خبر وتعليق إغلاق المراكز الإيرانية دراما سياسة الواقع المتأرجح
الخبر:
نشرت صحيفة الانتباهة السودانية أن قرار الحكومة إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية وجد ارتياحاً وصدىً واسعاً لدى أعداد كبيرة من المواطنين، وفي مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر والواتساب» تبادل عشرات الآلاف من الناس الرسائل احتفاءً بإغلاق المراكز.
أما التيارات الإسلامية فقد تنافست على تقديم التهاني والدعم للقرار؛ منها مجمع الفقه الإسلامي والمجمع الصوفي والرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان وأصبح حديث الجمعة هذه الأيام عن الشيعة والتشيع. وكتبت صحيفة المجهر عن الزيارة التي قامت بها جماعة أنصار السنة المحمدية إلى وزير الخارجية علي كرتي لمباركة إغلاق المراكز الإيرانية وأنهم على استعداد لأي عمل يقود إلى تحسين العلاقة مع السعودية. وفي ذات السياق قال رئيس اللجنة السياسية بجماعة أنصار السنة المحمدية محمد أبوزيد لـ«إس إم سي» إن غلق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم يفتح الباب واسعاً للتعامل مع دول الخليج العربي، والتي أبدت في عدة مناسبات قلقها من أنشطة تلك المراكز، مؤكداً أن الخطوة ستمهد لعودة العلاقات السودانية – الخليجية إلى سابق عهدها.
التعليق:
إن ردة الفعل وتداعيات هذا القرار من قبل البسطاء من الناس ومن بعض تيارات العمل الإسلامي لتكشف عن خطورة الآلة الإعلامية ومقدرتها على حشد الناس وتجييشهم وسوقهم في الاتجاه الذي تريده، فالحكومة اتخذت هذا القرار انسياقا وراء المشروع الإجرامي الذي تقوده دول الغرب الكافر لتمزيق الممزق وتفتيت المفتت من بلاد المسلمين على أساس طائفي (سنة وشيعة) ومن جهة ثانية تتقرب الحكومة من دول الخليج والسعودية لعلها تحصل على بعض فتات موائدها. هذه هي حقيقة قرار الحكومة. أما خداعها وتضليلها للناس فسببه حديثها وحديث المضللين عن الأمن الفكري وعن انحرافات الشيعة والترويج بعدة وسائل لذلك.
إن قرار الحكومة هو قرار صادر عن مؤسسة واقعية، وهو قرار واقعي لا يمت إلى المبدئية بصلة، والدافع إليه هو القيمة المادية لا القيمة الروحية. فهلا أدرك المسلمون المخلصون ذلك؟
إن دولة الإسلام هي حامية العقيدة والحارس الأمين لمعتقدات المسلمين والتي تسن القوانين لحفظ عقيدة رب العالمين نقية بيضاء كما جاء بها المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم، وتحد حدوداً ويهابها المضللون فيزع الله بها ما لا يزع بالقرآن؛ وذلك لأنها دولة مبدئية وليست دولة واقعية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب / غادة عبد الجبار