خبر وتعليق شركة تبغ أمريكية تسيء إلى الأطفال الإندونيسيين
الخبر:
نشر ميشيل سوي في 18 آب/أغسطس مقالة مصورة في مجلة تايم توثق مشكلة التدخين المتزايدة بين الأطفال في إندونيسيا. حيث إن المزيد من التحقيق قد كشف عن لقطات فيديو على شبكة الإنترنت مثيرة للقلق، إذ إنها تظهر اثنين من الأطفال المدمنين على علبتي سجائر يوميًا.
وقد قال سوي: “الاقتصاد الإندونيسي يعتمد على صناعة التبغ والتي أثبتت أنها مربحة للغاية. والكثير من الإندونيسيين يكسبون قوتهم من خلال زراعة التبغ، ويعيشون حياة تحيط بها السجائر في سن مبكرة. وأنظمة التدخين في إندونيسيا قليلة وغير مترابطة، ومن المألوف أن ترى الأطفال يدخنون السجائر في الحافلات العامة في طريقهم من وإلى المدرسة”.
التعليق:
إن طبيعة العولمة الرأسمالية غير الأخلاقية التي لا ترحم، وأساليبها التي تمتص الدماء وتستغل وتستنزف موارد أمتنا إلى آخر حد، وهذه الحقائق ليست مفاجأة بالنسبة لنا. لكن حقيقة أن زعماء المسلمين، مثل هؤلاء الذين في إندونيسيا، قد وقعوا عقودًا تسمح لشركات المافيا بالإساءة إلينا وحتى إنهم يسمحون لهم بتحقيق أرباح كبيرة على حسابنا، ولا يمكن أن نرضى بهذا الواقع مهما كانت الظروف.
فقد قال سوي: “إن الحكومة في الحقيقة لا تريد أن تنظم هذه الصناعة”، وقال: “إنها توفر لهم أموالًا ضخمة”.
إن الإعلان عن التبغ منتشر بشكل كبير في إندونيسيا. لقد تم عرض إعلان جديد على لوحات الإعلانات في منطقة الباهاسا وهو مسيء بشكل خاص، ويظهر هذا الإعلان شابين على باب حافلة متحركة يتمسكون بصديق متأخر عنهما. والشعار هو “الموت أفضل من ترك صديق. سامبورنا (العلامة التجارية للسجائر) هي صديق رائع”.
أستغفر الله! الحكومة تتواطأ بشكل واضح مع الشركات الغربية وتشترك معها في تدمير شبابنا ماديًا ومعنويًا! المسلمون لا يمكن أن يروجوا لحب وتعلق بالعالم المادي ويقدمون ملذاته على حب النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يقدموا ذلك على أن يكون أحدهم عبدًا لله سبحانه وتعالى.
إن تجاهل الحكومة الإندونيسية الصارخ لمستقبل مثمر للشباب الإسلامي القوي هو في خطر كبير مع وجود وباء التدخين هذا. وهذا الموقف يتعارض مع وجهة النظر الإسلامية للشباب كأبطال للحقيقة والأخلاق الحميدة، فضلًا عن كونهم مدافعين عن القرآن والسنة، ومدافعين عن مستقبل السياسة الخارجية للدولة. إن الخلافة عبر العصور التي كانت تستظل بظلها قد رعت وغذت طاقات الشباب الكبيرة من خلال الاستثمار في أنظمة تعليم على أعلى مستوى، وقد أنتجت قادة يحتذى بهم مثل الإمام الشافعي الذي كان عالمًا في الدين الإسلامي في سن العاشرة. والخلافة القادمة إن شاء الله لن تقبل بالتضحية بالأطفال الأبرياء من أجل تحقيق أرباح جشعة. وإن خليفة المستقبل سيتقي الله سبحانه وتعالى وسيفهم بشكل دقيق مسؤولية رعاية شؤون الأمة، ولن يسمح أبدًا للقوى الأجنبية بالسيطرة والتأثير على عقول فلذات أكبادنا. وفقط بعودة الخلافة سيكون شبابنا في حماية من مخاطر إضاعة الوقت وعادات الإدمان التي تضعفهم في كل ناحية من نواحي الحياة. وسيرى العالم قريبًا إن شاء الله اندحار الحكام الذين يسجدون للدولار ويهينون القرآن والسنة. ومع عودة نظام الحكم بما أنزل الله، فإن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستعيش في مجتمع يعزز ويمجد الفضائل الإسلامية في شبابنا، وسيغرس فيهم التقوى وحدة الذكاء، وينشئ منهم الشخصيات الإسلامية، وهذا لن يحدث إلا بوجود حكام يحتكمون لأمر الله سبحانه وتعالى. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير