Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق إنا قادمون لننسيكم وساوس الشيطان


الخبر:

نشر موقع جريدة “القدس العربي” خبرا عن منع الصين المسلمين من صيام شهر رمضان جاء فيه: أصدر المسؤولون في إقليم شينجيانغ المضطرب في غرب الصين تعليمات للمسلمين بعدم الصيام خلال شهر رمضان، في إجراء تصفه جماعات معنية بحقوق الإنسان بأنه تمييز يستهدف أقلية الإيغور المسلمة. وذكرت تقارير إعلامية رسمية أن إخطارات رسمية ظهرت في الأيام القليلة الماضية تأمر أعضاء الحزب الشيوعي الصيني والموظفين والطلاب والمدرسين بعدم صيام رمضان… وأجبر مسؤولو المنطقة بعض أصحاب المطاعم المسلمين على الاستمرار في عملهم أثناء رمضان الذي بدأ في الصين يوم السبت. وأبلغ المسؤولون في شبكة شينجيانغ الحكومية للبث بمقاطعة ايلي في شمال غرب الإقليم هذا الأسبوع بأن صيام رمضان انتهاك لنظام الحزب الشيوعي، وأن المناسبة التي تحل اليوم السبت «وقت حساس لأعمال الاستقرار الاجتماعي».

وتضمن الموقع الإلكتروني للقناة التلفزيونية تعليمات جاء فيها «ينبغي على كل أعضاء الحزب والعاملين في مكتب فرع ايلي ألا يصوموا.. ولا يشاركوا في نشاطات دينية». وقال ديلكسات راكسيت المتحدث باسم مؤتمر الإيغور العالمي في بريد إلكتروني للصحافيين «تستخدم الصين التهديدات الإدارية والعقوبات الاقتصادية والتحقيقات الجنائية وغيرها من السبل لمنع الإيغور من صيام رمضان لطمس هويتهم الدينية… بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الصين يواجه الإيغور أزمة دينية».

 

التعليق:

أرسل سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه رسالة إلى كسرى عظيم الفرس قال له فيها: يا كسرى أسلم تسلم وإلا جئتك بقوم يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة، فلما وصلت الرسالة بين يدي كسرى أرسل إلى حاكم الصين يطلب منه المدد والنجدة فرد عليه حاكم الصين قائلا يا كسرى لا قبل لي بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها.

ثم قد فتح القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي تركستان بشقيها: الغربية “آسيا الوسطى”، ففتح مدنها الكبرى “بخارى وسمرقند”، في سنة 94هـ، ثم اتجه بعد ذلك إلى الشرق حتى وصل “كاشغر” التي كانت آنذاك عاصمة تركستان الشرقية التي تسميها الصين اليوم “شينج يانغ”، فأكمل فتحها سنة 95هـ، ثم وقف على أبواب الصين بجيشه مُقْسِماً أن يطأ أرض الصين، فسمع به ملك الصين، فأصابه الرعب والذعر، وأرسل إلى القائد المسلم يفاوضه على أن يدفع له الجزية، ويرسل له تراباً يطؤه ليبر بيمينه.

نعم هكذا كانت عزة الإسلام والمسلمين! لقد كان المسلمون أعزاء بربهم، أقوياء بدينهم، صرحاً شامخاً وجداراً منيعاً لا يجرؤ على المساس به، بل على الاقتراب منه، أحدٌ يريد شراً بالإسلام والمسلمين.

وهكذا عاش المسلمون قرونا طويلة في ظل الخلافة الإسلامية، يدب الرعب منهم في أوصال حكام الصين، ويرهبونهم من مسيرة شهر. قرونا ما كان يجرؤ أحد من الصينيين سيما حكامهم على الاعتداء على أي مسلم، بل لم تسول لهم أنفسهم الاعتداء على أحد من المسلمين، كيف لا وهم يعتقدون جازمين أن الجيش الإسلامي لا يقهر، وأن المسلمين لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها.

إلى أن بدأ الضعف يدب في جسد الخلافة العثمانية، والوهن يسري في أوصالها، وأخذت شمسها في الأفول، فاشرأب عنق الكفر وتجرأ عليها ينتقص من أطرافها، ويبسط نفوذه على البلاد التي يقتطعها، ثم كانت قاصمة الظهر بسقوط دولة الخلافة، ليقتسم الغرب الكافر ولاياتها فيما بينه، ويعمد إلى نهب ثروات المسلمين وسلب مقدراتهم، ويسومهم سوء العذاب.

وتجرأت الصين الشيوعية في عهد “ماوتسي تونج” فاستولت على تركستان الشرقية بالقوة منتصف القرن الماضي “1949م”، واستباحت أعراض المسلمين فقتلت وهجرت وشردت منهم الملايين، وحاربتهم في أموالهم وأرزاقهم وقوت عيالهم، بل حاربتهم في عقيدتهم فكان أن أغلقت المسجد الرئيس في أورومتشي عاصمة الإقليم عام 2009 ومنعت صلاة الجمعة، وها هي اليوم تمنعهم من صيام شهر رمضان الكريم.

والسؤال، بل الأسئلة التي تفرض نفسها على المسلمين في تركستان وفي كل مكان: “ما الذي يجعل الصين وغير الصين تجرؤ على احتلال بلاد المسلمين؟ وما الذي يجعل الصين وغير الصين تجرؤ على البطش بالمسلمين، والعدوان الوحشي الدموي عليهم؟ ما الذي يجعل المسلمين هم “النقطة الأضعف” فيعتلي صرحها كل معتد أثيم؟ وما الذي يجعل المسلمين نهباً لكل طامع، ومركباً سهلاً يمتطيه كل من هب ودب؟ ما الذي يجعل النظر لا يقع في أرض الإسلام إلا على الدماء الزكية المسفوكة، من الشيوخ والنساء والأطفال، وإلا على استغاثات الثكلى واليتامى، وإلا على الفرقة والتمزيق، وتحكم العدو والصديق؟ ثم ما الذي يجعل المسلمين في فقر وفاقة؟ مع أن بلادهم هي بلاد الثروة والطاقة”؟

والجواب أنه “ليس من سبب سوى سببٍ واحد، يدركه كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد: إن المسلمين فقدوا الراعي الذي يرعى شئونهم، ويحوطهم بنصحه، فقدوا الإمام الذي يُتقى به ويقاتل من ورائه، كما قال صلوات الله وسلامه عليه: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» أخرجه مسلم، فقدوا الخليفة الراشد الذي يحمي بيضة الإسلام، ويحرس الثغور، فقدوا المعتصم الذي يستجيب استغاثة المستغيثين، ونداء المظلومين، وصرخات المقهورين”!

“إن المسلين اليوم هم فوق المليار ونصف، ولكنهم بلا دولة تحكم بما أنزل الله وتجاهد في سبيل الله، بل إن حكامهم يحكمون بكل شيء إلا الإسلام، ويقاتلون كل شيء إلا أعداء الله ورسوله والمؤمنين، يرون ويسمعون ما يحدث في تركستان الشرقية، ولا يتحركون لنصرتهم، بل هم صمٌ بكمٌ عميٌ لا يعقلون، وأمثلهم طريقة من يقول أقوالاً لها صوت كفارغ بندقٍ يخلو من المعنى ولكن يفرقع، ويزعم أنه يحسن صنعاً… هكذا أصبح المسلمون بفعل حكامهم: في العدد كثير وفي الوزن قليل، غثاء كغثاء السيل، فصح عليهم قوله صلوات الله وسلامه عليه: « … بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ. فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ». رواه أبو داود

أيها المسلمون: إن فيما تلقونه في بقاع الأرض، لكافٍ أن يجعلكم تتدبرون وتتفكرون في المسير والمصير، أو يحق عليكم القول: [أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ].

لذلك فإن حزب التحرير يدعوكم للعمل الجاد المجّد لنصرته لإقامة الخلافة، فتعود الأمةُ خيرَ أمة أخرجت للناس، وتعود الدولةُ هي الدولةَ الأولى في العالم، فتقطع العنق التي تتطاول على الإسلام والمسلمين، وتبتر اليد التي تمتد إليهم بسوء… وعندها يكون لتركستان، وغيرها من أرض الإسلام، معتصمٌ يجيب استغاثتها، وينتقم لها ممن ظلمها، وتشرق الأرض بنور الخلافة من جديد، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾”.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك