خبر وتعليق قفازات الأمريكان بديلاً عن قفازات الإنجليز
الخبر:
أوردت صحيفة الأولى اليومية الصادرة في اليمن يوم الخميس 21 آب/ أغسطس الجاري في عددها 1091 خبراً بعنوان “صحيفة أمريكية: الحوثيون يهددون عملية الانتقال الديمقراطي في اليمن” جاء فيه “قالت صحيفة “الفايننشال تايمز” الأمريكية، أن الحوثيين يهددون عملية الانتقال الديمقراطي في اليمن؛ في إشارة إلى اعتصاماتهم التي بدأوها منذ الاثنين الماضي على مداخل العاصمة صنعاء. وفي ما يلي نص التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة بيتر ساليزبري من صنعاء وترجمه الزميل مهدي الحسني.
أشعلت الهجمات التي تشنها حركة المسلحين الشيعية في اليمن، والتي أصبح مقاتلوها على بعد 50 كيلومتراً من العاصمة، المخاوف من تجدد موجة الصراع الطائفي في شبه الجزيرة العربية.
ويبدي إسلاميون معتدلون ودبلوماسيون غربيون قلقاً متنامياً من أن تؤدي أي انتصارات يحققها الحوثيون مصحوبة بعودة ظهور تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب أن تؤدي إلى إشعال ذلك النوع من الحرب العرقية المستعرة التي تدور رحاها في دول أخرى في المنطقة. الأمر الذي من شأنه دفع السنة للجوء إلى العنف الذي ينتهجه تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش(، الجماعة الجهادية التي تخوض حربا طائفية في سوريا والعراق.
ويخشى مسؤولون غربيون ومحليون من أن يؤدي تصاعد العنف الطائفي إلى عرقلة عملية الانتقال السياسية المدعومة دولياً والتي تهدف إلى وضع نهاية لعقود من الصراع. وشهدت العاصمة الثلاثاء تظاهرات شارك فيها الآلاف من أنصار الحوثي، بعد يوم من الدعوة التي أطلقها زعيمهم لإسقاط الحكومة.)
التعليق:
إن الهدف الذي وضع لأجله برنامج الإصلاحات المالية والإدارية من قبل البنك الدولي في عام 1995م يتحقق الآن، وهو زعزعة النظام الحاكم في اليمن بقصد إبعاد رجال الوسط السياسي الإنجليزي الذي لم يذعن لمطلب إعادة فصل جنوب اليمن، واستبدال رجال من الوسط السياسي الموالي لأمريكا بهم، صاحبة مشروع انفصال جنوب اليمن، وفارضة حلول البنك الدولي على اليمن.
مما يعني أنها ترقب أعمال الحوثي عن كثب، وتريد أن تحصد ما زرعته يداها منذ 19 عاماً. فقد استغل الحوثي إعلان الحكومة ثالث أيام عيد الفطر عن الجرعة التي تضمنت رفع أسعار المشتقات النفطية، ودعا مع غيره إلى مظاهرات ضد إعلان الجرعة، إلا أنه واصل أعماله السياسية بالاعتصام منذ يوم الاثنين عند مداخل العاصمة صنعاء المختلفة، التي يهدف منها الضغط على النظام الحاكم كي يفسح له عن عدد من الحقائب الوزارية في الحكومة.
كما أرسلت أمريكا عرابها في اليمن جمال بن عمر مع بداية اعتصامات الحوثي على مداخل العاصمة صنعاء، كي يرسم الطريق للحوثي في المشاركة في الحكم بتجديد دعوته للحوار بين الحوثي والنظام الحاكم، التي أطلقها من نيويورك في أعقاب سيطرة الحوثي على مدينة عمران بالقتال في 8 تموز/يوليو المنصرم، فقد التقى بن عمر خلال الأيام القليلة الماضية مع هادي وحزب الإصلاح وسياسيين آخرين لإدخال الحوثي إلى الحكومة.
وكان هادي قد قام يوم الأربعاء 20 آب/أغسطس الجاري بإرسال لجنة رئاسية إلى صعده للقاء الحوثي، وعرض عدداً قليلاً من الوزارات عليه، فيما يطمح هو إلى عدد من الوزارات تساوي نسبة مشاركته في مؤتمر الحوار الذي عقد في آذار/مارس 2013م.
إن أقصى ما يمكن أن يقدمه الحوثي الذي يرسل للعالم بأنه سوف يحافظ على النظام الجمهوري، هو أن يستبدل سيطرة النفوذ السياسي الأمريكي بقفازة ملالي إيران بالنفوذ السياسي الإنجليزي السائد في اليمن بقفازه في المنطقة نظام آل سعود.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس