Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق لا حجة لرفض فكرة الخلافة، أيها الوزير! (مترجم)

 

الخبر:

قال وزير وزارة الأديان الجديد في إندونيسيا لقمان حاكم سيف الدين في 9 آب/أغسطس 2014: “وأما بالنسبة لفكرة الخلافة فنحن بحاجة إلى الفهم الجامع عنها. فمجلس علماء إندونيسيا عنده نفس المسؤولية بمسؤولية وزارة الأديان لإعطاء البيان للناس عما هي الخلافة وما هي علاقة هذه الخلافة بالدولة القومية إندونيسيا، وهل الخلافة مهمة لحياة شعب إندونيسيا التي أديانها متنوعة وقبائلها متعددة وحضارتها مشتركة.” وقال لقمان حاكم سيف الدين فى السنة الماضية في 4 آب/أغسطس 2013 حول الموضوع نفسه وكان هو حينئذ نائب الرئيس لمجلس النواب في إندونيسيا: “ومجلس النواب سيشجع الحكومة على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الحركة التي تدعو الناس إلى إقامة الخلافة.” وعلى هذا فواضح أن قول الوزير يدل على رفضه للخلافة.

 

 

التعليق:

إن قول الوزير بيان على سوء فهمه عن الخلافة. وقد سجل التاريخ أن الخلافة حكمت العالم طوال 12 قرناً وأكثر. تمتد أراضيها من إسبانيا إلى آسيا مع مختلف القبائل واللغات والأديان والحضارة المتنوعة. وهذا كله بيان واضح كل الوضوح على أن الخلافة شُرعت لتنظيم الناس على اختلافهم وتنوعهم كما شرعت لتنظيم مجتمع تعددي. ولذلك، لا يصح عبارة مفادها أن الخلافة سوف تضر بالمجتمع التعددي.

ومن جانب آخر، فإن إقامة الخلافة واجب بل هي أهم الواجبات. وإقامة خليفة فرض على المسلمين كافة في جميع أقطار العالم. والقيام به ـ كالقيام بأي فرض من الفروض التي فرضها الله على المسلمين ـ هو أمر محتم لا تخيير فيه ولا هوادة في شأنه، والتقصير في القيام به معصية من أكبر المعاصي يعذب الله عليها أشد العذاب، والقرآن والأحاديث وإجماع الصحابة تدل على ذالك. واتفق العلماء على أن إقامة الخلافة واجب. كما قال النووي فى شرح صحيح مسلم: “أجمعوا على أنه يجب على المسلمين نصب خليفة”. وقال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل: “اتفق جميع أهل السنة وجميع المرجئة وجميع الشيعة وجميع الخوارج على وجوب الإمامة وأن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله ويسوسهم بأحكام الشريعة التي أتى بها رسول الله حاشا النجدات من الخوارج فإنهم قالوا: لا يلزم الناس فرض الإمامة وإنما عليهم أن يتعاطوا الحق بينهم”. وقال القرطبي في تفسيره: “ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة ـ أصم ـ وكذلك كل من قالوا بقوله واتبعوه على رأيه ومذهبه”. فلا حجة ولو كانت واحدة لرفض فكرة الخلافة، أيها الوزير!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد رحمت كورنيا – إندونيسيا