خبر وتعليق حراس يهود هم وجنودهم قعود وهم على مجازر غزة شهود ولكن وراءهم ناراً ذات وقود
الخبر:
الخبر الأكثر تداولا في الإعلام العربي والإسلامي هو مجازر يهود في غزة على ما يزيد عن الثلاثة أسابيع وكالعادة هي ليست أخباراً لإرسال الجيوش بل هي أخبار لإحصاء القتلى والجرحى ونقل ردات فعل الحكام من استنكار وذرف الدموع وجمع التبرعات.
التعليق:
دولة يهود تقتل وتهدم البيوت على أصحابها في غزة مطمئنة إلا من أهل غزة أنفسهم.
ولو كانت دولة يهود تخشى بأن بلدا من بلدان الجوار أو ما بعد الجوار يمكن أن يطلق طلقة واحدة لفكرت ألف مرة قبل عدوانها. وهذا يدل على تواطؤ هذه الدول إن لم تكن مشاركة بصورة غير مباشرة كالحصار وتصنيف حماس إرهابية من جهة مصر وحراسة الحدود من كل الجهات وتزويد الطائرات التي تقصف غزة بالوقود من جهة تركيا. كيف لا وحكام الأمس هم الذين أوجدوا هذه الدولة فوق جماجم الفلسطينيين وجراحهم وآلامهم وهجرتهم. وهنا أنقل وثيقة آل سعود بإعطاء فلسطين لليهود كما نشرتها مجلة العرض السعودية المعارضة كان يصدرها تجمع علماء الحجاز بتاريخ 21/تموز/1961: “أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أقر وأعترف ألف مرة للسير (برسي كوكس) مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من أن أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصبح الساعة”. وحكام اليوم هم الحراس وهم المنقذ لدولة يهود من ورطتها وعجزها أمام ثلة قليلة العدد والعدّة من المجاهدين بمحاولاتهم إيجاد اتفاق من طرف واحد لنزع سلاح المقاومة.
أما سكوتهم فلا غرابة فيه، فهم الصف الأول من الأعداء للمسلمين ولدين الله. لا يتحرجون عن قتل مَن يحكمونهم ويعينون على قتل مَن لا يحكمونهم. وأما جنودهم فهم اليد التي يبطشون بها. إذ إن هذه الجيوش لأول مرة في تاريخ المسلمين بعد إسقاط الخلافة تقف في صف أعداء الأمة. وهنا نقول لهم:
إن قياداتكم العليا ميؤوس منها وحالهم كحال الحكام، ولكن لا ينقطع أملنا فيمن هم مِن دونهم. أنتم أهل القوة، أنتم حماة الديار والأنفس والأعراض. باستطاعتكم القيام بحركة تمردية تُطيح بالقيادات العليا وبالحكام معا ثم تُسلمون السلطة لمن يطلب نصرتكم فتفوزوا بعز الدنيا والآخرة. فتنصروا ربَّكم ودينكم وأمَّتكم بإخراجها من دائرة الاستعباد للغرب وتوقفوا شلالات الدماء في فلسطين وسوريا وبقية بلاد المسلمين. حينها سترفعكم الأمة فوق الأعناق وستسمعون التكبير في كل بيت وستفرح بكم ملائكة السماء وسيحشركم الله مع الأنصار، أنصار رسول الله؛ إذ إنكم بفعلتكم هذه ستكونون فعلا أنصاراً.
فإلى حركة تقلب الموازين وتغيّر مجرى التاريخ وترفع الذل عن أمتكم ندعوكم أيها الضباط.
فإن قلتم نخشى الحكام فإن الله أحق أن تخشَوه، وإن قلتم نخشى الموت فإن الموت واحد فليكن في سبيل الله. وإن قلتم لا قِبل لنا بجيش يهود فإن المقاومة في غزة حجة عليكم. رأينا أطفالا يواجهون جيش يهود بالحجارة ورأينا نساء يواجِهنَهُ بالأحذية ولكن نحن مشتاقون لرؤية أسلحتكم ومشتاقون لقتالكم العدو فمكانكم مكان ذلك الطفل وتلك المرأة، ومشتاقون لسماع خبر انتصار جيشنا على جيش العدو. مشتاقون إلى سماع خبر يُدخِل الفرحة على قلوبنا ويُطفئ نار الغيظ فيها بعد عشرات السنين من سماع الأخبار المحزنة.
في هذه الدنيا هناك متسع كي نقول ما نبرر به مواقفنا، ولكن ماذا سنقول أمام الله يوم الحساب وهو القائل سبحانه:
﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾
﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾
﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ…﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي