Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أصحاب المنازل الأغنياء في لندن يغرسون مسامير كبيرة في أرضيات مداخلها لمنع المشرّدين من النوم على أبواب بيوتهم! (مترجم)

الخبر:

نشرت صحيفة الغارديان مقالاً في 6 حزيران/يونيو 2014 تحت عنوان “المسامير الطاردة للمشردين على أبواب مجمع سكني في لندن تثير موجة عارمة من السخط”. وقد ذكر المقال أن المسامير المعدنية التي غرست في الخرسانة الموجودة على مدخل مجمع للشقق السكنية، بحيث لا يعود الناس الذين لا بيوت لهم يبيتون فيها قادرين على النوم في الأماكن التي غرست فيها المسامير، أخذت تثير جدلاً حاداً. وتبع المقال مجموعة من التقارير كان من بينها التقرير الذي كتبه هيو موير في 10 حزيران/يونيو 2014 للصحيفة ذاتها أيضاً عن سعي رئيس بلدية لندن لتحقيق مكاسب سياسية من وراء قصة تلهب مشاعر الناس. وقد كتب هيو موير عما يمكن أن ينتاب الإنسان حينما يرى واحداً من آلاف الناس المشرّدين في مدينة لندن: “إننا نعيش في مثل هذه البحبوحة من الثروة والوفرة؛ لكن رؤية المشردين تفجر الفقاعة. والتغاير البيِّن الصاعق بين المشهدين يفوق قدرة المرء على الاحتمال”.

 

التعليق:

لقد كتب هيو موير الحقيقة، والحقيقة فيما كتبه موير هي عينها ما يجعل هذه الأعداد الكبيرة من الناس من لندن والمدن الغربية الأخرى يعتنقون الإسلام. إنهم يعتنقون نظام حياة يقدم حلولاً عملية قابلة للتطبيق والنجاح للمشاكل التي يواجهها الناس، ويعتقدون أنهم غير ملزمين ولا مجبرين على القبول بالتغايرات والتناقضات التي تفيض بها الرأسمالية.

ويأتي هذا على الرغم من حملة إثارة الكراهية ضد الإسلام التي قام السياسيون الغربيون، أمثال وزير التعليم البريطاني ميتشيل غروف، بإشعال فتيلها وإلقائها في أحضان وسائل الإعلام، فتلقفتها وزادتها أُوارا. إن هؤلاء السياسيين، وكما كتب هيو موير عن عمدة مدينة لندن، “يعتنقون بالفعل لُبَّ فلسفة حرية الإرادة… يرون أن هناك حدوداً يقف كل واحد منا عندها كراعٍ لأخيه… يدسّون في الجمهور اعتقاداً يقضي بأن الدولة لا تستطيع ولا ينبغي لها أن تحاول القيام بكل شيء”.

 

وهم يكرهون الإسلام لعدم اتفاقه مع هذا الانفصال المَرَضيّ للإنسان عن أخيه الإنسان. إنهم يقولون أن الإسلام شموليّ، بيد أن المسلمين فخورون بأن الإسلام لا يسمح لحرية الإرادة بأن تكون مبرراً لوجود التشرّد والبؤس. والمسلمون فخورون كذلك لأن الإسلام قد وضع نظاماً سياسياً يفرض الحد الذي يجب أن تمتد إليه مسؤولية الأسرة والجيران “كرُعاةٍ لأخيهم”. ولأن الإسلام حدد متى يجب على الدولة أن تتدخل وتمد يد العون لمن لا يقدرون على رعاية أنفسهم، فإن المسلمين، وحُقَّ لهم، أن يكونوا أشد فخرا.

وفي الختام، ليس الـ 1.8 مليون مسلم الذين يعيشون في بريطانيا فقط هم، وبكل الفخر والاعتزاز، من يحملون “الآراء الإسلامية الرافضة” التي تقضّ مضجع وزير التعليم البريطاني ميتشيل غروف. بل ويحملها كذلك الـ 61.9 مليون بريطاني الآخرون الذين يصعب عليهم تصديق أن الرأسمالية يمكن أن تكون بهذه العظمة في حين تقف حتى أغنى المدن في ظلها عاجزة عن كفالة عثور كل إنسان فيها على مكانٍ ما ليبيت فيه، ويأوي إليه كل ليلة.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور عبد الله روبين