خبر وتعليق أمة الإسلام منبت القادة
الخبر:
في بلاغ صدر عن رئاسة الجمهورية: يتحول الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما يومي 5 و 6 آب/أغسطس الجاري للمشاركة في القمة الأمريكية الأفريقية التي تنعقد في العاصمة واشنطن تحت شعار “الاستثمار في الجيل القادم”.
التعليق:
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها الدولة الأولى في العالم، إلى ولوج الشمال الأفريقي من أي بوابة كانت وبشتى الوسائل والأساليب الممكنة؛ ولعلّ تحركات سفيرها في تونس جاكوب والس الذي يستقبل عنده رؤساء الأحزاب والمرشحين للانتخابات الرئاسية ويكرم بعض المتفوقين في الدراسة وينسق بعض الفعاليات الفنية ويزور المناطق الداخلية للبلاد ويلتقي بالناس، لدليل صارخ على التحرك الأمريكي المشبوه في البلاد.
وقد رافقت جملة هذه الأعمال زيارتان رسميتان لرمزيْ الحكم في تونس متمثلة في زيارة رئيس الحكومة مهدي جمعة مباشرة بعد توليه مهام تشكيل الحكومة وهذه الزيارة التي قام بها الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي برفقة وزير الخارجية منجي الحامدي، وكلا الزيارتين تصبان في سعي الولايات المتحدة إلى غرس عروقها في أوساط الشباب لصناعة عملاء سياسيين تعول عليهم في الفترة القادمة ترجمته الاتفاقية التي تمخضت عنها زيارة جمعة السابقة حيث تم الاتفاق بين الجانبين التونسي والأمريكي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا الاتصال على 13 نقطة من أبرزها مضاعفة عدد الطلبة المنتفعين بمنح “توماس جفرسون” لتبلغ 400 طلب على مدى ست سنوات باعتمادات جملية تقدر 20 مليون دولار، بالإضافة إلى مراجعة الاتفاقيات التونسية الأمريكية في مجال العلوم وتكنولوجيا الاتصال ومساعدة مؤسسات البحث التونسية للقيام بزيارات عمل للولايات المتحدة وبناء شراكات مع المؤسسات الأمريكية المعنية بالبحث العلمي.
وتأتي هذه الزيارة الأخيرة للمرزوقي في نفس الصدد، وهي المشاركة في القمة الأمريكية للاستثمار في الأجيال القادمة لتحمل رسالة مشفرة إلى رئيس الدولة أن الولايات المتحدة مهتمة بأمر الحكم للسنوات القادمة وأنها ستعول على قيادات بديلة عما هو موجود تعدها على عين بصيرة منها.
نعم، هذا هو مصير الحكام الذين أبوا إلا أن يرتموا في أحضان الغرب؛ فالمرزوقي الذي دعا منذ أيام إلى مظاهرة نصرة لغزة ومنددة بالعدوان اليهودي الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب الرأسمالي على بلاد الإسلام ينخرط من جديد في مشروع الخيانة والتضليل لهذا الشعب المسلم الذي يعيش وضعية مزرية.
نعم إن هذه الوضعية ستظل قائمة ما دام حكام المسلمين اليوم أمثال هؤلاء من الذين لم يعوا أنهم يحكمون أمة إسلامية أنجبت القادة والرجال الذين تسطر مواقفهم بماء الذهب ولا تزال كتب التاريخ حبلى بتعدادها وذكر مناقبهم.
إن أمة الإسلام يا سيادة الرئيس هي منبت القادة، وفكرها الإسلامي الصافي هو وقود حركتها وملهم قادتها؛ فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير مجرى التاريخ ويعيد ترسيم خريطة العالم الجغرسياسية بثلة من الفتية ضمّت علي بن أبي طالب والزبير بن العوام أبناء الثماني سنوات وغيرهما كثير من أمثال طلحة بن عبيد الله والأرقم بن أبي الأرقم وعبد الله بن مسعود من هم دون العشرين.
فأي الفريقين أولى بالاتباع يا سيادة الرئيس؟ من يغري الشباب المسلم بدراهم معدودة ليطعن به أمته أم من يصنع الرجال بهدي من الله حتى يكونوا شموعا تحرق الكفر لتنير درب البشرية؟
إنّ صناعة القادة المستقبليين هي لا محالة عمل المخلصين اليوم في تونس وغيرها ليقتلعوا شجرة العلمانية الخبيثة ويشيدوا صرح الإسلام العظيم وهم شباب حزب التحرير الذين تحبهم الأمة ويحبونها وتصلي عليهم ويصلون عليها.
﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس