خبر وتعليق العنف ضد المرأة بين المسلمين والرأسماليين
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في اليمن يوم الأربعاء 21 أيار/ مايو الجاري خبر انعقاد المنتدى الحواري الذي نظمته بصنعاء شبكة النساء المستقلات (فوز) بالتعاون مع مشروع استجابة – اليمن لمناقشة دراسة العنف وآثاره على الفتيات والنساء ومقترح لمشروع قانون يجرم العنف على الفتيات والنساء. المنتدى حضرته حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان وأكدت فيه “على ضرورة وجود قانون يجرم العنف ضد النساء والفتيات يستند إلى مخرجات الحوار الوطني والمرجعيات القانونية والتجارب الدولية في هذا الشأن ليتم تضمينه في الدستور الجديد.”، والدكتورة أمة الرزاق حُمد وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل التي أشارت فيه “إلى أهمية دعم ومناصرة قضايا المرأة وتقديم مشروع تجريم العنف في هذه المرحلة التي يتم فيها الإعداد للدستور لعكسه فيما بعد في قوانين وسياسات وبرامج قابلة للتنفيذ”.
التعليق:
المطالبة بسن قانون يجرم العنف ضد المرأة في اليمن ليس وليد اليوم بل هو وليد سنوات عمل طويلة من الندوات وورشات العمل في عديد من المدن داخل اليمن التي شاركت فيها عدد من النسوة ورعتها ومولتها منظمات دولية كثيرة كمنظمة استجابة التي تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية ومنظمة كرامة الدولية وغيرها من المنظمات الأمريكية والأوروبية.
لكن لا بأس بوقفة بسيطة للمقارنة بين العنف الممارس ضد المرأة في اليمن وفي بلاد الغرب. أورد عبد الملك التاج في كتابه “المرأة الغربية أرقام ناطقة وحقائق شاهدة” الذي جمعه عن التقارير الغربية ما تقشعر له الأبدان، وإليكم النزر اليسير منه.
في بريطانيا) أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك. 25% من النساء يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن. تشير “جين لويس” إلى أن ما بين ثلث إلى ثلثي حالات الطلاق تعزى إلى العنف في البيت، وبصورة رئيسة إلى تعاطي المسكرات وهبوط المستوى الأخلاقي. في استطلاع شاركت فيه سبعة آلاف امرأة، قالت 28% من المشاركات: إنهن تعرضن لهجوم من أزواجهن، ويفيد تقرير بريطاني آخر أن الزوج يضرب زوجته دون أن يكون هناك سبب يبرر الضرب.. ويشكل هذا 77% من عمليات الضرب.. وذكرت امرأة أن زوجها ضربها ثلاث سنوات ونصف سنة منذ بداية زواجها، وقالت: لو قلت له شيئًا إثر ضربي لعاد ثانية، لذا أبقى صامتة، وهو لا يكتفي بنوع واحد من الضرب، بل يمارس جميع أنواع الضرب من اللطمات واللكمات والركلات والرفسات، وضرب الرأس بعرض الحائط ولا يبالي إن وقعت ضرباته في مواقع حساسة من الجسد. وأحيانًا قد يصل الأمر ببعضهم إلى حد إطفاء السجائر على جسدها، أو تكبيلها بالسلاسل والأغلال ثم إغلاق الباب عليها وتركها على هذه الحال ساعات طويلة. تسعى المنظمات النسوية لتوفير الملاجئ والمساعدات المالية والمعنوية للضحايا، وتقود (جوان جونكلر) حملة من هذا النوع، فخلال اثني عشر عامًا مضت، قامت بتقديم المساعدة لآلاف الأشخاص من الذين تعرضوا لحوادث اعتداء في البيت، وقد جمعت تبرعات بقيمة 70 ألف جنيه إسترليني لإدارة هذه الملاجئ.. وقد أنشئ أول هذه المراكز في مانشستر عام 1971، ثم عمّت جميع بريطانيا حتى بلغ عددها 150 مركزًا).
وفي إسبانيا (يتحدث الدكتور “سايمونز مور” عن وضع المرأة في الغرب فيؤكد على أن العلاقة الشائنة مع المرأة لم يتولد معها غير الخراب الاجتماعي. ويقول: تؤكد آخر الإحصائيات عن أحوال المرأة في العالم الغربي بأنها تعيش أتعس فترات حياتها المعنوية، رغم البهرجة المحاطة بحياة المرأة الغربية التي يعتقد البعض أنها نالت حريتها، والمقصود من ذلك هو النجاح الذي حققه الرجل في دفعها إلى مهاوي ممارسة الجنس معه دون عقد زواج يتوّج مشاعرها ببناء أسرة فاضلة.
ويضيف أن هناك اعترافا اجتماعيّا عامّا بأن المرأة الغربية ليست هي المرأة النموذجية ولا تصلح أن تكون كذلك، وهي تعيش حالة انفلاتها مع الرجال، ومشاكل المرأة الغربية يمكن إجمالها بالأرقام لتبيّن مدى خصوصية تلك المشاكل التي تعاني منها مع الإقرار أن المرأة غير الغربية تعاني أيضا من مشاكل تكون أحيانا ذات طابع آخر: 130 ألف امرأة سجلن بلاغات رسمية سنة 1990م نتيجة للاعتداءات الجسدية والضرب المبرح ضد النساء إلا أن الشرطة الإسبانية تقول: إن الرقم الحقيقي عشرة أضعاف هذا العدد. سجلت الشرطة في إسبانيا أكثر من 500 ألف بلاغ اعتداء جسدي على المرأة في عام واحد وأكثر من حالة قتل واحدة كل يوم. ماتت 54 امرأة هذا العام على أيدي شركائهن الرجال. هناك ما لا يقل عن بلاغ واحد كل يوم في إسبانيا يُشير إلى قتل امرأة أو أكثر بأبشع الطرق على يد الرجل الذي تعيش معه.
أما في أمريكا زعيمة الغرب الرأسمالي (تم اغتصاب امرأة واحد كل 3 ثوان ٍ سنة 1997م ، كما عانت 6 ملايين امرأة أمريكية من سوء المعاملة الجسدية والنفسية من قبل الرجال، 70% من الزوجات يعانين الضرب المبرح، 4 آلاف امرأة يقتلن في كل سنة على أيدي أزواجهن أو من يعيشون معهن.
كشفت دراسة أمريكية أخرى أن الإحصائيات التي ترد إلى الشرطة تزيد أضعافا مضاعفة على تلك التي تنشرها وسائل الإعلام، بحيث يتم التعتيم على الجزء الأكبر من الإحصائيات حتى لا يفضح واقع المجتمع الأمريكي المختل خاصة في جانب المرأة.. تقول هذه الدراسة: في عام 1981م أشار الباحثون إلى أن حوادث العنف الزوجي منتشرة بين 50% إلى 60% من العلاقات الزوجية في أمريكا.. في حين كان التقدير بأنّ هذه النسبة تراوح بين 25% إلى 35%.
– وبيّن بحث أجريَ في عام 1980م على 620 امرأة أمريكية أن 35% منهن تعرضن للضرب مرة واحدة على الأقل من قبل أزواجهن.
– ومن جهتها أشارت باحثة تدعى “والكر” استنادا إلى بحثها عام 1984م إلى خبرة المرأة الأمريكية الواسعة بالعنف الجسدي، فبيّنت أن 41% من النساء أفدن بأنهن كن ضحايا العنف الجسدي من جهة أمهاتهن، و44% من جهة آبائهن، كما بيّنت أن 44% منهن كن شاهدات لحوادث الاعتداء الجسدي لآبائهن على أمهاتهن.
– وفي عام 1985م قُتل 2928 شخصا على يد أحد أفراد عائلته.. وإذا أردنا معرفة ضحايا القتل من الإناث وحدهن لوجدنا أن ثلثهن لقين حتفهن على يد شريك حياة أو زوج!!.. وكان الأزواج مسؤولين عن قتل 1984، في حين أن القتلة كانوا من رفاقهن الذكور في 10% من الحالات!.. أما إحصائيات مرتكبي الاعتداءات ضد النساء في أمريكا فتقول إن 3 من بين 4 معتدين هم من الأزواج.
صحيح أن هناك أعمال عنف ضد المرأة في اليمن، لكنها لا مقارنة بينها وبين المرأة في الغرب! أبعد هذا من بحاجة إلى دفع العنف عن المرأة؟ إن المرأة في الغرب اليوم بحاجة إلى مبدأ تنقلها عقيدته للانعتاق من ألوهية البشر إلى عبادة الله إله البشر ويمنحها نظامه طمأنينة وراحة ويكرمها بعد أن أهينت وفقدتهما في ظل المبدأ الرأسمالي.
إن مسألة العنف ضد المرأة في الغرب ناشئة عن الفكر الرأسمالي الذي حطّ من منزلة المرأة فوضعها موضع الاستمتاع للرجل وهي في تزايد مضطرد، والعنف ضد المرأة في اليمن ناتج عن التخلي عن أفكار الإسلام وأحكامه في العلاقة مع المرأة، وهذا التخلي يمكن معالجته بالعودة إلى أفكار الإسلام وأحكامه بتطبيق الإسلام في دولة الخلافة، لتزدهر حياة المرأة من جديد، لنرى نساء مربيات أجيال ومجاهدات وشخصيات عظيمات كأم سلمة وأم عمارة والشفاء والخنساء وخولة بنت الأزور.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس