Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حكومة تونس دور مرسوم يتحدى القدر المحتوم

الخبر:

ذكرت جريدة العرب بتاريخ 2014/7/12م أن رئاسة الحكومة التونسية وجهت تنبيهًا ممضيًا من رئيس الحكومة مهدي جمعة إلى رئيس حزب التحرير بتونس بسبب ارتكابه لمخالفات حزبية أثناء فعاليات مؤتمره المنعقد في 22 يونيو الماضي بعنوان: “إقامة الخلافة وقلع الاستعمار”.

 

التعليق:

يبدو أن حكومة تونس فقدت عقلها إن كانت تعقل أصلاً وذلك لأمرين اثنين:

أولاً: إن التنبيه والتحذير والتهديد إنما يكون بما يروع ويزجر، وإلا لما كان له قيمة عند العقلاء، فأقصى ما تفعلون هو حظر حزب التحرير، وهذا لا يشغل بال الحزب، ولا يفكر فيه، بل هو محظور في أغلب بقاع الأرض، وليس هذا الأمر بجديد عليه، ولن يؤثر على وجوده وتواجده وعمله، فقد كان متواجدا ويعمل بقوة إبان حقبة طاغية تونس بورقيبة، وكذلك زين العابدين، وكان من أوائل المشتركين بالثورة، فعن أي تهديد تتكلم؟ وأي حزب تحذر؟ وأي فكر تقاوم؟ قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

ثانياً: لقد حدثتنا السنة النبوية أن وفدًا من قبائل العرب جاء أبا جهل قائلاً: “هل تريد جيشًا نزودك به؟ قال: لا، نحن في كفاية لو كنا إنما نحارب القوم ففي أعدادنا كفاية، وإن كنا نحارب الله، فما لنا بالله طاقة!!

هذا أبو جهل على كفره وحربه ضد محمد صلى الله عليه وسلم، وضد دين الإسلام أعقل منكم!! فانظروا أنتم من تحاربون!! وماذا تحاربون!! إنكم تحاربون فكرة آن أوانها!! ووعدًا ظهرت بوادر تحققه!! وأمة أفاقت من عميق سباتها!!

لقد أدرك أسيادك كما أدرك أبو جهل، فهذا “فيكتور هوجو” يقول: “ليس هناك جيش أقوى من فكرة حان وقتها!!”.

وهذا “بات بوكنان” المستشار الأعلى لثلاثة رؤساء أمريكيين: “نيكسون” و”فورد” و”ريغان” يقول: “فيما تضمحل المسيحية وتموت في أوروبا، فإن الإسلام ينهض من جديد؛ ليهز القرن الواحد والعشرين، كما فعل لقرون كثيرة ماضية!!”. ويقول: “إن الفكرة التي تقاتلنا من أجلها معظم خصومنا هي فكرة قاهرة، فهم يؤمنون بأنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن القرآن هو السبيل الوحيد المؤدي للجنة، وأن المجتمع ينبغي أن يحكم بالشريعة التي تمثل نظام الإسلام، ولقد أدرك المسلمون بعد تجارب كثيرة فاشلة أن ملاذهم الوحيد إنما هو في الإسلام، ولا شيء سواه، وأنه مهما عظمت أي قوة لا يمكنها أن تمنع فكرة آن أوانها!!”.

لقد أدرك أسيادك هذا، فهل لك عقل لتدرك مثلهم؟ أم أنك تسير في مخطط مرسوم لك من الغرب، وأنت أداة من أدواته في تونس؟! إن حزب التحرير لا ينطلق من مبادئ جمهوريتكم العلمانية أو دستوركم العفن؛ لأن أي دستور غير دستور الله هو طاغوت أمرنا الله تعالى أن نكفر به قال تعالى: ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. ونحن نتمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها بإذن الله!! أما انتخاباتكم التي تجعل من البشر أربابًا يشرعون من دون الله، فهي أشد حرمة وأعظم كفرًا!!

وإن حزب التحرير حزب سياسي، مبدؤه الإسلام، عقيدةً ونظامًا، ولا يؤمن بل يكفر بمبادئكم ودستوركم، فأنتم من تضعون الدساتير، وأنتم من تدوسونها بنعالكم، ولسنا نقدس مداس نعالكم!! فهل نقولها لكم نصيحة خالصة – إن بقي للنصيحة مكان في قلوبكم؟ – نقول لكم: كونوا مع أمتكم! كونوا مع إسلامكم! وإياكم والغرب الكافر! وإن هي إلا أيام لتعود الأمة ممثلة بكيانها السياسي المنبثق من عقيدتها… خلافة على منهاج النبوة… وكل ما هو آت قريب… وإن غدًا لناظره قريب!!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء