Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق متى يُدركُ المسلمون أنَّ التغيير لا يتأتى من الأشخاص


الخبر:

نشرَ موقعُ (الجزيرة) يومَ الاثنين 2014/8/18م إعلاناً لهيئة علماء المسلمين العراقية جاء فيه:

1- أن ثورة العراقيين هي التي أسقطت رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ودفعت أميركا وإيران إلى تغييره

2- ودَعَتْ خـَلـَفهُ (حيدر العباديّ) إلى طيِّ صفحة الظلم، وبدايةِ عهدٍ جديدٍ في العراق رغم أنه جزءٌ مما سَمَّتهُ اللعبة َالاستعمارية.

3- وحَدَّدت الهيئة ُعناصرَ التغيير بما يلي، وعَدَّتها شروطاً مهمة ًلضَمانِ ذلك:

– منع ِإلقاء ِالبراميل المُتفجِّرة على المدنيين
– ووقفِ استهداف المُدن الآمنةِ بنيران المدفعية الثقيلة
– وإطلاق ِسرَاح مِئاتِ الآلاف مِن المُعتقلين
– وحَظرِ نشاط المِليشيات الطائفيَّة
– وإنهاء ِسياسة الإقصاء والتهميش لأبناء العراق وإعادتِهم إلى دِيَارِهم.

 

التعليق:

إنَّ الهيئةَ المذكورةَ – ابتداءً – كيانٌ يَضمُ مجموعة من العلماء المتخصصين بالشريعة يحملون مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات الإسلامية، وتهدفُ – أصلاً – إلى تثبيت العقيدة الإسلامية في النفوس، وجمع الكلمة على أساس أحكام الشرع وتوحيد المسلمين رغم اختلاف مذاهبهم… لكنَّ المعروضَ في إعلانهم لا يَمُتُ إلى ذلك بـِصِلة، بل هو رَجْعٌ للثقافة الغربية التي فـُرِضَت على المسلمين منذ التآمر على دولتهم الإسلامية وإلغاء نظام الخلافة. وللتعليق على ذلك الإعلان نقول:

أولاً: أما عن إسقاط المالكي، ففيه شائبة من الحَقِّ، وليسَ كُلـَهُ.. وذلك أن تراكم الظلم على فئةٍ معينة من الناس ألجَأهُم إلى حَمل السلاح دفاعاً عن النفس والعِرض والمال، ووحَّدهم مع مليشيا “تنظيم الدولة” رغم الاختلاف الجوهري بين الفريقين لدفع عدوٍّ مشترك، وترَتبَ عليه انهيارٌ أمنيٌّ خطيرٌ جعل من بغدادَ العاصمةِ على مَرمَى حَجَر من عمليات الثوار.. والأمر لا يسلم فما يَجرِي سلاحٌ ذو حدَّين، فسارعت أمريكا وحليفتُها إيران للانقلاب على حليفهما المالكيّ والتخلي عنه بعد إنجازه “المهمة” في تأجيج نار الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي، وهذا شأن العملاء بعد استنفاد أغراضهم الخبيثة منه.

ثانياً: وأما عن دعوتهم لخـَلفِهِ (العباديّ) لِطيِّ صفحة الظلم، فليس إلى ذلك سبيل. ذلك أن الرَّجُلَ مشاركٌ في العملية السياسية، ومؤيدٌ للمشروع الأمريكي، وأفكارُهُ كهنوتية: فمِنْ جِهةٍ هو متدين ومن أتباع “الحسينيات” وطقوسها، ومِنْ جهةٍ أخرى علمانيٌّ يرى الحَلَّ في دولة مدنيةٍ ديمقراطية.

وفضلاً عن ذلك، هو مُنتـَمٍ إلى كتلةٍ هَمُّها الجاهُ والسُّلطة، لا ترضى بغيرهما بديلاً والكل ماضٍ في خطة إفراغ البلد من خيراته، والسَّعيِ حثيثاً لتفتيته.. والسنواتُ الماضية خيرُ دليلٍ على ذلك، فأنى لأمثال أولئك أن يعرفوا العدل..؟

ثالثاً: وأما عناصرُ التغيير، المشارُ إليها آنفاً، فالعجيب أن يَصدُر مثلـُها من نخبة مباركة من علماء الشرع (ورثة الأنبياء) عليهم الصلاة والسلام. كيف لا وجوهرُ تلك الشروط إجراءاتٌ تجميلية لعمليةٍ سياسيةٍ أقامها كافرٌ محتل.! لا يلبث أن ينقلب عليها الحاكم فيعود الحال أسوأ من ذي قبل.

وكان حرياً بالعلماء أن يطرحوا مشروع الأمة الحضاريِّ: مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوَّة، ويقودوا الناس لرفد العاملين المخلصين لتحقيق ذلك الهدف العظيم الذي فيه عزُّ المسلمين ونهضتهم الصحيحة، ليصبحوا قادة الدنيا ويأخذوا بيد البشرية الضائعة التي تتقلب في ظلمات العلمانية الكافرة والديمقراطية الخاطئة التي لم تجلب للعالم غير الذل والدمار… نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ علينا بالفرَج القريب، والنصر العظيم ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق