خبر وتعليق الدولة المدنية دولة جباية لا دولة رعاية
الخبر:
أوردت إذاعة “إم إف إم” (MFM) التونسية خبرا بعنوان “الستاغ تقرر قطع الكهرباء على حرفائها الرافضين لخلاص فواتيرهم”، وفي ما يلي تفاصيل الخبر:
قررت الشركة التونسية للكهرباء والغاز قطع خدماتها من نور كهربائي وغاز عن الحرفاء الرافضين لخلاص ما تخلّد بذمّتهم من ديون لفائدة الشّركة بعد أن استوفت جميع الحلول الصُّلحيّة والقانونية لحثّهم على خلاص كلفة الاستهلاك. كما دعت الحرفاء من الأسر والصناعيين والإدارات العمومية والجماعات المحلية والجمعيات المائية إلى التوجه إلى أقاليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز وتسوية وضعياتهم حفاظا على الشركة كمؤسسة مواطنة لمواصلة إنجاز برامجها الاستثمارية في الكهرباء والغاز.
التعليق:
في ظلّ تحكّم النّظام الرأسمالي الجائر والظّالم في حياة البشر، لا يزال الخناق يضيق يوما بعد يوم على أمّة الإسلام، فهذا النّظام جاء ليخدم مصالح الأغنياء على حساب الفقراء والدول العظمى على حساب الدول الضعيفة.
فها هي الأمّة الإسلامية مستضعفة ومستباحة من طرف البلدان الرأسمالية الاستعمارية تنهب ثرواتها مقابل ثمن بخس لا يكفي أن يفي بحاجة أصحاب الحقّ في هذه الموارد، فتضطرّ الدول العربية إلى شراء حاجتها من الطاقة ومن المواد الأوليّة من السوق العالمية بأثمان باهظة مما يجعلها تفرض على أهلها إتاوات وضرائب ما أنزل الله بها من سلطان تثقل كاهل البلاد والعباد فتنغّص عليهم حياتهم وتزيدهم هموما على هموم.
لن يخلص المسلمون من هذا الوضع المرير ولن تتحسّن معيشتهم إلّا بإقامة دولة الإسلام دولة الرعاية والكفاية والرّفاه، فلا جباية في الإسلام فالدولة هي المسؤولة عن رعيّتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الإمام راع وهو مسؤول عن رعيّته… »، وهي المسؤولة عن توفير الحاجات الأساسية للعيش الكريم من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وصحة وتعليم وغيرها مما تستقيم بها الحياة ويعيش الإنسان متعفّفا.
فالطاقة الكهربائية والغاز أصبحا من ضروريات الحياة وبالتالي على الدولة توفيرها لرعاياها دون منّ منها لأنّها ملكيّة عامة لجميع الناس كما قال صلّى الله عليه وسلّم «الناس شركاء في ثلاث، الماء والكلأ والنار».
لا حلّ للمسلمين خاصة وللإنسانيّة عامة للخلاص من هذا النظام الفاسد وضمان حياة كريمة مقابل هذه المعيشة الضنكا التي يعيشونها إلّا بالعمل مع العاملين المخلصين لاستئناف الحياة بالإسلام بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة.
قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ [طه: 124-125]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو الأرقم – تونس