Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الرد ما ترى لا ما تسمع يا جينكينز


الخبر:

نشر موقع “بوابة الوفد الإلكترونية” خبرا ورد فيه “أشار فيليب جينكينز المدير المشارك لبرنامج بايلور للدراسات التاريخية في الدين، في ولاية تكساس الأمريكية، في مقال له على موقع “ديلي بيست” الأمريكي، إلى أن “دولة الخلافة الإسلامية”، التي تطمح الجماعات المتطرفة لإنشائها اليوم، تحمل دمارها بين ثناياها.

وقال جينكينز “إعلان دولة الخلافة، في حد ذاته، يعبر عن يأس شديد، وفشل سياسي وثقافي”. جاء ذلك في تقرير لموقع 24.

 

التعليق:

خبت وخسرت وخسئت يا جينكينز، أما والله ما يئسنا يوما من روح الله، وما كان لنا أن نيأس ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾، وما قنطنا برهة من رحمة الله، وما كان لنا أن نقنط، ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ﴾، وما أصابنا ريب لحظة من نصر الله ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾، ولا ارتبنا في أن معية الله سبحانه وتعالى تصحبنا ﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾. وإنما يئسنا من حضارتكم الزائفة، ومن مبدئكم الباطل، ومعالجاتكم الفاسدة الفاشلة، يا جينكينز، بعد أن جربناها لعقود فما زادتنا إلا بؤسا وشقاء، وظلما وجورا، وجهلا وتخلفا، وتأخرا وانحطاطا.

يئسنا من سياستكم المبنية على الكذب والنفاق والخداع، والقائمة على سفك الدماء، وعلى القتل والدمار، ونهب المقدرات وسلب الثروات، سياستكم التي فرقت جمعنا، وشتتت شملنا، ومزقت وحدتنا، سياستكم التي أسلمتنا لحكام خونة عملاء رويبضات يطبقون علينا شريعتكم الكافرة، ويحكموننا بالحديد والنار، ويسوموننا سوء العذاب، سياستكم التي تنظر إلى ما يحدث في فلسطين، في غزة هاشم، وفي سوريا والعراق وأفغانستان وكشمير وتركستان الشرقية، وغيرها من قتل وذبح للمسلمين بعين الرضا والإقرار، بل وتمد المجرمين بكل أصناف الدعم والمساعدة.

يئسنا من ثقافتكم، ثقافة الخنا والفجور، ثقافة الفساد والانحلال، ثقافة الفسق والرذيلة، ثقافتكم التي عبدت الناس لأهواء الفساق والفجار، ولرغبات الساسة وأرباب الصناعة وأصحاب الأموال، من دون الله سبحانه وتعالى، ثقافتكم التي أحلت الربا، وأباحت الزنا، وروجت للسفور، ثقافتكم التي جعلت الولد يتنكر لأمه وأبيه، وشرعت أن يطأ الرجلُ الرجلَ، والمرأةُ المرأة، ثقافتكم التي زادت الغني غنى، وجعلت من لا يملك لا يستحق الحياة.

خبت وخسئت وخسرت يا جينكينز، فإن الخلافة التي تدعي، بل تتوهم أنها تحمل دمارها في ثناياها، قد امتدت زهاء ثلاثة عشر قرنا، كانت خلالها سيدة العالم، والدولة الأولى بلا منازع، ولولا تآمركم عليها، ومعاونة خونة العرب والترك لكم، لكان العالم ما يزال إلى يومنا هذا ينعم بخيرها وفضلها، وقسطها وعدلها، ولما استطاع علج مثلك أن يتطاول عليها.

خبت وخسئت وخسرت يا جينكينز، فإن الخلافة التي تدعي، بل تتوهم أنها تحمل دمارها في ثناياها، هي وعد ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾، وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم: “…ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة”.

وأزيدك من الشعر بيتا يا هذا، فإن الخلافة الحقة القادمة قريبا إن شاء الله سيبلغ ملكها ما بلغ الليل والنهار، ولن يبقى شبر في الأرض إلا وسيدخله الإسلام بعز يعز الله به الإسلام وأهله، وذل يذل الله به الكفر وأهله، وعدا وعهدا وبشرى من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

وإن الرد ما ترى لا ما تسمع يا ابن الكافرة، فترقب إنا قادمون، وإن غدا لناظره قريب.

﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك