Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق يا سيد كيف تفسر سكوت أميركا والغرب وكيان يهود عن قتالكم في سوريا


الخبر:

ألقى السيد حسن نصر الله (أمين عام حزب “الله” اللبناني كلمة عبر الشاشة بتاريخ 2014/8/15 جاء فيها ما يلي:

أ – إن تنظيم الدولة مخترق من المخابرات الأميركية والإسرائيلية والغربية وبعض الدول الإقليمية.
ب- إن هذه الدول تغض الطرف عن تمدد (داعش) إن لم نقل أنها تدعمه وتخطط له.
ج – قام بإظهار خطر داعش على المسلمين وعلى غير المسلمين داعياً في نهاية الأمر إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذا الخطر الداهم وقتاله وجعله العدو الأكبر والأهم والحقيقي، والذي يجب حشر كل الطاقات من الجميع لقتاله مهما كلف الأمر حفاظاً على لبنان، كما قال.)


التعليق:

أولاً: قد يؤيد البعض ما ذكرته يا سيد حسن عن إمكانية اختراق المخابرات الأميركية وغيرها لهذا التنظيم، وقد أكون من هؤلاء الذين يشاركونك الرأي في ذلك، ولكن أسألك يا سيد حسن: هل يقتصر أمر اختراق المخابرات الأميركية وغيرها لتنظيم الدولة أم أن معظم المنظمات القتالية، التي تجعل سقفها دولاً إقليمية، هي أيضاً مخترقة بشكل أو بآخر من تلك المخابرات؟؟

ثم لم توضح لنا يا سيد عن هدف تلك المخابرات بدعم تنظيم الدولة، ولم تخبرنا أيضأً عن الهدف السياسي للتنظيم نفسه؟

وهل الفكر التكفيري هذا جديد بين المسلمين أم قديم؟

وكيف تعامل الإمام علي رضي الله عنه مع الخوارج الذين كفروه وكفروا غيره ثم قتلوه وقتلوا غيره؟

فقال فيهم رضي الله عنه “إخوان لنا بغَوا علينا، ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه”

فأين الحكم الشرعي يا سيد في قتال فئة من المسلمين؟

وأين الدليل الشرعي يا سيد في قتالهم والدعوة إلى قتالهم مهما كان الرأي فيهم؟

ولمصلحة من قتال هؤلاء يا سيد؟

وكيف تميّز هؤلاء عن غيرهم من المقاتلين المسلمين؟

وما أفق القتال معهم ومع غيرهم في سوريا والعراق ولبنان، وقد تُفتح جبهات غيرها دون أن تكون المسيطر على الأمر في التخطيط وفي الأهداف النهائية التي ستكون لصالح الدول الغربية أولاً وبعض الدول الإقليمية ثانياً عندما تصل إلى مبتغاها في جعل المسلمين أعداءً لبعضهم البعض، وتسيل الدماء بينهم ويزداد الحقد حتى يعتبر كل واحد منهم الآخر عدواً لا يتسامح معه، ما قد يفعله مع العدو الحقيقي، الغرب الكافر وكيان يهود.

ثانياً: أما قولك يا سيد إن الدول الغربية وإسرائيل يغضان الطرف عن تمدد داعش وتموينها وسيطرتها على منابع البترول وبيعه وتسويقه، فنحن نشاركك الرأي في ذلك ولكن نسألك بصراحة سؤالاً واضحاً لتكتمل الصورة التي أضأت على نصفها ولم تلاحظ أن الدول الغربية نفسها ومن ذكرت معها سكتت عن دخول مقاتلي حزبك إلى سوريا لمساعدة حاكمها خوفاً عليه من السقوط، ولا زالت ساكتة عن قتال حزبكم هناك طالما أن هذا يؤجج النار التي يريدها الغرب ويزيد العداء والدم والثأر بين المسلمين، منعاً للم شملهم في دولة واحدة قوية لا تميّز بين المسلمين وتعامل غير المسلمين بعدل الإسلام.

فكيف تفسرون لنا يا سيد سكوت أميركا والغرب وكيان العدو عن تحرككم وقتالكم في سوريا وفي كل مكان؟ هل فكرتم في ذلك حقاً؟ وهل هذا تقاطع مصالح بينكم كما يقول بعضكم؟ أفيدونا وخاطبوا عقولنا بعد الدليل الشرعي.

ثالثاً: أظهرتم يا سيد خطر تنظيم الدولة ووحشيته على المسلمين أولاً وعلى غيرهم بعدها وعلى كل العالم بعد ذلك، واعتبرتم أنه العدو والخطر الحقيقي الداهم قبل أي عدو وخطر آخر، ووجوب حشد كل الطاقات من الجميع لقتالهم بلا هوادة.

أما نحن وإن كنا نعتقد أن ما يقوم به هؤلاء أو ما يقال عنهم يهدف إلى تشويه الإسلام كنظام للحكم، بنظر المسلمين أولاً ثم عند غير المسلمين، خوفاً من قيام الدولة الإسلامية العادلة والجامعة التي تأخذ قيادة العالم من الغرب وتعيد الحقوق لأصحابها.

نحن نعتبر الغرب الكافر ومعه كيان العدو وكل المستعمرين شرقاً وغرباً نعتبرهم العدو الكبير والأساسي الذي يجب استئصاله من بلادنا وقطع رأسه ويده حتى لا تمتد إلى بلادنا لنهبها، لذلك لا بد من توضيح من يكون العدو الحقيقي الذي يجب قتاله ومن لا يجب قتاله من أبناء الأمة مهما بغى علينا، ودعوته للإلتزام بالإسلام وأحكامه ودعوته إلى التعقل وعدم الولوغ في دماء المسلمين وغيرهم. فكان الأولى يا سيد أن تمد يدك للمخلصين من أهل سوريا للتخلص من طاغيتها بدل الوقوف معه في وجههم لمنعهم من إزالته.

وكان الأولى أن تدعوهم كغيرهم لقتال كيان يهود لتعيد البوصلة إلى جهتها الصحيحة حسب رأيك، ونحن لا نمانع بذلك، ولكن نعتقد أن الأجدر والأفضل عند كل مسلم مخلص واعٍ أن يدعو الجميع لإقامة حكم إسلامي جامع بدل التقاتل معهم على قرية هنا أو شارع هناك لا يستفيد منه سوى عدو الأمة.

الأجدر بنا جميعاً يا سيد حسن أن نضع أيدينا مع بعضنا البعض للعمل لإقامة الدولة الإسلامية التي طلبها منا رب العالمين، وأن يكون عدونا الأكبر هو أميركا ومن يعاونها في الوقوف في وجه إقامة هذه الدولة المباركة التي فيها العدل والرحمة والسعادة في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

فإلى هذا ندعوك يا سيد أنت ومن معك وأدعو غيرك ممن يقاتلك وتقاتلهم حتى نحقق قوله تعالى ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا﴾ وبهذا يكون رضاه سبحانه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد جابر
رئيس لجنة الإتصالات المركزية في حزب التحرير / ولاية لبنان