Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق انسحاب القوات الدولية في الجولان من أربعة مواقع

الخبر:

بي بي سي نت – قالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إنها قررت سحب عناصر قوة حفظ السلام التابعين لها في مرتفعات الجولان من عدة مواقع في المنطقة بسبب اشتداد المعارك بين القوات السورية الحكومية ومسلحي المعارضة.

ونقلت وكالة أسوشييتيد برس عن فرحان الحق نائب المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة قوله إنه لا يعتقد أن كافة المواقع العائدة للقوة قد أخليت.

ولكنه أضاف “نظرا لتدهور الموقف في منطقة واسعة من قاطع عمليات القوة، اضطررنا إلى إخلاء العديد من المواقع.

يذكر أن القوة التي يبلغ قوامها 1200 عسكري تقوم بالإشراف على التقيد باتفاق وقف إطلاق النار في الجولان منذ عام 1974.

 

التعليق:

وقعت سوريا وما يسمى بإسرائيل في 1974/05/31م على اتفاقية سميت باتفاقية فك الاشتباك في الجولان.

وقد تضمنت الاتفاقية عدة نقاط أهمها أن ما يسمى بإسرائيل وسوريا ستراعيان بدقة وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو وستمتنعان عن جميع الأعمال العسكرية فور توقيع هذه الوثيقة تنفيذا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 338 المؤرخ في 22 أكتوبر 1973.

وبناء على هذه الاتفاقية فقد رتعت (إسرائيل) في الجولان قرابة أربعين عاما، كانت حدودها تنعم بالأمن والأمان والطمأنينة والسلام لدرجة أن أصبحت منطقة الجولان معلما سياحيا ومزارا للأفواج السياحية الداخلية والخارجية التي تعد أحد أهم مصادر الدخل العام في كيان يهود الغاصب.

وما كان هذا ليتحقق لولا وجود رموز الممانعة شرقي خط وقف إطلاق النار، فكان الأسد الأب حاميا لحمى يهود وكان الابن أسوأ خلف لأسوأ سلف، حيث وفروا لهذا الكيان الغاصب ما تمناه من حدود هادئة طبيعية تشابه في هدوئها الحدود الأمريكية الكندية، لدرجة أن تفاح الجولان كان يصدر إلى سوريا، وكان موظفو الأمم المتحدة يتنقلون بين سوريا وكيان يهود من معبر القنيطرة بغرض السياحة والزيارة والتسوق.

لقد ثقب النظام الأسدي المجرم وخلال أربعين عاما آذاننا بادعاء المقاومة والممانعة وتحقيق التوازن الاستراتيجي والاحتفاظ بحق الرد، حتى باتت تلك العبارات مبتذلة فارغة لا تغني ولا تسمن من جوع، وفي الوقت نفسه فقد قام كيان يهود بالتوغل بالأجواء السورية مرات ومرات وقصف المواقع التي كان بعضها لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن القصر الرئاسي، ومع هذا فلم يتحرك هذا النظام وبقي محافظا على نقاط اتفاقية الشؤم لوقف إطلاق النار.

وقد لوحظ عدم اهتمام قوات الأمم المتحدة باختراق يهود للأجواء السورية، وبالمقابل فقد عملت تلك القوات خلال الثورة المباركة في الشام على مساندة النظام لوجستيا في المنطقة الحدودية لتضمن عدم وصول الثوار لتلك الحدود، خوفا على أمن يهود من أي تهديد، وقد كشفت أحداث كثيرة تواطؤ تلك القوات مع النظام، ومن ضمنها التنسيق مع يهود للسماح للنظام بإدخال قوات وأرتال عسكرية إلى الجانب السوري من الحدود خلافا لاتفاقية وقف إطلاق النار، بهدف محاربة الثوار وطردهم من المناطق الحدودية.

إن الانتصارات التي حققها الثوار في المنطقة الحدودية قد أرعبت يهود قبل نظام دمشق، حيث باتت جميع الحدود مع الجولان من نهر اليرموك جنوبا وحتى جبل الشيخ شمالا، بقبضة الثوار، وباتت قوات الأمم المتحدة معزولة بين الثوار وحدود يهود، مما يمنعها من العيش الطبيعي مع قوات النظام الأسدي والتنسيق بينها وبين جيش يهود الذي استمر قرابة أربعة عقود في تلك المنطقة.

إن الأيام حبلى بالأحداث المتسارعة، ولعل التاريخ يعيد نفسه ويكون تحرير بيت المقدس مرتبطا بالقضاء على الحملة الصليبية، وترفع رايات الجهاد والتحرير في دمشق حتى تصل المسجد الأقصى، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل