خبر وتعليق كاميرون: تساهلنا أكثر مما ينبغي مع التطرف في بريطانيا وقد حان الوقت لنتخذ نهجا قويا ضده
الخبر:
ورد على موقع جريدة الشرق الأوسط الإلكتروني يوم 2014/06/16م خبر مفاده أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال إن «بلاده تساهلت مع التشدد الإسلامي أكثر مما ينبغي في السابق، وسمحت بازدهار لغة الخطاب العنيف». متعهدا باتباع نهج «قوي» للتصدي للمشكلة. ويخوض كاميرون الانتخابات العام المقبل سعيا للفوز بولاية جديدة، ويأتي موقفه الأشد صرامة بعد أن قال كبير مفتشي المدارس الأسبوع الماضي إن «ثقافة من الخوف والترهيب قائمة في بعض المدارس». وقالت بعض وسائل الإعلام إن «سبب ذلك يعود إلى ما وصفته بأنه مخطط إسلامي متطرف».
وأثارت المعلومات التي تضمنت أدلة على وجود فصل بين الطلاب على أساس العقيدة والجنس وإساءة استخدام التمويل، أثارت حالة من التوتر في حكومة كاميرون الائتلافية. ودخل اثنان من أبرز وزرائه في شجار علني بشأن رد فعل السلطات على القضية. واحتلت القضايا المتعلقة بالهوية البريطانية مكانة بارزة على جدول الأعمال السياسي، وجاءت الهجرة والاقتصاد على رأس مخاوف الناخبين للمرة الأولى منذ سنوات. وكان حزب الاستقلال البريطاني، الذي وعد بالحد من الهجرة، قد فاز بالانتخابات الأوروبية الشهر الماضي ليدفع المحافظين بزعامة كاميرون إلى المركز الثالث.
وقد ورد في الخبر “أن بريطانيا سمحت أحيانا بعدم الاعتراض على وجهات نظر غير مقبولة بدواعي الحرية. وأضاف «كانت لدينا حساسية في السنوات الأخيرة من توجيه رسالة تبعث على القلق، وهي إذا كنت لا تريد أن تؤمن بالديمقراطية فلا بأس، وإذا كانت المساواة لا تتماشى مع تفكيرك فلا تقلق بشأن ذلك، وإذا لم تتسامح قط مع الآخرين فسنظل نتسامح معك».. وأضاف «لم يؤد هذا فحسب إلى الانقسام، بل أتاح أيضا ازدهار التطرف بنوعيه العنيف وغير العنيف»”.
التعليق:
رغم أن تسلسل الخبر وحده يغني عن التعليق وقد جاء يفضح حقيقة التسامح والحرية التي يتشدق بها الغرب بتعامله مع المسلمين، إذ أفصح رئيس الوزراء البريطاني عن قصده من “فلا بأس” في الخبر وأنه ودولته كانوا آملين أن تأتي النتائج من المكر الذي مكروه بليل فيتحلل المسلمون من تعاليم دينهم وعقيدتهم فيختلطوا ويندمجوا ويذهب تمايزهم عن غيرهم من أصحاب المبادئ والعقائد والأفكار الأخرى. أما وقد جاءتهم النتائج مخيبة للآمال وازداد تمسك المسلمين بدينهم ودخل من دخل من أبناء جلدتهم في دين الله، فإذن لا بد للخطة أن تنقض ولا بد من كيد جديد ظاهره فيه الرحمة فيقال للمسلم “فلا بأس… فلا تقلق بشأن ذلك… فسنظل نتسامح معك… إلى غير ذلك” وباطنه من قبله العذاب فيقال لنا “… مخطط إسلامي متطرف… لم يؤد هذا فحسب إلى الانقسام، بل أتاح أيضا ازدهار التطرف بنوعيه العنيف وغير العنيف… قتل جندي بطريقة وحشية في أحد شوارع لندن… مئات الشبان المسلمين يقاتلون أيضا في سوريا،… وربما ينشرون العنف لدى عودتهم إلى البلاد…. تقرير كبير المفتشين: ثقافة من الخوف والترهيب قائمة في بعض المدارس…”.
فإذن هم لن يتركوننا حتى نتّبع ملتهم، وقاصر جاهل من لم يعِ ويؤمن أن أعداء الإسلام لم ولن ينقلبوا محبين لنا رحماء علينا كما أخبر به الله جلّ شأنه.
وإن من أراد العزة الحقة والرعاية الكافية والرفاه الحسن فما عليه إلا أن يلج الأمر من بابه فيشمر عن ساعد الجد والاجتهاد بعد أن يتوكل على الله سبحانه ويعمل مع العاملين الجادين المخلصين لإعزاز هذا الدين وإنجاز بيعة صدق هي في أعناقنا لن نعقدها إلا لإمام عادل يتقي الله فينا ويخشاه بالغيب ويخافه، وإن هذا لكائن بإذن الله قريبا، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أحمد
مندوب المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في أوروبا