Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق هبة الرجل الواحد يجب أن تكون لنصرة الإسلام


الخبر:

ذكرت صحيفة المصري اليوم الصادرة الأحد 2014/8/24م، على نسختها الإلكترونية، دعوة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، العلماء والمثقفين والمفكرين، أن «يهبّوا هبَّة رجل واحد، في نَفَسٍ واحد؛ لكشف زيف الجماعات الإرهابية والانتحارية الضالة، وبيان عمالتها لتحقيق مصالح من يدعمونها ويمولونها ويقفون خلفها». وتشديده على ضرورة سرعة التنسيق بين قيادات الدول المستهدفة من الإرهاب، وعلى رأسها مصر، وإشادته بالتحركات الإيجابية في هذا الاتجاه من جانب الرئيس المصري، وثنائه على الملك السعودي، ثم قوله: «إذا أردنا أن نقضي على الإرهاب فلا بد أن نضع خطة محكمة لمواجهته، وأن نقف على حجم التحديات وطبيعة التحالفات الإرهابية، وليس شرطًا في هذه التحالفات أن تكون مكتوبة أو موقعة أو معلنة، ولكنها قد تكون ضمنية في ضوء ما يحقق أهداف جماعات وقوى الظلام والإرهاب ومن يدعمها أو يستخدمها لتحقيق مصالحه».

 

التعليق:

قد يتعجب البعض من ادعاء أمريكا محاربة الإرهاب، وإلصاقه بالإسلام رغم ما تقوم به هي من إرهاب، ورغم أنها أوغلت وتوغل في دماء المسلمين، ولكن الأعجب أن ترى من ينتسبون إلى الأمة، ويحسبون على الأزهر، ويظن فيهم البعض درايتهم بالعلم الشرعي، يرددون نفس العبارات من نفس المنطلق وبنفس المفاهيم، فكيف بربكم يكون ولاؤهم لغير دينهم، وعصبيتهم لغير أهليهم وإخوانهم في الدين والعقيدة؟!

قد نختلف مع بعض إخواننا لكننا أبدا لا نقبل بقتلهم، ولا نعين عليهم عدونا وعدوهم المتربص بنا وبهم، ولا نضع يدنا أبدا في يد قاتليهم، إن هذا ما يمليه علينا ديننا وعقيدتنا، والتي عرفت لنا ما هو الإرهاب، فليس إرهاب أعداء الله ورسوله بجريمة، بل الجريمة الخنوع والركون لهم ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.

وإننا نقول لوزير الأوقاف، يجب أن تكون دعوة المفكرين والمثقفين والعلماء، وهبتهم للعمل مع الأمة وتوعيتها على ضرورة أن تستأنف حياة إسلامية من خلال خلافة على منهاج النبوة! وليس للحيلولة بين الأمة وبين من يحاولون توعيتها على حقها في أن يحكمها الإسلام؟! إن الأولى بك يا وزير الأوقاف وبأمثالك ممن يظن بهم العلم، أن تكون عونا لإخوانك ناصحا لهم في ذات الله، وأن يكون مقياس حكمك عليهم التزامهم بأحكام الشرع، لا أهواء الحكام الذين تمتدحهم وتسير في كنفهم، وتطمع في عطائهم، أليس هذا ما يأمر به القرآن الكريم الذى لا ريب تحفظه كله أو جله؟! ﴿اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾، يا وزير الأوقاف إن ثورات الأمة فاضحة كاشفة، تسقط الأقنعة وتظهر خبايا النفوس، وتميز الناس بحول الله إلى صفين، فاختر لنفسك يا مسكين، إما أن تقف في صف الحق أو الباطل، إما أن تكون ومن تدعوهم دعاة على سبيل الله، أو دعاة على أبواب جهنم، وليكن ثناؤك على أهل الحق، لا على حكام حاربوا الله ورسوله.

يا وزير الأوقاف، إن دعوة العالم يجب أن تكون لما تحمله من عقيدة، وما انبثق عنها من أحكام، فأين أنتم من هذه الدعوة؟! وما موقعكم منها؟! وكيف ستلقون الله عز وجل بعد ما سال من دماء المسلمين ويسيل؟! وبعد ما انتهكت من أعراض المسلمين وما ينتهك؟! إن أوجب واجب عليكم أن تحملوا الدعوة إلى استئناف الحياة الإسلامية من خلال خلافة على منهاج النبوة، تحكم بالإسلام كاملا غير منقوص، عوضا عن الانضباع بثقافة الغرب وأفكاره، وبدلا من الاصطفاف في صف أعداء الإسلام، المنفصلين عن واقع الأمة، المغردين خارج السرب، غير ملتفتين لأمة تتوق لعدل لن يأتيها إلا بالإسلام وأحكامه، فكونوا في صف الأمة، روادا صادقين لها، قبل أن تطأكم بأقدامها في طريق نهضتها، فالأمة لن ترحم من خذلها وخدعها، فسارعوا وضعوا أيديكم في يد المخلصين من أبنائها، عاملين معهم لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، تحقق العدل الذي ترتضيه الأمة وتتوق إليه، واعلموا أن في هذا عز الدنيا وكرامة الآخرة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى هاشم زايد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر