Take a fresh look at your lifestyle.

مجلس الأمن الدولي يقر عقوبات على تنظيمات تحت الفصل السابع!!

الحمد لله القائل فى محكم التنزيل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ والقائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾.

والصلاة والسلام على إمام المجاهدين القائل فيما أوحى الله سبحانه به إليه عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم، ونصلي ونسلم على الآل الأطهار والصحب الكرام رضي الله عنهم أجمعين.

إن مهمة مجلس الأمن الأساسية هي حفظ الأمن والسلم الدولي، وذلك بإعطاء الحق للدول الأعضاء الدائمين فيه بالتدخل في الصراع بين الدول إذا اعتبره يهدد الأمن والسلم الدولي. والحقيقة التي يعرفها الجميع أن عمل مجلس الأمن هو إضفاء الشرعية على تدخل الدولة الأولى فى العالم (أميركا) فى النزاعات الإقليمية والدولية للحفاظ على توازن القوى الدولية لتحافظ على الموقف الدولي فتحفظ مركزها كدولة أولى فى العالم. ومن الحقائق التي يعرفها الجميع أن الصراعات الإقليمية هي انعكاس لصراع الدول الكبرى فيما بينها وفيما بينها وبين الدولة الأولى. فمجلس الأمن أداة من الأدوات التي تستخدمها الدولة الأولى (أميركا)، في صراعها الدولي مع الدول الكبرى، لتحافظ على مركزها كدولة أولى فى العالم.

ولا يختل توازن القوى إلا بدولة أو دول مبدئية (تقوم على عقيدة الشعب) تتنامى قواها لتصبح قادرة على إزاحة الدولة الأولى عن مكانها. كتنامي قوة دولة الخلافة منذ أن أقام المصطفى عليه الصلاة والسلام الدولة في المدينة حتى أصبحت قادرة على مقاتلة الدولة الأولى بعد حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أو كتنامي قوة بريطانيا منذ الثورة الصناعية حتى الحرب العالمية الأولى حين أصبحت جاهزة لمواجهة دولة الخلافة (العثمانية)، أو كتنامي قوة أميركا منذ الاستقلال عن بريطانيا حتى أصبحت جاهزة لدخول الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا واليابان.

ومن المعلوم كذلك أن الموقف الدولي يتغير ولكن لا يتغير إلا بوقوع أحداث ضخمة تغير وجه العالم، بقيام دولة مبدئية بإزاحة الدولة الأولى عن مركزها واحتلال محلها، أي بتغيير الدولة الأولى بدولة أخرى. فمثلا ظلت الدولة الرومانية في مركز الدولة الأولى قروناً، حتى جاءت دولة الخلافة لتزيحها عن مركز الدولة بهزيمة الدولة الرومانية فى معركة اليرموك، فصارت دولة الخلافة الدولة الأولى لأكثر من عشرة قرون. إلى أن هُزمت دولة الخلافة فى الحرب العالمية الأولى فأصبحت بريطانيا هي الدولة الأولى، ثم وقعت الحرب العالمية الثانية لتهبط بريطانيا وتصعد أميركا إلى مركز الدولة الأولى إلى يومنا هذا.

فواقع مجلس الأمن أنه أداة من أدوات الدولة الأولى؛ عمله إضفاء الشرعية على تدخل الدولة الأولى فى الصراع بين الدول، والهدف من التدخل هو الحفاظ على الموقف الدولي، أي المحافظة على مركز الدولة الأولى، بالمحافظة على توازن القوى فى العالم. أما دور مجلس الأمن الإنساني والبيئي والصحي والتعليمي والاقتصادي فهو لذر الرماد في العيون لإخفاء دوره السياسي في السياسية الدولية.

وعودة إلى قرار مجلس الأمن نسأل؛ لماذا يتخذ مجلس الأمن قرارات ضد حركات وأفراد تحت مبرر تهديد الأمن والسلم الدولي (الفصل السابع)؟!

الجواب عندي يحتمل أمرين؛ إما أن أميركا متيقنة أن هذه الحركات والأفراد فعلا يهددون السلم الذي يفضي إلى تغيير موازين القوى في المنطقة وبالتالي يؤدي إلى تغيير الموقف الدولي، وهذا بالنسبة لأميركا وجميع دول مجلس الأمن غير متصور لا عقلاً ولا واقعاً ولم يحصل على مر التاريخ، أن قامت حركات بهزيمة الدولة الأولى وإزاحتها عن مركزها وتغيير الموقف الدولي. وعلى هذا الأساس لا يتصور أن تقوم حركة أو فرد بتهديد الأمن والسلم الدوليين وذلك بتغيير توازن القوى الدولية الذي قد يؤدي إلى تغيير الموقف الدولي، فهذا عمل لا يستطيعه إلا دولة مبدئية تملك من القوة ما يمكنها من إزاحة الدولة الأولى عن مركزها.

والمرجح عندي الأمر الثاني؛ وهو أن أميركا تستعجل صراعها المادي مع الأمة قبل أن تقوم لها دولة (الخلافة).

 

وسبب ترجيحي للأمر الثاني هو:

أولا: أميركا هُزمت في الصراع الفكري ضد الإسلام، فتحولت من حرب العقول ونشر الديمقراطية والقيم الغربية (الحرية والتعددية وحقوق الإنسان وغيرها) إلى الحرب المادية (تصنيف واتهام وملاحقة وتجفيف منابع).

ثانيا: أميركا تدرك أن مواجهة الأمة قبل قيام دولة الخلافة أسهل من مواجهة الأمة بعد قيام دولة الخلافة.

ثالثا: أميركا تدرك أن مواجهة الحركات المسلحة أسهل من مواجهة جيوش دولة الخلافة المسلحة.

رابعا: أميركا تدرك كذلك أن مواجهة الأمة وحكام المسلمين فى صفها أسهل من مواجهة أمة يحكمها خليفة واحد تقي مخلص لله ولرسوله وللمؤمنين.

خامسا: ومن أهم المرجحات عندي أن التضخيم الدولي لعمل الحركات المسلحة يصرف الأمة عن العمل المؤثر الصحيح لإقامة دولة الخلافة الراشدة؛ الدولة المبدئية، التي تقوم على عقيدة الناس، وتملك أسباب القوة الفكرية والمادية، فتنمو بقوتها حتى تتمكن من إزاحة الدولة الأولى (أميركا) عن مركزها لتسود دولة الخلافة على العالم كما كانت.

أما طريقة إقامة الخلافة فهي واضحة ومتيسرة للمسلمين؛ بشرط أن يقوم فهم الإسلام على أن لكل حكم شرعي طريقة شرعية لتنفيذه وإلا كان الإسلام ناقصا. فما أوجب الله على المسلمين من الحكم بما أنزل سبحانه؛ له طريقة لتنفيذه وهو إقامة الخلافة. والطريق لإقامة الخلافة هو الطريق الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سيرته لإقامة الدولة الإسلامية فى المدينة المنورة. وهذا الفهم للإسلام الذي يقوم على أن لكل حكم شرعي طريقة لتنفيذه، قد بلوره حزب التحرير وسطره فى ثقافته. وحزب التحرير يعمل لإقامة الخلافة منذ أن نشأ في أوائل عقد الخمسين من القرن الفائت. وما على المخلصين الذين يسعون لإقامة الخلافة إلا الانضمام مع حزب التحرير للعمل معه لإقامة الخلافة، ومن لا يستطيع ذلك فيجب عليه أن يتخذ حزب التحرير قائداً وينصره بكل ما يستطيع قولا وعملا، ويجب على كل من يملك قوة أن يرص صفوفه مع حزب التحرير لإقامة الخلافة.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. عبد اللطيف الشطي

 

2014_08_20_Art_Sanctions_on_organizations_under_Chapter_VII_AR_OK.pdf