خبر وتعليق وقفة مع تصريحات هيغل وديمبسي بخصوص توسيع الضربات الجوية لتشمل الأراضي السورية
الخبر:
قال تشاك هيغل، وزير الدفاع الأمريكي، في مؤتمر صحافي: «نعمل على رسم استراتيجية طويلة المدى لمواجهة داعش»، واعتبر أن «الأسد هو الجزء الأساسي في الأزمة في سوريا».
فيما أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي أن هناك إمكانية لهزيمة داعش إذا تمت مهاجمة هذا التنظيم المتطرف في سوريا وليس في العراق فقط. لافتاً إلى إنه «يمكن هزيمة داعش إذا تمت معالجة الأزمة السورية».
التعليق:
منذ مدة، وأمريكا تعمل على تهيئة الرأي العام وإيجاد المبررات لتوسيع عملياتها وضرباتها لتشمل الأراضي السورية، وخاصة بعد معلومات تفيد بأن مطالبة رئيس الائتلاف هادي البحرة بالتدخل الدولي جاءت بأمرٍ من السيد الأمريكي، وليس صدفة أن تبدأ الضربات بعيد هذه المطالبة، والذريعة جاهزة دوماً، “محاربة الإرهاب”، الشعار الذي تتستر أمريكا خلفه لضرب الثائرين المخلصين على أرض الشام، من أي فصيل كان، حتى لا يكونوا عقبةً في وجه الوصفة الأمريكية للحل في سوريا، والذي يتلخص بإبعاد الطاغية واستبدال من هو على شاكلته به، مع الإبقاء على النظام بكل إجرامه ومجرميه جاثمين على صدورنا، بعد أكثر من نصف مليون شهيد رووا بدمائهم الزكية أرض الشام الطاهرة. وهو عين ما قصده هيغل بقوله: «الأسد هو الجزء الأساسي في الأزمة في سوريا»، أي دفع الأمور إلى مزيد من التعقيد والصعوبة والتضييق المنظم، ليرضخ أهل الشام للتفاوض مع الطاغية لتأمين مخرج آمن له بعد كل جرائمه ومدخل آمن آخر لعميل أمريكي جديد يكمل مسيرة سابقه. ومما يؤكد التنسيق الأمريكي الكامل مع طاغية الشام ما صرح به غراب الإعلام السوري عمران الزعبي من “أنه لن يحدث أن تهاجم الطائرات الأميركية أهدافا داخل سوريا دون موافقة الحكومة السورية” وأن “بلاده لن تغلق بابا للتعاون في مواجهة الإرهاب…”!!
وإننا نحذر كل من قد يهيأ له، ولو للحظة قاتلة، أن الخلاص بأيدي أعدائنا عبر التدخل الدولي، إذ هم الذئاب علناً بعد أن صار لعبهم على المكشوف، لم يدخلوا قط بلداً إلا دمروها بحقد أسود، وما النتائج الكارثية للتدخل الدولي في العراق وأفغانستان والصومال عنكم ببعيدة، فأمريكا والغرب وأدواتهم هم من ساندوا الطاغية وأمدوه بأسباب الحياة كي يلغ في دماء أهل الشام.
من أجل ذلك فإننا نتوجه إلى الثوار كافة، بما فيهم من كتائب وألوية وفصائل مخلصة، أن يوحّدوا جهودهم موقنين أن بأيديهم خلاصهم لا بأيدي أعدائهم إن هم أخلصوا النية لله وعملوا لرفع رايته وتحكيم شريعته عبر دولة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون نظام الحكم فيها نظام الخلافة.
قال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ناصر شيخ عبد الحي
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير / ولاية سوريا