Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حكوماتٌ ترعى شؤونَها وتحمِّلُ المواطنَ تكاليفَ وجودِها الجبري

الخبر:

“شنّ الأمينُ العامُ لجمعيةِ حمايةِ المستهلكِ د. ياسر ميرغني هجوماً على معتمدِ محليةِ الخرطوم اللِواء عمر نمر، واتهمَه بما سماه تنظيفِ وشفطِ الشوارعِ الرئيسةِ التي يمرُ بها الرئيسُ والوزراءُ والمسؤولون فقط. وفي سياق مختلفٍ أكد تقريرٌ لجمعيةِ مواطني منطقةِ الصالحة بمدينةِ أم درمان، عدمَ زيارةِ أي مسؤولٍ للمنطقةِ، والوقوفِ على حجمِ الأضرارِ التي أوقعها الخريف” (صحيفة الانتباهة).

“كما توقعَ مديرُ الإدارةِ العامةِ للطبِ الوقائي بوزارةِ الصحةِ بولايةِ الخرطوم أمجد العبيد سيد أحمد، ازديادَ نسبةِ الأمراضِ المرتبطةِ بفصلِ الخريفِ والمتمثلةِ في أمراضِ الدوسنتاريا والتيفوئيد والإسهالات، مشيراً إلى توفيرِ الأدويةِ المعالجةِ في كلِ المستشفياتِ والمراكزِ الصحيةِ الحكومية.

وطالب المواطنين بالمساعدة في الحفاظِ على الصحةِ العامةِ من خلال تحريكِ مياهِ الأمطارِ من المنازلِ والشوارعِ داخلَ الأحياءِ لمحاربةِ توالدِ الحشراتِ الناقلةِ للأمراضِ.” (قناة الشروق الفضائية).

 

التعليق:

إن السياسةَ هي رعايةُ الشؤون ولكن في زمانٍ عزَّ فيه رُعاةُ الشؤون أصبحتِ السياسةُ مجرد تلاعبٍ بالألفاظِ، وضحكاً على الذقون، ففي وقتِ التطورِ الذي يغزو العالمَ من تجميعٍ لمياهِ الأمطارِ للاستفادةِ منها إلى مدنٍ ذات بنى تحتيةٍ تعُج بالتصريفِ الذى يُصور أرقى درجاتِ التطورِ العمراني نجدُ الخرطومَ الحزينةَ دوماً بساستِها الذين انعدمت فيهم سمةُ الرعايةِ نجدُها في ثيابِ مدن ما قبلِ العصرِ الحديث تُشطفُ طرقاتها بمياه الصهاريجِ بل تشلُّ الحركةَ في كبرى الحلفايا 24 ساعة لأنه تحولَ إلى بركةِ سباحة، تناقلت وسائطَ الإعلامِ صورَ من وجدوها فرصةً لتبريدِ أجسامِهم النحيلةِ من همومِ المعيشةِ في بلدٍ تنشئُ وتعمرُ لراحة المقاولينَ والمصممينَ الذين يعملون بلا قياساتٍ ولا دراسةِ جدوى ليقبضوا ويَشقَى المواطنُ ليرتاحَ من تُشطفُ لهم الطرقاتُ لمرورِ عرباتِهم الفارهةِ التي يُخشى عليها من مياهِ الأمطارِ، بينما المواطنون يشكون من عدم تفقدِ المسؤولين وهم يفقدونَ كلَ ما يملكونَ فليتهم يعلمون أن هؤلاء المسؤولين مجردُ مسؤولينَ عن أنفسِهم فقط..

أما عن توفر الأدويةِ المعالجةِ فهو محضُ كذبٍ وتضليلٍ يكفي لدحضهِ إغلاقُ مركز غسيلِ الكلى بمستشفى الخرطوم وإفراغهِ من المرضى والماكينات بقوةِ الشرطةِ المدججةِ بالسلاحِ في منظرٍ مأساويٍ لا يقلُ عما يحدثُ في مستشفياتِ غزة الآن، لأن مرضَ الكلى دون غسيلٍ يعني الموت بالبطء.

وكان على طبيب مثل مديرِ إدارةِ الطبِ الوقائي أن يسهبَ في موضوعِ الوسائلِ المبتكرةِ من دائرتهِ لمكافحةِ أمراضِ الخريفِ لكنْ ما كان منه غير أن أشركَ المواطنَ بل تركَ له كلَ المعالجةِ، فمطلوبٌ من المواطنِ تحريكُ المياهِ من داخلِ البيوتِ والشوارعِ أيضا لمحاربةِ توالدِ الحشراتِ لكنه لم يعط المواطنَ بفلسفتِه العبقرية تلك أية وسيلةٍ مقترحةٍ لتحريكِ المياه أهي بأيديهم أم بأرجلِهم أم بنفخها حتى يحركها تيارُ هواءٍ من أفواهِهم؟ فماذا ترك لحكومتِه المتفرجةِ على جراحاتِ وآلامِ المواطنِ الغلبان الذى يحملُ خطاياهم ويدفعُ نفَسَه ثمناً لتسديدِ فاتورةِ سياساتِ الإنقاذِ التي دمرت كلَ شيء؟!

إن الأصلَ في ساسةِ الأمةِ الحقيقيين أنهم باعوا أنفسَهم خدمةً للأمةِ مبتغينَ الأجرَ من رب العالمين وليس خوفاً على وظائفِهم الدنيوية، فيسعون ويتقصون لترتاح أعينُ الناسِ ولسانُ حالهم يقولُ واللهِ لو عثرت بغلةٌ بالعراقِ لسألني اللهُ عنها لم لم تسوِّ لها الطريقَ يا عمر. نِعمَ رعاة الشؤونِ هم، ونِعمَ دولتهم دولةُ الخلافه الراشدة التي أظل زمانُ رجوعِها، ونِعم حالُ من عملَ لإعادتِها مستبشراً بنصرِ اللهِ ينصرُ من يشاء.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب / غادة عبد الجبار