خبر وتعليق اقتربت ساعة الصفر
الخبر:
وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء إلى بغداد في زيارة مفاجئة؛ ليلتقي مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لبحث تشكيل ائتلاف دولي يحارب تنظيم “الدولة الإسلامية”. وتنظم فرنسا الاثنين المقبل “مؤتمرا دوليا” في باريس؛ لبحث الوضع الأمني في العراق بهدف “دعم جهوده” في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
التعليق:
إنّه لأمر مثير للسخرية، كيف أن وزير خارجية أمريكا العجوز يصول ويجول في مشارق الأرض ومغاربها، لعقد الصفقات التجارية، وتأمين الأموال لدولته التي ستزول قريباً بإذن الله، والتآمر من أجل الحفاظ على مصالحها. فيمضي هذا الوزير – الذي كان من الجنود الذين أثخنوا في القتل في فيتنام – وقته في بلاد المسلمين أكثر مما يمضيه في بلده. وها هو الآن يتآمر على هذه الأمة بتعاون وثيق وقوي مع حكام المسلمين الضرار، فيتآمر على الثورة المباركة في الشام، وينفخ في فقاعة الدولة من أجل حشد الأموال والدعم لمجابهة الحرب التي أنهكت حكومته ودولته على مدار ثلاث سنين طوال من سفك الدماء بأيدي الأسد، وحزب إيران، بتحالف وثيق بينه وبين تركيا.
إنّ ما تدركه أمريكا وتخشاه هو أن هذه الثورة ستلد مارداً عظيماً يملك ما تحت أقدامها بإذن الله. كأن الأمر وصل إلى ساعة الصفر، والأيادي التي تلطخت بدماء الشهداء، من حكومة المالكي وأردوغان، وقوات البيشمركة، وحزب إيران في لبنان قد أصبحت بلا حول ولا قوة، فاستصرخت أسيادها من أجل نجدتها، فينكشف اللثام عن وجوه اللئام. ولا بدّ أن يكون للغرب كي يتدخل مسمار جحا يعلق عليه سبب قدومه وضربه للمسلمين، وانتهاكه أجواء وحرمات كل دولة أو قطر.
أما فرنسا التي استشهد على أيديها مليون شهيد في الجزائر، فقد أصبحت بين ليلة وضحاها مدافعة عن حقوق الإنسان. إن فرنسا قد طُردت من سوريا بعد احتلالها في بداية القرن العشرين، وطردت من الجزائر، تريد الآن أن تكون أداة وحربة تقاتل المسلمين بمّسمى جديد قديم هو “الإرهاب”، مع أنها هي وأمريكا والغرب كله هم الإرهاب الحقيقي وصنّاعه. إنّ الغرب الكافر يريد للأمور أن تسير وفق هواه ورغباته، فيصنفون الأفعال كما يريدون، ويطلقون الأوصاف كما يحبون، وهم عن الحق بعيدون.
إن الغرب الكافر، وعلى رأسه أمريكا، يعلم علم اليقين أن الأحداث تسير على عكس ما يشتهي، وتتسارع بشكل غير مقيد أو منضبط، ويرى أن خططه تنقلب عليه بفضل ثورة الشام المباركة، لهذا لا ينام منشغلاً في تأجيل آخرته لو استطاع، فهو على يقين بقدوم المارد العظيم، الذي سيسترد ما ينعم به من خيرات هي حق للمسلمين. إن الأمور بحمد الله تسير نحو نصرة هذا الدين، والتمكين لحملته بإقامة دولة الإسلام وحكم العالم بما حكم به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف