Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الخلافة حامية حمى المسلمين

الخبر:

نقلت وسائل الإعلام العالمية المختلفة، خبر إعلان أبو بكر شيكاو بلدة غوزا في مقاطعة بورنو شمال شرق نيجيريا جزءاً من الخلافة الإسلامية، معلنا أنّ غوزا لا علاقة لها بنيجيريا بعد الآن. وفي خبر متعلق بسقوط غوزا ذكرت الأخبار أنّ 11500 شخص قد فروا منها بعد استيلاء بوكو حرام عليها أوائل هذا الشهر.

 

التعليق:

تعني بوكو حرام بلغة الهوسا في نيجيريا التعليم الغربي حرام. تأسست الجماعة على يد المدرس ورجل الدين محمد يوسف في 2002، قتل محمد يوسف بعد اعتقاله من قبل قوات الأمن في 2009. خلفه في إمارة الجماعة محمد بن أبو بكر بن محمد شيكاو. ترى الجماعة، والتي تسمي نفسها جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، أنّ التعليم الغربي والثقافة الغربية هما سبب الفساد والإفساد في البلاد، ولذلك لا بد من محاربتهما. بدأت الجماعة بمهاجمة قوات الأمن، الكنائس، وأحيانا أخرى مدارس وبلدات وتوسع نشاطها بشكل ملحوظ.

أعلن قائدها اتباعه لتنظيم القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري، ثم قدم دعمه للبغدادي زعيم تنظيم الدولة ومن ثم “الخليفة” بعد إعلان التنظيم لخلافته المزعومة في العراق وسوريا، والآن يخرج علينا الرجل بإعلان بلدة صغيرة لم يسمع بها أحد جزءاً من الخلافة الإسلامية! لم يصرح عن أي خلافة يتحدث: خلافة البغدادي أم خلافة جديدة يسعى لتأسيسها في أرض الإسلام نيجيريا!

اللافت للنظر في أمر هذه الجماعة أنها قليلة التحدث عن نفسها، فلا نعلم لهم فكرا يطرحونه على الناس يريدون أن يجعلوا الأمة تتبناه، وإنما غالب الذي ينشر عنهم يأتي من جهة ثالثة أو نسمع لهم بهجمة هنا وضربة هناك ولا نسمعهم يتحدثون إلا نادرا. فمثلا الفيلم الذي أعلن فيه خبر ضم غوزا للخلافة الإسلامية وصل لفرانس برس، وقيل أن مدته 52 دقيقة نشر منه حتى كتابة هذه السطور سطر واحد! جل منتسبيها كما ينشر ممن تركوا التعليم، فلا مراكز ولا أموال لهم كعامة المسلمين في نيجيريا. ظهرت عليهم في الآونة الأخيرة علامات تسلح جيدة جدا، من عربات مدرعة وأسلحة متطورة تفوق في بعض الأحيان ما لدى الجيش النيجيري! فمثلا رفضت في الأسابيع الفائتة مجموعة من 70 جنديا نيجيريا المشاركة في عملية ضد بوكو حرام، مطالبين بتزويدهم بأسلحة متطورة. وورد على لسان أحد الجنود؛ نقلا عن فرانس برس، بوكو حرام تطلق النار علينا كالأرانب، لأنهم لا يعطوننا الأسلحة التي نحتاج إليها للقتال، لقد نفد صبرنا. كما صرح حاكم ولاية بورنو كاشيم شيتيكما أن أسلحة بوكو حرام أقوى من أسلحة الجيش. باختصار لا يلحظ المتابع لسير الجماعة فكرا وعلما شرعيا يطرحان بل قتل وتشريد وخطف وهدم وإهلاك للحرث والنسل من دون هدف ورؤية واضحة. إضافة لزيادة في العدة المادية العسكرية لا تتناسب مع كون الجماعة مضيقاً عليها أشد التضييق وملاحقة منذ سنوات. كما ونسمع عن تهاون للدولة في ملاحقتها وضربها والقضاء عليها. فبالرغم من وصول خبراء وجنود من أمريكا وبريطانيا مثلا للمساعدة في تعقب أثر أكثر من مائتي فتاة خطفتهم الجماعة في أبريل المنصرم، لم تفلح الجهود في تحريرهن، هذا إن صح وجود جهد حقيقي في هذا الاتجاه! إذن فأقل ما يقال أن الأمر مريب مريب!

الواقع السيئ المزري الذي عاشته الأمة الإسلامية بعد سقوط دولتها على يد عميل الكفار الإنجليز مصطفى كمال يدفعها في شتى نواحي العالم للسعي للتغيير. الغرب الكافر يحس بدنو أجل هذا التغيير ويحاول جهده منعه، ولكن هيهات! ولذلك وجب على العاملين للتغيير أن يدركوا أن شدة وحسن تمسكهم بالإسلام هو المنجي في وسط هذا الزحام، فلا مكان لديمقراطية كافرة ولا دولة مدنية ولا حريات، بل خلافة راشدة على منهاج النبوة وتقيد بحلال وحرام. ولمثل هذا فليعمل العاملون.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي