خبر وتعليق الآن أصبح اللاشيء ذئبا يا أوباما
الخبر:
نقلا عن (رويترز) وتحت عنوان “أوباما يحث العراقيين على الوحدة لأن الذئب على الباب”: حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما العراقيين يوم الاثنين الثامن عشر من آب/ أغسطس 2014م على المسارعة إلى تشكيل حكومة تضم مختلف الأطياف وإظهار الوحدة في مواجهة متشددين إسلاميين محذرا من أن “الذئب على الباب” وأن الضربات الجوية الأمريكية لا يمكنها أن تنجز الكثير.
ومتحدثا إلى الصحفيين في البيت الأبيض تعهد أوباما بتفادي توسيع مهمة الجيش الأمريكي في العراق لدحر متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينظر إليه بشكل متزايد على أنه لا يشكل تهديدا للعراق فقط بل للمنطقة بأكملها.
وأوباما مصمم على أنه لن يسمح للولايات المتحدة بأن تكرر حرب العراق التي بدأها سلفه جورج دبليو بوش.
وتراقب واشنطن تداعيات الأحداث السياسية في العراق باهتمام شديد وتحث حكومة رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي على تشكيل حكومة وحدة بعد محاولة فاشلة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
التعليق:
لم نر من أوباما اهتماما لافتا للنظر بعد إعلان تنظيم الدولة للخلافة اللغو، فقد اعتبر أنه “لا يعني شيئا”، ثم بعد أقل من شهرين يصبح اللاشيء ذئبا يخوف به العراقيين طالبا منهم الإسراع في تشكيل حكومة موحدة، فلماذا هذه التناقضات وما أسبابها؟
من عادة الدول الفاعلة في الموقف الدولي أن تغير الدولة في أسلوبها السياسي حسب ما ترى فيه إمكانية تنفيذ لخطتها في تحقيق هدف ما تريد الوصول إليه، فأمريكا حسب ما هو معلوم للجميع أنها ما دخلت العراق إلا لتهيمن عليه وتنهب خيراته وليكون قاعدة عسكرية لها، لذا فإنها حتى تضمن بقاء سيطرتها وتمنع عودة وحدة الأمة الإسلامية بعودة دولتها الإسلامية، فقد اتخذت أسلوب التهيئة لتقسيم العراق وتفكيك وحدة شعبه حسب قاعدة “فرق تسد”، وما الدستور الذي وضع للعراق إلا منطلق لهذا التفكك، فعندما يكون التقسيم الحكومي قائما على التقسيم الجغرافي لصالح مذاهب ثلاثة يراد لها التنازع على السلطة طمعا في حصول كل واحدة منها على حكم ذاتي منفصل مستقبلا، فهذا يضمن لأمريكا بقاء الفرقة والتنازع الداخلي ومن ثم بقاء المجال مفتوحا أمامها للتذرع بالتدخل.
وبالطبع أتت بحاكم عميل لها بذر بذور الفرقة والانقسام وأوجد العداوة والاقتتال الداخلي فاتسمت رئاسته بالفوضى والدموية، وعندما رأت أمريكا أن عميلها نوري المالكي قد انتهى دوره بعد أن نفذ لها ما تصبو إليه، وأن المرحلة الحالية تتطلب أن يكون الحاكم هادئا يستطيع أن يستوعب الشعب ليتسنى له إيجاد دولة اتحادية من ثلاثة أقاليم كل أقليم منها يرتب أموره الداخلية ويرتبط بالعاصمة المركز بغداد ولو برباط هش، عندما رأت ذلك تخلت عنه وأتت بحيدر العبادي على أنه منقذ العراق ومخلصها من أزماتها.
وحتى تمهد له الطريق لمّحت إلى المجتمع الدولي لتأييده ومساندته، كما هولت وضخمت من تهديد التنظيم بخلافته المزعومة وتصرفاته غير الشرعية وغير الإنسانية لتجعل الشعب على اختلاف مذاهبه يؤيد سرعة تشكيل الحكومة حسب خطتها.
وأمريكا بعد خروجها العسكري المباشر – مع بقاء سفارة لها فيها تحوي أعدادا ضخمة ممن تدعي أنهم موظفون – وحرصا على بقاء نفوذها وسيطرتها، فقد عقدت اتفاقية أمنية ضمنتها مادة في الدستور تتيح لها التدخل تحت ذريعة تعرض العراق لخطر عدوان خارجي عليه، وقد اكتفى أوباما أن يكون الرد الحالي على التنظيم بضربات جوية على معاقلهم متعهدا بتفادي توسيع مهمة الجيش الأمريكي، قائلا أنه لن يسمح للولايات المتحدة بأن تكرر حرب العراق التي بدأها سلفه جورج دبليو بوش، على الرغم من أنه ينظر إليه بشكل متزايد على أنه لا يشكل تهديدا للعراق فقط بل للمنطقة بأكملها، حسب ما ورد في الخبر.
هذه هي أمريكا وهذا هو مكرها وإنها إلى زوال عما قريب بإذن الله، وسيبزغ فجر الخلافة الحقيقية التي سترعبها بحق، خلافة راشدة على منهاج النبوة بوعد من الله سبحانه وبشرى من رسوله صلى الله عليه وسلم.
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية