خبر وتعليق انطلاقا من فكرة الإرهاب ووحشية الدولة، أمريكا وبريطانيا ومعها وخلفها قادة العرب يتّحدون لمحاربة “الدولة الإسلامية” (مترجم)
الخبر:
ذكرت الأسوشيتدبرس في الثامن من أيلول 2014، أن الأمين العام للجامعة العربية يحث الدول الأعضاء على مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقد دعا رئيس الجامعة العربية أعضاءها إلى مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام “عسكريا وسياسيا”، ما يعتبر نداء واضحا صريحا لمشاركة عسكرية في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس باراك أوباما لكشف النقاب عن خطته الهادفة إلى وضع حد للمتطرفين.
ومن الممكن أن تشكل الجامعة العربية التي تضم 22 دولة عضوا داعما بالغ الأهمية في الشرق الأوسط لجهود أوباما ومحاولاته تكوين حلف دولي لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام الجماعة المتسلطة التي غزت بعض المناطق في العراق وسوريا، مرتكبة جرائم كقطع الرؤوس والإبادة الجماعية لزرع الإرهاب في المنطقة.
وبالفعل فقد وافقت قوات حلف النيتو على تولي أمر الجهاديين.
وقال نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، بأن ما هو مطلوب من الدول العربية كان “قرارا واضحا وحازما لمواجهة شاملة واسعة” مع جماعات “إرهابية سرطانية”. والجدير ذكره بأن الجامعة العربية تضم في عضويتها مصر والسعودية والأردن ولبنان وقطر والإمارات العربية المتحدة.
التعليق:
في الرابع من أيلول 2014، وخلال قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز، أظهر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موافقته على مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية القتال ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وقبل ذلك، كان الرئيس باراك أوباما قد عقد محادثات مع الملك عبد الله عاهل الأردن لبحث سبل مكافحتها. وفي اليوم الذي تلى قمة حلف النيتو أي في الخامس من سبتمبر 2014 عرض المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي دعمه ومساعدته للولايات المتحدة الأمريكية في تصديها ومواجهتها للدولة الإسلامية في العراق والشام. وها نحن الآن نسمع عن دعوة من الجامعة العربية تحث فيها الدول الأعضاء على مواجهة خطر ذات الجماعة.
والسؤال الآن هل يمثل “تنظيم الدولة” تهديدا حقيقيا وخطرا عظيما على الولايات المتحدة وأوروبا والعالم؟ فإن كانت كذلك فلماذا أرسل بعض المئات فقط من المستشارين العسكريين الأمريكيين إلى العراق في آب وفي ذات الوقت لم يُتخذ أي إجراء متعلق بالواقع السوري خلال السنوات الماضية؟ ثم لماذا رأينا تسليطا إعلاميا كبيرا من قبل وسائل الإعلام الغربية على إظهار وترويج قصص الوحشية والظلم الذي تنتهجه “الدولة” للعالم؟
إن الحقيقة الواضحة تظهر بأن الأمر ليس متعلقا بـ “تنظيم الدولة” بحد ذاته. بل هو مخطط غربي جديد يراد الترويج له لإظهار الوحشية والقسوة والعنف والصورة السلبية المنفرة عن الإسلام. وقد فشلت أمريكا مع الجيش السوري الحر في سوريا. وعلى الرغم من محاولتها التحالف مع بعض الجماعات السورية إلا أنها فشلت في إثارة بذور الفتنة بين صفوف المسلمين المخلصين الصادقين الساعين لإسقاط بشار الأسد وإقامة الدولة الإسلامية. لذلك فها هي تحاول استغلال تنظيم الدولة للتفرقة بين مسلمي سوريا والعراق على يد هذا التنظيم مستخدمة فكرة “الدولة الإسلامية”. فتستغل “الدولة الإسلامية” لجعل المسلمين يقاتلون بعضهم بعضا. ثم توصم “الدولة الإسلامية” بعد ذلك بأنها دولة الإرهاب والشر والظلم ما سيسهل على الولايات المتحدة استهداف المسلمين فيما بعد.
وقريب مما يجري الآن كان ذاك الذي حصل في الحادي عشر من أيلول، حيث وصفت القاعدة بعده بأنها جماعة إرهابية واستُخدم ذلك ذريعة لغزو أفغانستان وباكستان. والتاريخ يعيد نفسه هنا من قبل الولايات المتحدة وباستغلال أسوَأ من ذاك السابق فهي هنا تسلط المسلمين على بعضهم البعض. وها هم الكفار يهاجمون الفكرة الأساسية المبدئية للمسلمين: تطبيق الشريعة الإسلامية من قبل الدولة الإسلامية. فنراهم الآن يبثون صورا سلبية عن هذا الواقع تثير الكراهية تجاهها فيكون ذلك مسوغا لمطالبة الجميع بمن فيهم المسلمون للوقوف ضدها.
سيقاتل العالم الآن ومعه حكام المسلمين “الدولة الإسلامية” تحت ذريعة تحقيق العدالة والمحافظة على حقوق الإنسان وإرساء الديمقراطية. فهؤلاء جميعا لا يرون في الإسلام سبيلا وحيدا يُحقق العدالة الحقة للعالم أجمع كما فعل قبل ألف وأربعمائة عام.
قال الله تعالى في كتابه الكريم ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَـاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]
فلا تكونوا عونا للكفار في خططهم ومكائدهم ضد المسلمين بل كونوا وحدة واحدة عاملة لإقامة الخلافة. فلا يجوز مطلقا أن يلتفت المسلمون عن مقاتلة أعداء الله أعدائهم الحقيقيين وينشغلوا بمقاتلة إخوانهم في الدين قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٌ۬ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الحجرات:10]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أحمد