Take a fresh look at your lifestyle.

سلسلة قل كلمتك وامش صفعة قديمة جديدة

 

        صفق الأزلام المأجورون كثيرا ً لبطرس الناسك أوباما حينما خطب في جامعة القاهرة، عاصمة صلاح الدين الذي حرر القدس واسترجعها من الصليبيين المحتلين الذين دنسوها وجعلوا من المسجد الأقصى المبارك اصطبلا ً لخيولهم.

          لقد ظن المغفلون من أبناء هذه الأمة المنكوبة بأقزام يحكمونها نيابة عن الكافر المستعمر، ظن هؤلاء أن أوباما قد جاء لإنصافهم وإرجاع الحقوق في فلسطين لأهلها.

         بالأمس وقف نتنياهو رئيس وزراء الكيان اليهودي المحتل معلنا ً خطته للسلام الذي يركض وراءه المتسولون من الحكام الخونة الذين باعوا دينهم وبلادهم وأمتهم للأعداء، فبعد أن اختزل هؤلاء الأقزام القضية من قضية احتلال واغتصاب لفلسطين الأرض المقدسة التي بارك الله – سبحانه وتعالى- فيها إلى قضية مستوطنات وحواجز وجدار عزل وإلى أماكن مقدسة في القدس والإشراف عليها إلى غير ذلك من الأمور التافهة التي لا يرضى بها عاقل مخلص لله ولرسوله ولعامة المسلمين.

          أقول وقف رئيس وزراء الكيان المغتصب لفلسطين وأعلن خطته للسلام التي بصقها في وجوه جميع المنادين بالسلام من العرب مع اليهود.

         إن قضية فلسطين ليست قضية مستوطنات ولا حدود ولا جدار عزل إلى غير ذلك من الأمور التي يتلهى بها الأقزام من سياسيي العالم العربي.

         إن قضية فلسطين هي قضية أرض اغتصبتها الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين وأهدتها لبني يهود ليقيموا كيانا ً لهم، يكون خنجرا ً مسموما ً في خاصرة العالم الإسلامي تحركه الصليبية متى شاءت لتمنع وحدة المسلمين من جديد وعودة دولة الخلافة الراشدة التي ستتولى قيادة العالم حاملة له الرحمة والأمان وتأخذ بيده إلى شاطئ الأمان.

         لقد تعرض نتنياهو إلى عدة أمور أساسية من وجهة نظره ووجهة نظر من هم على شاكلته من العرب متسولي السلام، ونحن نستعرض بعضا ً من هذه الأمور والتي يراهن عليها هؤلاء المتسولين.

         أول هذه الأمور هو موضوع الدولة الفلسطينية، هذه الدولة التي قررتها الأمم المتحدة في قرار التقسيم والتي هي عنوان المشروع الأمريكي للحل وإيجاد الصلح بين العرب واليهود.

          قرر نتنياهو معالم هذه الدولة بأنها لا تزيد على أن تكون مخترة يترأسها مختار يسمى رئيسا ً ويكون له علم ونشيد وطني وغير ذلك من المظاهر الكاذبة، أما حقيقة الأمر فهي لا شيء حيث أن المختار لا سلطة له على الحدود أو الأجواء أو المياه أو أي مشروع اقتصادي معتبر، وهذه الدولة يجب ألا يكون لها جيش وإن وجد فهو منزوع السلاح، وكل ما فيها كتائب أمن مدربة تدريبا ً جيدا ً لحفظ أمن منطقة المختار، والأهم حفظ أمن كيان اليهود باعتقال أو قتل كل من تحدثه نفسه أن يعبث بأمن اليهود، واليهود ينامون هادئي البال مطمئنين ينعمون بالأمن والأمان نتيجة جهود رجال الأمن الفلسطيني التابع للمختار.

         وكذلك تعرض نتنياهو إلى مدينة القدس وأعلن أنها ستكون دائما ً موحدة وعاصمة أبدية لكيان اليهود، وتنازل وتصدق على أهلها المسلمين بالسماح لهم بحرية العبادة تحت رعاية الجيش الإسرائيلي، والشرطة الإسرائيلية يسمحون لمن يشاؤون ويمنعون من يشاؤون، نعم هذا ما يريده نتنياهو لمدينة القدس، أن تبقى يهودية وتحت السيطرة اليهودية التامة.

         أما بالنسبة للاجئين الموجودين في الشتات، والذين هجروا من فلسطين بشتى الطرق والأساليب فلا عودة لهم إلى ديارهم وأملاكهم المسلوبة في فلسطين، وطلب أن تحل قضيتهم في البلدان التي هاجروا إليها، وكذلك لم يتطرق إلى الشق الآخر من موضوع اللاجئين وهو التعويض لمن لا يريد العودة أو يرضى أن يعيش حيث هو خارج فلسطين.

         وبكل صفاقة وعنجهية خاطب حكام الدول العربية وطلب منهم القدوم إلى أرض إسرائيل لزيارتها والتفاوض حول أي موضوع يريدون وأنه أبدى استعداده لزيارة أي عاصمة عربية والتفاوض مع مسؤوليها وإنهاء حالة الحرب معهم.

         والأخطر من كل ما فات هو أنه اعتبر فلسطين من النهر إلى البحر هي أرض إسرائيل المقدسة وأن اليهود يقطنونها منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة وأن المسلمين دخلاء عليهم في فلسطين ووجودهم فيها لا يزيد عن ألف وأربعمائة سنة تقريبا ً، ولذلك لا حق للمسلمين في أرض إسرائيل التاريخية ويجب أن تكون خالصة لليهود وباعتراف المسلمين في فلسطين وخارج فلسطين بأن الكيان الغاصب دولة يهودية خالصة لا يشاركهم فيها أحد.

          إن ما تقدم هو بعض ما ورد في خطاب نتنياهو الذي انتظره العالم لأكثر من أسبوعين، أما ردود فعل أقزام سلطة أوسلو فإنهم قاموا ولم يقعدوا وبدأوا يطلبون من الأمريكان وأوروبا التدخل لوقف هذا الاستهتار بالعالم، وبدأت الأوصاف من متطرف وصهيوني وعنصري إلى غير ذلك من الأوصاف تنهال على نتنياهو.

         إن رجال سلطة أوسلو ومن خلفهم حكام الدول العربية وجامعة الخيانة العربية بدل أن يعلنوا وقف جميع مناهضات السلام وإعلان المقاومة ضد هذا الكيان بشتى أنواعها، والحكام يحركون جيوشهم النائمة ويخرجون أسلحتهم التي أكلها الصدأ بدل من هذا وذلك صاروا ينتظرون رد فعل أوباما وردود فعل أوروبا على هذا الخطاب، حتى أن أحد هؤلاء الحكام وبدل أن يفتح المعابر ويمد أهل غزة بما يحتاجونه لاستمرار مقاومتهم لليهود وقف ليعلن أن اليهود لن يجدوا من يتعاون معهم بناء على ما ورد في الخطاب.

         حقيقة أن أزمة أمتنا وبلاءها في حكامها الرويبضات الخونة، ولولا هؤلاء الحكام لما قامت لإسرائيل دولة ولما استمر وجودها إلى الآن، فبقاء دولة اليهود مرهون ببقاء هذه الأنظمة العميلة التي تحمي كيان يهود.

         وختاما ً أسأل الله تعالى أن يعجل بنصره لإزالة هذه الأنظمة العميلة وإحلال الخلافة الراشدة محلها لتطهر البلاد والعباد من دنس اليهود والمشركين إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 أخوكم، أبو محمد الأمين