Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق غياب العفة نتاج وليس سبباً لظهور الفساد يا سيد أرينتش

الخبر:

تحت عنوان: “احتجاج تركيات ضحكا على تعليقات لنائب أردوغان” نشرت بي بي سي يوم الأربعاء، 30 تموز/يوليو 2014 الخبر التالي على صفحتها الإلكترونية:

“… وكان أرنيج – وهو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان – قد قال هذا الأسبوع لأردوغان في احتفال بعيد الفطر “يجب أن تتمتع المرأة بالعفة … ولا ينبغي أن تضحك أمام الجميع، وألا يكون سلوكها مثيرا للآخرين. ويجب أن تحافظ على شرفها”.

ونقلت صحيفة “حريات” التركية عن أرنيج قوله “العفة مهمة … بالنسبة إلى النساء والرجال. ويجب أن تتحلى بها المرأة، ويتحلى بها الرجل. وهو إن تحلى بها فلن يكون زير نساء، وسيكون ملتزما بزوجته، ومحبا لأطفاله. وستعرف المرأة الحرام وغير الحرام”.

وقال أرنيج إن الناس اليوم هجروا قيمهم الأخلاقية.

وتساءل متعجبا “أين بناتنا اللائي يخجلن، ويطأطئن رؤوسهن، ويشحن بأعينهن بعيدا عندما ننظر إلى وجوههن، فيصبحن مثالا للعفة؟”.

وقال نائب رئيس الوزراء إن تركيا تعاني من انهيار أخلاقي…”.


التعليق:

سبحان الله! بعد ثلاثة وتسعين عاماً على هدم الخلافة وإزالة أحكام الله عن الحكم وعن حياة الناس، ووسط حالة السفور والاختلاط، والتمرد على أحكام الشرع ومظاهر الفسق والفساد التي أشاعتها الطبقة العلمانية في تركيا بين النساء والرجال على حد سواء، ولا زال يرعاها النظام الحاكم في تركيا إلى الآن… ينتبه السيد أرنيج أن الأخلاق الإسلامية قد غاضت من حياة كثير من الناس،… وليت حالة الانتباه تلك التي انتابت السيد أرنيج قد أنتجت فكراً مسؤولا مستنيراً فقدم علاجاً مثمراً لسوء الأخلاق التي تنتشر في المجتمع، إذاً لعرف السيد أرنيج أن سوء الخلق وانتشار الفسق والفساد في المجتمع، إنما سببه الحكم بغير ما أنزل الله، وليس غياب العفة… فغياب العفة هو نتيجة لتطبيق النظام الرأسمالي الوضعي الراعي للحريات التي هي البوابة المشرعة للشر والفساد.

فالتنكر لمبدأ الإسلام الذي يحوي العلاجات الشافية لمشاكل الناس، ويعلي شأن الفضائل والخلق الحميد، ثم التشبث بالرأسمالية الكافرة، بما تحويه من حريات فاسدة مفسدة، هو ما جعل المرأة التي تخجل وتطأطئ رأسها وتشيح بعينيها بعيداً حين النظر إليها، جعلها مفقودة في بيئتك، كيف لا ونظام حكمكم يحتقر التستر وينفر من العفة، فيمنع فتاة متفوقة في دراستها من الصعود إلى منصة التكريم لأنها محجبة، ويفسح المجال للسافرات للظهور وتلقي المدح والتكريم، كيف وأين سترى المرأة الحييّة العفيفة ونظامكم يمنع عليها خوض غمار الحياة، فيوصد أمامها أبواب العلم والعمل ويفتحه على مصراعيه للعلمانيات الساقطات… إذاً كيف سترى سيدي تلك المرأة التي تتحدث عنها إن كانت ممنوعة من الظهور والمشاركة؟!

جزئياً، إن توسيد الأمور العامة للعلمانيين الكارهين للإسلام والحاقدين على أهله، هو ما أفقدك رؤية الرجل والمرأة المسلمَيْن الشريفَيْن العفيفَيْن الملتزمَين بأحكام دينهما.

وجذرياً، فإن نبذ الرأسمالية العفنة، وإزالتها من حياة الناس، واستبدال النظام الرباني بها، نظام الإسلام بإعادة دولته، دولة الخلافة التي تطبق أحكامه وترعى قيمه ومثله العليا، فهي في هذا المجال ستطبق أحكام الله في إلزام المرأة باللباس الشرعي الساتر للعورات، وتمنع التبرج وتمنع الاختلاط إلا لحاجة يقرها الشرع وضمن حدود الشرع، فضلاً عن منعها لكل ما يحرض على الفتنة ويثير الغريزة، من برامج إعلامية أو تعليمية أو تشريعية… فلا غناء مائعاً ولا تمثيل خادشاً للحياء ولا برامج ثقافية تثير الغريزة وتحرض على إشباعها بلا قيود. فهذا ما يحفظ المرأة المسلمة والرجل المسلم من الانزلاق إلى هاوية الفجور والفسق والفساد.

حينها ستعود لرؤية بناتنا الشريفات العفيفات اللآتي يتزيَّن بالعفة والخلق الكريم ويُتَوِّجُهُنَّ الحياء… بل سترى شباب الإسلام ينافسون شاباته في غض البصر والخجل والحياء، كيف لا وأسوتهم وحبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها.

أما أن تدعو النساء والرجال للعودة للأخلاق في وسط مجتمع يعج بدعوات التحلل ويرعى الفسق والفساد فهي دعوة ساذجة إن كانت صادرة عن حسن نية. وهي خبيثة إن صدرت عن وعي وسوء نية…

أسأل الله تعالى لأبناء أمتنا الرشد والهداية. وأدعوه سبحانه أن يحميهم من الغي والضلالة. وأن يمن علينا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تحمي الأرض والعرض وتنفذ أحكام الإسلام العظيم وتحمل دعوته للعالمين.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم جعفر