى ذلها ومهانتها وقتلها!..يطالبون بمساواتها التامة لتنال حقوقها! لا يبحثون في الأسباب الحقيقية التي جعلت مصدر الأمان هذا يتحول إلى يد آثمة تقتل وتزهق الروح! لا يعترفون أن عدم تحكيم شرع الله وأحكامه التي تحفظ لها حياتها وحقوقها هو السبب الحقيقي في ذلك.. وأن ما يعانيه كل الناس نساء ورجالا وأطفالا هو بسبب ما فعلته أيديهم من بعد عن شرع الله.. قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾..

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي