إخطار للخمس الكبار أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا
معلومٌ للعاقلِ بالضرورة أن من يُخطِر الكبارَ لا بد أن يكون كبيراً مثلهم أو أكبر منهم، ومن المعلوم لهؤلاء الخمس ومن يدور في فلكهم أنهم ما كانوا يوماً كباراً إلا بعد التآمرِ على كيان المسلمين “دولة الخلافة الإسلامية” كبيرة العالمِ قوةً ورسالةً وأخلاقاً، التي ملأت الكون عدلاً، وقتها كان هؤلاء صغاراً، وكنا نحمي بعضهم من بعض، ورغم أن هذا ليس جوهر موضوعنا، لكنه توطئةٌ ليعلم المُنْذَرُ إليه من هو المُنذِر؟ فهو كبير الدول كلها على مدى قرون عديدة، الغائب العائد عما قريب بإذن الله، “دولة الخلافة الإسلامية”، التي نوجه باسمها هذا الإخطار الذي يتضمن ثلاث رسائل محددة، الأولى لهؤلاء الخمس الكبار كدول رئيسية تلعب على المسرح الدولي، والثانية لشعوب هذه الدول كشعوب، والثالثة إلى عملائهم في منطقتنا الذين زرعوهم بقوة السلاح على عروش بلداننا. وليكن معلوماً لهؤلاء الخمس وسادسهم رويبضاتهم في بلادنا أنه لا مجال هنا للدبلوماسية فالأمر لا يحتمل.
رسالتنا الأولى: نوجهها إلى الدول الخمس الكبار في مجلس الأمن الدولي ومن يدور في فلكهم قائلين: نحن نعلم حجم المكائد التي أدرتموها للإطاحة بنظام دولتنا دولة الخلافة الإسلامية، التي أجهزتم عليها في الحرب العالمية الأولى، ونعلم أنكم أصبحتم كباراً بعد ذلك فاخترعتم مجلس الأمن الدولي، أحد أقسام صنيعتكم هيئة الأمم المتحدة، التي صنعتموها لتنهبوا ثروات شعوب العالم باسم الحرية وتحرير الشعوب من الاستعمار، مع أنكم أنتم المستعمرون المحتلون، ومع أنكم ما تركتم بلداً بخيره، فأنتم السبَّاقون إلى كل إجرام وتدمير حتى لو أدى ذلك إلى الإبادة الجماعية، حروبكم كانت وما زالت في منتهى القذارة حتى فيما بينكم، لا أخلاق لكم ولا رسالة ولا هدف لحروبكم إلا الاستيلاء والاحتلال ونهب الثروات وسلبها، وما هيروشيما ولا ناجازاكي إلا شواهد على قبح صنيع حروبكم، فاخترعتم هذا المجلس ليقرر لكم في السياسة الدولية ما تشتهي أنفسكم، وجعلتم قرار هذا المجلس مقصوراً فقط على موافقتكم أنتم الخمس، فلا سادس لكم وكأن العالم كله أنتم، فاخترعتم لأنفسكم حق الفيتو لنقض أي قرار لا يتماشى مع أهوائكم، تماما كمجموعة لصوص يتقاسمون سرقتهم، نعلم ذلك وأكثر، كتلك الأقسام التي صنعتموها لتمرير ألاعيبكم على الشعوب والأمم، فمن قسم لرعاية اللاجئين الذين لا يفرون من أوطانهم إلا بفعل الحروب التي تديرونها هنا وهناك، فكل أقسام تلك الهيئة المشؤومة “هيئة الأمم المتحدة” أو قل هيئة الأمم المتحللة، كل أقسامها ذات نشاط مشبوه من أوله إلى آخره، رغم ما تُلْبِسونه لهذه النشاطات من لباسٍ إنساني، أنتم أحوجُ أهل الأرض له لأنكم عراة أمام البشرية بأفعالكم، فمن منظمة لحقوق الإنسان التي لا ينتهكها غيركم، إلى منظمة للعفو التي تفيض بسوء أخلاقكم مع الأمم الأخرى، إلى المحكمة الدولية التي تعمل حسب منفعتكم كما برمجتموها، إلى منظمة للصحة العالمية وأخرى للأغذية العالمية، مع أن الصحة والأغذية لا تتطور إلا عندكم، مع أن منظماتها عالمية منبثقة من نفس الوكر المسمى “هيئة الأمم المتحدة”، أما بنككم الدولي وصندوق النقد الدولي فحدث عن إذلاله للشعوب ولا حرج، نعلم كل هذا وأكثر، نعلم أنكم نفعيون مصلحيون يكيد بعضكم لبعض، وهذا يتناسب مع المبادئ اللا أخلاقية التي تحملونها، فالحرب الباردة بينكم جميعا لم تهدأ أبداً، نعلم ذلك وأكثر، فنحن نقرأكم ماضياً وحاضراً ومستقبلاً بوضوح، نرصدكم نفهم ألاعيبكم ومكركم، نقول هذا لتكون الرسالة واضحة لكم لا لَبس فيها، فإذا كنتم قد استطعتم بكيدكم ومكركم أن تسقطوا الخلافة الإسلامية في لحظة غفلة من الأمة، فإن الخلافة الإسلامية أصبحت تدق أبواب كل البلاد عائدة بمجدها وقوتها ورسالتها وعدلها لينعم البشر بالعدل ويذوقوا طعم الإنسانية التي طالما نسوه على يد الشيوعية مرة وعلى يد الرأسمالية والديمقراطية مرات، وأنتم أكثر أهل الأرض معرفة بحتمية عودتها، لا بل ونحن نعلم أنكم تلعبون هذه الأيام دوراً قذراً لإعادة الخلافة الإسلامية بأيديكم بالشكل الذي تريدون أنتم؛ منـزوعة الدسم كي تحافظوا على وجودكم، ولا أدل على ذلك من نصائح الإبياري مستشار كبيركم “أوباما”، إلا أن الذي نؤكد عليه وتعلمونه أنتم أن الخلافة الإٍسلامية العائدة هي خلافة على منهاج النبوة، فهناك ملايين من شباب هذه الأمة قد رهنوا أنفسهم لبناء هذه الدولة شاء من شاء وأبى من أبى، وأنتم أعلم أهل الأرض بمعنى هذا الكلام، ولكن لا بد من توضيح معنى ذلك، فأنتم هدمتم دولتنا ونهبتم ثرواتنا وقتلتم وشردتم وكدستم الشعوب في مخازن لا تصلح للسكن الآدمي، بعد أن كانوا في أوطانهم كراما، فأصبحوا على أيديكم – شلّها الله – لاجئين يتسولونكم، وما فلسطين في قلب عالمنا إلا شاهد على جرائمكم المتوحشة، أنتم صنعتم هذا بأوطاننا وشعوبنا، ويوم الحساب قد دنا، فسنحاسبكم على كل ما فعلتم وبأثر رجعي، منذ أن دخلتم بلادنا، فحق الأمم لا يضيع بالتقادم أبداً، فاستعدوا أيها الكبار بحجمكم، الصغار بأفعالكم وأهدافكم، ولا تظنوا أن أحداً منكم سينجو بفعلته أبداً، فكم عانينا منكم في شتى بقاع الأرض؟! فاسألوا يهود كم قتلوا وشردوا منا بدعمكم، واسألوا أهل فلسطين وأفغانستان، والشيشان، وأهل البوسنة، وأهل العراق وأهل بورما، الخ… فقائمة إجرامكم طويلة، ولكننا نوثق كل هذا نعده ليوم الحساب، وإن غداً لناظره لقريب.
رسالتنا الثانية: إلى شعوب هذه الدول الخمس، نقول لهم كلكم أمامنا مسؤولون عن فعل الحمقى من زعمائكم وما فعلوه في شعوبنا من إجرام ونهب وسلب، وفوق ذلك أنتم مسؤولون لأن سكوتكم عليهم رضاً على أفعالهم، أمّا وقد دنت الساعة فإننا ننصحكم في أن تأخذوا على أيدي هؤلاء السياسيين السفهاء الذين ورطوكم معنا، لكي تتلافوا ما تبقى من أعمال يمكن أن تكون أكثر حمقاً وأشد إجراما، ذلك أن المبادئ والأنظمة التي يحكمونكم بها باتت تترنح ساقطة، وفي مثل هذه الحالات فإن الأحمق يجعل الآخرين يدفعوا ضريبة سقوطه، فبادروا كي لا تضاف هذه الضريبة على فاتورة الحساب إن هم فعلوها ولم تأخذوا على أيديهم، وليكن معلوماً لديكم أنكم غير معذورين فأنتم مَنْ تعينون حكامكم، وأنتم من تشرعون القوانين، فعلى سبيل المثال، فإن الدستور الأمريكي لا يبيح للإدارة الأمريكية أن ترسل قواتها العسكرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك فالقواعد العسكرية الأمريكية منتشرة في كافة أرجاء العالم، ناهيك عن الحروب التي خاضتها آلتكم العسكرية باسم الحرية والديمقراطية، التي لم تترك خلفها إلا الخراب والدمار لكل أرض دخلتها، فكيف لا نحاسبكم أنتم قبلهم وأنتم توافقون على خرقهم لدستوركم فيرسلون أبناءكم إلى بلادنا ليعيثوا فيها فساداً.
أما رسالتنا الثالثة: فهي لعملاء هؤلاء الكبار في أوطاننا ممن يعتلون عروش بلادنا، فهذا ملك لا يملك من أمره شيئا وهذا رئيس يأخذ أوامره من سفارة أحد هؤلاء الكبار في بلادنا، وهذا أمير أمُّور صاحب أبراج وقصور، لكنه ليس مسؤولا عن حماية الثغور، لهؤلاء نقول: أنتم في الحقيقة لا تستحقون منا أن نوجه لكم أي رسالة؛ لأنكم رضيتم أن تكونوا خائنين لأمتكم ولدينكم تابعين للمجرم بإجرامه، وما دامت هذه حالكم، فالتابع لا يوجه له أي اعتبار، فهو يقف إن وقف سيده ويسقط إن سقط سيده، لكن نريد أن نجعلها واضحة جليّة كي لا يستمر مسلسل التمثيل بمشاهد أصبحت ممجوجة حتى من مخرجيها لكم، فيكفيكم ما فعلتم بأبناء أمتكم المخلصين في سجونكم، فغداً سيكونون هم مكانكم يديرون دفة الأمور، لكنهم لن يكونوا رويبضاتٍ أمثالكم، وقد رأيتم كيف تساقطت العروش تترى تحت ضربات أمّتنا الثائرة.
ولثلاثتهم مجتمعين نقول: تعلمون بلا أدنى شكٍ إننا في حزب التحرير نعمل ليل نهار مع الأمة الإسلامية منذ أكثر من ستة عقود لإعادة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة إلى واقع الحياة، وجزء أساسي من عملنا هو مراقبة تحركاتكم في كل مكان من هذا العالم، نكشف مخططاتكم ومؤامراتكم ضد شعوبنا وشعوب العالم، التي لطالما أعلناها للأمة لتأخذ حذرها وتتقدم للأمام بحمل الإسلام رسالة العالم، وبعد أن أسفرت جهودنا هذه عن إيقاظ وعي الأمة على أن خلاصها منكم لا يكون إلا بإعادة الخلافة الإسلامية التي هدمتموها، وبعد أن أصبحت الخلافة الإسلامية مطلباً جماهيريا للأمة الإسلامية، فقد رأينا أن لا تفوتنا فرصة إنذاركم وإنذار شعوبكم وأعوانكم، كي تستعرضوا قائمة الجرائم التي ارتكبتموها بحق هذه الأمة، وتستعدوا من الآن لدفع الثمن كاملاً، فأرشيفكم لدينا مدون ومعد بالتفصيل، وقد أعذر من أنذر، وإن غدا لناظره قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حذيفة – مصر