Take a fresh look at your lifestyle.

قل كلمتك وامش – بطرس الناسك (2)

 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

تحدثنا في حديثنا السابق عن لمحات من زيارة بطرس الناسك في القرن الحادي والعشرين، واليوم نتحدث بتفصيل أكبر عن بعض ما جاء في خطابه الموجه للمسلمين والذي طلب فيه فتح صفحة جديدة للعلاقات مع المسلمين.

إن أول ما يهمنا في هذا الأمر هو الموقف من قضية فلسطين وكيان يهود المغتصب الذي أقامه الصليبيون في بلاد المسلمين، فنقول إنه قد أصر في خطابه على نقطتين رئيسيتين هما: وقف الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية على بقعة من الأرض يتصرف بها يهود على أهل فلسطين، وتناسى سيادته أللاجئين وعودتهم إلى ديارهم التي أخرجوا منها ظلما ً وعدوانا ً.

ونحن نقول: لا يا سيادة الرئيس! إن قضية فلسطين ليست مستوطنات أو إقامة دولة مسخ ميتة لا حياة فيها.

إن قضية فلسطين هي قضية زرع كيان غاصب عميل للصليبية الحاقدة فيها، هذا الكيان الذي يخدم مصالح الصليبيين والصليبية وعلى رأسهم أمريكا في الحفاظ على تجزئة المسلمين وتركيعهم وإشغالهم عن قضيتهم المصيرية الكبرى ألا وهي إعادة وحدة المسلمين في ظل خلافة راشدة بشر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

نعم، إن القضية تكمن في القضاء على هذا الكيان الغريب المزروع في جسم الأمة الإسلامية، وفي بقعة من أقدس بقاع الأرض.

هذه هي القضية: أن تزول دولة إسرائيل من الوجود وهي زائلة بإذن الله -تعالى-.

أما التلويح لأهل فلسطين بدويلة في بقعة من الأرض فهو استخفاف بالعقول وافتراض السذاجة في المسلمين، فالأمر لا يعدو أن يكون مثل من يعد طفلا ً بقطعة حلوى إن هو جلس ساكتا ً لا يحرك ساكنا ً، فهذا الأمر لا ينطلي على المسلمين وخصوصا ً الواعين منهم.

نحن نعلم أن حل الدولتين هو مشروع أمريكا منذ قرار التقسيم الذي صدر عام 1947م وهو ما تسعى إليه أمريكا منذ ذلك الوقت، لكننا نطمئنك يا سيادة الرئيس أن هذا الحل مرفوض مرفوض من أصحاب القضية وهم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.

إن المسلمين وهم أمة الجهاد في سبيل الله يتحرقون شوقا ً للجهاد في فلسطين للقضاء على دولة يهود، وهم -أي المسلمون- ينتظرون فقط القائد المؤمن المخلص الذي يرفع راية الجهاد لتخليص البلاد الإسلامية من دنس اليهود وغيرهم من المحتلين الصليبيين.

ولا يغرنك يا سيادة الرئيس ما تسمعه من حكام رويبضات وصبية سياسة في فلسطين، فإن هؤلاء لا يمثلون أحدا ً حتى ولا أنفسهم، لأنهم وقفوا في فسطاط أعداء الله ورسوله وجماعة المسلمين.

نعم، إنهم ليسوا حكاما ً للمسلمين يرعون مصالح… ويسوسونهم بشرع الله، وإنما هم عملاء لكم وللصليبيين والصليبية يجثمون على صدر الأمة يذيقونها ألوان العذاب ويزجون بأحرارها السجون والمعتقلات وأقبية المخابرات والاستخبارات حتى تهدأ بلاد المسلمين وتلين وتدين لكم بالولاء.

أما الموضوع الآخر الذي جئت تبشر به فهو الديمقراطية وسيادة القانون وحرية الفكر والمعتقد, وإنني لأعجب وأتساءل عن أي ديمقراطية وسيادة القانون وغير ذلك تتحدثون، أهي ديمقراطية الطائفية والفتنة التي أحياها رجالكم في العراق، فقبل دخولكم الآثم واحتلالكم الغادر للعراق لم يكن يعرف للطائفية وجودا ولا يعلو لها أي الطائفية صوت، فإنها نمت وترعرعت تحت رعايتكم وبتشجيعكم وأوجدتم الاقتتال الطائفي والتناحر المذهبي في العراق كل هذا حتى تستطيعوا حكم العراق لنهب خيراته وسرقة ثرواته وتدميره تدميرا ً تاما ً حتى أصبح يعيش ما قبل التاريخ.

أما سيادة القانون يا سيادة الرئيس فقد رأيناها في أبو غريب وجوانتانامو وفي سجن باغرام بأفغانستان وفي السجون السرية لوكالة المخابرات الأمريكية وسجون عملائكم في المغرب وسوريا والأردن وباكستان ودول شرق أوروبا.

نعم يا سيادة الرئيس فقد تمثلت سيادة القانون في هذه السجون وفي قتل مئات الآلاف من أهل العراق وتشريد الملايين في جهات الأرض الأربع.

ماذا نقول يا سيادة الرئيس عن سيادة القانون أكثر مما قلنا وما قلناه إنما هو نقطة من بحر من تعسفكم وإجرام جنودكم وساستكم الذي مارستموه وتمارسونه في العراق ومن قبله في فيتنام وغيرهما من بقاع الأرض.

لقد اعترفتم يا سيادة الرئيس بخطئكم في غزو العراق واحتلاله وماذا يفيد الاعتراف يا سيادة الرئيس؟ فهل سيرجع هذا الاعتراف إلى العراق أبناءه الذين قتلوا أو شردوا تحت كل كوكب؟ وهل سيرجع هذا الاعتراف إلى العراق ازدهاره الذي فقده وتحطم تحت نعال جيوشكم الغازية؟ وماذا يفيد هذا الاعتراف؟ فقد قتلتم آلاف العلماء الذين كان العراق يفخر بهم في كافة المجالات، فبعد أن كان كعبة المرضى يذهبون إلى العراق فيجدون أمهر الأطباء الذين يقومون على علاجهم وأرقى المستشفيات تستقبلهم بينما اليوم يموت المريض ولا يجد طبيبا ً يعالجه بعد أن قتل الكثير وهاجر إلى خارج العراق أيضا ً الكثير.

إن الاعتراف بالذنب يقتضي التعويض عن كل من تضرر من الاحتلال والغزو الأمريكي الصليبي الحاقد، وقبل التعويض إرجاع ما نهب من ثروات وما سرق من خيرات.

وختام هذا الحديث نقول لك يا سيادة الرئيس إننا لسنا أغبياء ودماؤنا ليست بالرخيصة وثرواتنا عزيزة ونعرف كيف نستردها ونثأر لدمائنا ونثأر لدماء أبطالنا ولنا مع ومع خطاب وقفة أخرى إن شاء الله تعالى في حديث قادم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم، أبو محمد الأمين