خبر وتعليق الحفاظ على حدود سايكس بيكو أهم أهداف الغرب في حربه على الإسلام
الخبر:
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مخاطباً الرئيس العراقي فؤاد معصوم: “إننا متضامنون معكم لأنكم تواجهون عدوا لا يعترف بالحدود”.
وكان مجلس جامعة الدول العربية قد عقد اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية، في دورته العادية الـ142، في القاهرة يوم الأحد الماضي، وأعدّ الوزراء مشروع قرار لمواجهة تنظيم الدولة، وتبنوا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170، بحسب موقع العربي الجديد.
وشدّد المشروع على ضرورة: “الالتزام باحترام وحدة وسيادة العراق وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والحفاظ على استقلاله السياسي، ودعمه في العملية السياسية، وفي مواجهة التنظيمات الإرهابية.”
التعليق:
إنّ حديث الرئيس الفرنسي للرئيس العراقي عن سبب تدخل فرنسا في العراق لمحاربة تنظيم الدولة هو كون العدو الذي تريد فرنسا وأمريكا وبريطانيا محاربته لا يعترف بالحدود التي رسمتها فرنسا مع بريطانيا في العام 1916 في اتفاق سايكس بيكو.
والجامعة العربية التي هي صنيعة الاستعمار البريطاني والتي تُمثل الدول العربية والتي هي صنائع هزيلة للدول الاستعمارية بعد منحها استقلالاً شكلياً هي الأخرى تُبرر مشاركتها في الحرب ضد تنظيم الدولة بقولها أنها تريد الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله السياسي لكي لا تسقط الدولة العراقية تحت خطر هذا التنظيم، وتُزال حدودها، وقد يتعدى ذلك الزوال بقية الدول العربية.
إنّ الغرب يُحارب العالم الإسلامي لسببين اثنين هما:
1 – محاربة الإسلام تحت ذريعة محاربة الارهاب، ومحاولة منع ظهور دولة إسلامية حقيقية في المنطقة تُطبق الشرع الإسلامي، وضرب فكرة الجهاد في سبيل الله..
2- الحفاظ على حدود سايكس بيكو، ومنع تغيير الحدود بكل ما أوتوا.
وتسعى أمريكا التي تقود عملية التدخل العسكري من خلال استراتيجيتها الجديدة في بناء تحالفها لمقاتلة من تصفهم بالإرهابيين لضرب المسلمين في العراق والشام، إلى تحويل تنظيم الدولة إلى فزّاعة جديدة لتخويف دول الشرق الأوسط، وجعلها ترتمي في أحضانها إلى ما لا نهاية.
وهي بهذه الاستراتيجية لن تخسر شيئاً، فهي تُقاتل المسلمين بالمسلمين، وعلى الأراضي الإسلامية، وبأموال المسلمين، فلن تستخدم جنودها في القتال الأرضي، إنّها تقصف من الجو فقط، وتكلفة الصواريخ التي تقذفها، والوقود الذي تستهلكه طائراتها مدفوع سلفاً.
فهي تتدخل في بلادنا، وتنتهك سيادة أراضينا، وتُحافظ على تمزيق وحدتنا، وتستنزف ثرواتنا، وتُثير الفرقة والبغضاء بين الشعوب الإسلامية الواحدة، بينما يُرحب بها قادة دولنا العملاء، فيلتزمون أوامرها، ويُنفذون تعليماتها.
لو كان هؤلاء القادة يملكون ذرة من وعي أو إخلاص لما قبلوا البتة بأي تدخل أجنبي في البلاد الإسلامية التي يحكمونها، ولحلّوا مشاكلهم بأنفسهم كما تفعل كل الدول المستقلة، لكن عمالة الحكام، وهشاشة الدول، وانعدام الوعي السياسي، هي من الأسباب الرئيسية التي سمحت للدول الاستعمارية بالتمدد في بلادنا، واتخاذها مرتعاً ومسرحاً لنشاطاتها السياسية القذرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني