Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الريسوني بإنكاره لوجوب دولة الخلافة عن الشريعة أصم


الخبر:

نشر موقع الجزيرة مقالا للشيخ الدكتور أحمد الريسوني، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، ينتقد فيه إعلان تنظيم الدولة للخلافة بإمرة أبي بكر البغدادي، ذهب فيه إلى أن “الشرع … لم يفرض علينا أبدا أن نقيم شيئا نسميه الخلافة، أو الخلافة الإسلامية، أو دولة الخلافة، ولا فرض علينا أن نقيم شكلا معينا ولا نمطا محددا لهذه الخلافة أو لهذه الدولة، ولا أمرنا – ولو بجملة واحدة – أن نسمي الحاكم خليفة، وأن نسمي نظام حكمنا خلافة… فمن ادعى أنه بإعلانه الخلافة وتبعاتها الخطيرة قد قام بما أوجب الله عليه، فليخبرنا أين كلفه الله بهذا؟ ومن أين له هذا الوجوب؟ وإلا فهو دعي، ومن الذين يفعلون ما لا يُؤمرون…”.


التعليق:

– مقال الريسوني تضمن نقدا مفصلا لواقع الخلافة المدعاة من قبل تنظيم الدولة، ولن نتعرض هنا لهذا الإعلان، الذي سبق لنا أن رفضناه في غير موضع.

– ولكن ما استوقفنا هو تهجم الريسوني على فكرة الخلافة، وزعمه المتهافت بأن الشرع لم يأمر بإقامة دولة الخلافة، وإنما وضع خطوطا عريضة وقيما ومثلا ينبغي تحقيقها بأي شكل من أشكال الحكم.

– والريسوني بقوله هذا قد وصم نفسه بأنّه عن الشريعة أصمّ، كما قال القرطبيّ في تفسير قوله تعالى ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ “هذه الآية أصلٌ في نصب إمامٍ وخليفةٍ يُسمعُ له ويطاعُ؛ لتجتمع به الكلمةُ؛ وتنفذ به أحكامُ الخليفة. ولا خلافَ في وجوب ذلك بين الأُمة ولا بين الأئمَّة إلا ما روي عن الأصَمِّ – أبو بكرٍ الأصم من كبارِ المعتزلة – حيث كان عن الشريعة أصمَّ؛ وكذلك كلُّ مَن قال بقولهِ واتبعه على رأيهِ ومذهبهِ”.

– لقد تواترت الأدلة الشرعية على وجوب إقامة الخلافة، ولا يسعنا هنا نقلها ولا حاجة لذلك، ولكن نكتفي بما قرره القرضاوي: “أنّ نصوص الإسلام لو لم تجئ صريحة بوجوب إقامة دولة للإسلام، ولم يجئ تاريخ الرسول وأصحابه تطبيقاً عملياً لما دعت إليه هذه النصوص، لكانت طبيعة الرسالة الإسلامية نفسها تحتّم أن تقوم للإسلام دولةٌ أو دار، يتميز فيها بعقائده وشعائره وتعاليمه ومفاهيمه، وأخلاقه وفضائله، وتقاليده وتشريعاته، فلا غنى للإسلام عن هذه الدولة المسؤولة في أي عصر”.

– ونقول للريسوني إنّه لن يفلح بتغطية الشمس بغربال، وإنّ الخلافة على منهاج النبوة، وليس على منهاج تنظيم الدولة، قادمة شاء من شاء وأبى من أبى، وإن غدا لناظره قريب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير