خبر وتعليق برود ولامبالاة من الناس تجاه التسجيل والمشاركة في الانتخابات التونسية
الخبر:
نشرت جريدة الشروق التونسية بتاريخ 2014/06/28 خبرا مفاده أنّ “عملية تسجيل الناخبين إلى الآن بطيئة ودون المتوقع رغم أهمية هذه العملية في الاختيارات السياسية القادمة والتي ستحدد طبيعة المشهد السياسي” حسب قولها وكانت القاضية ورئيسة مرصد شاهد للانتخابات ودعم التحوّلات الديمقراطية “ليلى بحرية” قد أكدت في برنامج إذاعي سابق بتاريخ 2014/6/25 أنّ الإقبال على التسجيل للانتخابات ما زال محتشما وهو أمر مخيف”.
التعليق:
لقد بات الحديث عن عزوف بل عن برود ولامبالاة من الناس تجاه التسجيل والمشاركة في الانتخابات القادمة أمرا متداولا؛ بل بات الحديث عن ذلك يعكس واقعا ملموسا محسوسا فاضحا لكثير من الحقائق:
– أولها أن الناس باتت تعي أكثر أنّ الانتخابات لن تغير من قتامة الواقع شيئا بل هو ذهاب لزيد وقدوم لعمرو وبقاء لمشاكل عويصة تكدّر عيشهم بل تخنقهم وتقضّ مضجعهم، فقر مدقع حاله في انحدار من سيئ إلى أسوأ؛ بطالة؛ أميّة؛ ظلم؛ ارتهان للأجنبي؛ عجز دولة؛ واللائحة تطول…
– ثانيها أن انعدام ثقة الناس بالأحزاب المشاركة في الانتخابات لم يعد خافيا على أحد، وسأكتفي في هذه النقطة بما قيل في الخبر المنشور في جريدة الشروق “هناك عزوف في التفاعل مع الأحزاب السياسية التي قدمت وعودا كثيرة كاذبة و«زائقة» وهناك «احتقار» للأحزاب التي حكمت وأثبتت فشلها وعجزها وصارت بعد صعودها إلى الحكم تتحدث باسم تقسيم «الكعكة»”.
– أما الحقيقة الثالثة فهي أنّ الناس باتت تدرك فساد وعفن الوسط السياسي الموجود، فالمسرحيات الهزلية للتأسيسي التي كانت تبث مباشرة على الفضائيات كان لها دور في الاطلاع على تفاهة السياسيين الموجودين على الساحة وأنهم رويبضات ما كان ينبغي لهم الخوض في الشأن العام، كما كشفت عمالة أغلبهم وتكريسهم للارتهان للأجنبي وانتشر بين الناس أمر إهدارهم لثروات البلاد وانشغالهم بكل أمر تافه وانصرافهم عن رعاية الشؤون.
– الحقيقة الرابعة والأخيرة أن هناك حزبا وحيدا يرفض المشاركة في الانتخابات لكيلا يكون شاهد زور عليها؛ حزبا تقيّا نقيا يمقت العمالة وأهلها ويسعى لرعاية شؤون الناس امتثالا لأمر الله؛ حزب التحرير الذي بات احتضان الناس له أكثر من أي وقت مضى ويؤشر على ذلك الإقبال المتزايد على ندواته ومؤتمراته والتفاعل الطيب بين شبابه والأمة في تونس مما يجعل الأمر مجرد وقت حتى ينجح هذا الحزب في صهر الأمة في بوتقة الإسلام فتنقاد له طائعة مستسلمة مطيعة وتسلمه زمام أمرها واثقة به ليقلب الطاولة على أشباه السياسيين المتزاحمين في الانتخابات. وإنّ غدا لناظره قريب.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس – تونس