خبر وتعليق أوباما قلق من ضحايا حرب غزة .. فماذا عن ضحايا جرائمه في بقية أرض الشام؟
الخبر:
العربية نت: باريس، غزة – فرانس برس:
اتصل أوباما مساء الأحد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتأكيد له على “الضرورة الاستراتيجية لإرساء وقف فوري إنساني لإطلاق النار، وبلا شروط يضع حداً في الحال للمواجهات ويؤدي إلى وقف دائم للمعارك”. وأبدى الرئيس الأميركي خلال الاتصال “القلق العميق والمتعاظم للولايات المتحدة بشأن العدد المتزايد للقتلى المدنيين الفلسطينيين والخسائر في الأرواح الإسرائيلية إضافة إلى تدهور الوضع الإنساني في غزة”، مندداً في الوقت نفسه بشدة “بهجمات حماس على إسرائيل عبر الأنفاق وإطلاق القذائف”، مجدداً تأكيد “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. كما عبر أوباما عن تأييد بلاده للمبادرة المصرية. من جانبه قال نتنياهو الذي حل ضيفاً على عدة قنوات أميركية الأحد إن المبادرة الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى وقف دائم للمعارك هي المبادرة المصرية، وذلك بعد رفض اقتراح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التي اعتبرت متعاطفة مع حماس. واتهم نتنياهو حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار الذي “أعلنته بنفسها”، مطالباً بـ”نزع سلاح” قطاع غزة. ورداً على سؤال حول احتمال توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، قال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية ستواصل عملياتها في محاولة لتفكيك شبكة الأنفاق التابعة لحماس عبر الحدود وتدمير مخزونها من الصواريخ. لكنه رفض إعطاء المزيد من التفاصيل، مكتفياً بالقول “سنقوم بكل ما يلزم للدفاع عن شعبنا… على المستويين التكتيكي والاستراتيجي”.
الجزيرة نت: سامح اليوسف – الغوطة الشرقية:
في كل يوم تقريبا يُقتل رجل معيل في الغوطة الشرقية، ومع ازدياد أعداد القتلى باتت تغص بالعائلات الثكلى، فيترك الرجل منهم خلفه زوجة أرملة أو أطفالا يتامى أو أبوين مكلومين. مع ازدياد الضحايا من أرباب الأسر أصبحت غوطة دمشق تغص بالعائلات الثكلى، ففي تقرير للمكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية يبلغ عدد العائلات التي فقدت معيلها – قتلا أو اعتقالا أو إصابة جراء الحرب – نحو عشرين ألف عائلة بنسبة 7% من إجمالي عائلات المنطقة. ومع فقدان رب المنزل تبدأ العائلة مرحلة من المعاناة لتوفير لقمة العيش في منطقة محاصرة لا يمكن أن يدخل إليها أي شيء ضمن العقاب الجماعي الذي تفرضه القوات النظامية عليها.
التعليق:
(قلبٌ رقيق يتحلى به قادة العالم الغربي من أوباما إلى كاميرون حتى ميركل وبوتين، يتمنون إيقاف القتل ولكنهم لا يتمكنون من ذلك) – هذا هو الانطباع الذي يخرج به من يتابع أخبار هؤلاء القادة وتصريحاتهم الأغرب وكأنهم يتحدثون مع أنفسهم في الحمام! لم يستوعبوا بعد أن أيام سياسات الكذب والخداع والتضليل ولت إلى غير رجعة، وأن أقل الناس فهماً للسياسة في بلاد الثورات يعي على كذبهم ونفاقهم. فقد أدرك القاصي والداني أن حرص أمريكا لم يكن يوماً ما حرصاً على دماء المسلمين، بل على العكس تماماً، فهي أمدت وتمد طاغية سوريا بكل أسباب الحياة كي يتابع إفناءه لكل مظاهر رفض الأمة للطاغوت الأكبر أمريكا ولكل رويبضاتها أشكال بشار وغيره. وفي حين إنه لم يعد يلفت نظرها أو يستدعي اهتمامها سقوط المدنيين في سوريا ما بين خمسين ومائة يومياً، يتباكى أوباما على شهداء غزة وعلى جنود يهود، ويرسل ذئباً آخر من بيته الأسود إلى أرض فلسطين ليصب الزيت فوق النار ثم يعود يطمئن سيده بأن الذين يموتون كل يوم “ليسوا أمريكان .. مستر بريزيدنت”! وصدق الشاعر حين قال:
لا يُلام الذئبُ في عدوانه……… إن يكُ الراعي عدوَّ الغنم ِ
لكننا نحن نلوم الذئب ونلوم الراعي ونَعِدُهُم بردة فعل قوية من الأمة الإسلامية لن تنتهي هذه المرة بشاكلة ربيع عربي “متواضع” أرعبهم حين فاجأهم. ذلك أن “خزّان الآلام” عند الأمة ليس مجرد هاردوير يبقي على المعلومات دون فائدة، بل هو خزّان يمتلئ ويزداد امتلاءً حتى يطفح الكيل فإذا بالأمة بركاناً يتفجر وناراً تحرق وإعصاراً لا يبقي ولا يذر. ومهما بلغ غباء أوباما من درجات عُلا فإن غباء نتنياهو سبقه بأشواط، ذلك أنه تجرأ على أهلنا بأسلوب استنسخه من زميله في الإجرام فرعون سوريا، لكنه لم يحسب النتائج المدوية التي ستودي بهما إلى جهنم في الدنيا قبل الآخرة بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
مساعد مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير