Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الأهداف الكامنة وراء دعم الدولة القطرية لبعض الفصائل الإسلامية (المعتدلة)


الخبر:

نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز في 2014/9/15، مقابلة حصرية أجراها سايمون كير مع وزير الخارجية القطري خالد العطية دعا فيها الدول العربية إلى دعم المعارضة المعتدلة في سوريا”، مضيفاً “علينا دعمهم وتدريبهم ومساعدتهم لاستعادة بلادهم”. وشدد العطية أن “الوقت لم يفت أبداً لدعم هذه المعارضة ودعوة النظام السوري إلى طاولة المفاوضات”.

وختم بالقول إن “قطر لم تتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة بل مع الميليشيا السورية أحرار الشام المكونة من سوريين ذاقوا الأمرين من سقوط ضحايا لهم خلال محاربتهم لتنظيم الدولة الإسلامية”.


التعليق:

إن هذا التصريح وإن لم يكن مستغربا وهو معروف لكل متابع، إلا أنه يكشف حقيقة المال السياسي الذي رضيت بعض الفصائل أن تربط نفسها به، والذي صادر قراراتهم وجعلهم يتخبطون، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن هذا ليس آخر المطاف، بل يراد إشراك الجميع في جريمة القضاء على الثورة ودماء الشهداء وجميع التضحيات التي ضحتها هذه الأمة المكلومة، بتوريطها بمفاوضات مع النظام بعد أن تكون قد وقعت على محاربة الإرهاب، فقد قالها صراحة وزير الخارجية القطري أن “الوقت لم يفت أبداً لدعم هذه المعارضة ودعوة النظام السوري إلى طاولة المفاوضات”. وبذلك تكون هذه الفصائل التي ربطت نفسها بالمال السياسي، قد أصبحت ورقة يستخدمها الغرب وعملاؤه في المنطقة للقضاء على المشروع الإسلامي، يلقيها بعد ذلك كما فعل مع طالبان أفغانستان وغيرها من الفصائل التي رضيت بالتعاون معه تحت مسمى تقاطع المصالح.

ونقول لكل من رضي أن يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل: إن حكام قطر وغيرهم من الحكام العملاء، لا يهمهم تطبيق شرع الله، بل هم يحاربون كل من يدعو له حربا لا هوادة فيها، وإنما همهم الوحيد إرضاء أسيادهم، حتى يبقوا محافظين على كراسيهم التي صعدوا إليها على جماجم المسلمين ويجب على كل من يرجوا الله واليوم الآخر أن يعلموا أن الأوان لم يفت ليعودوا إلى جادة الصواب ويعتصموا بحبل الله سبحانه وتعالى جميعا، ويقطعوا كل الحبال مع أذناب الغرب، حكام قطر وكل حكام الخليج وغيرهم.

لقد اتضح لكل ذي بصيرة خطر المال السياسي على ثورة الشام، وأنه السبب في توريط الكتائب بحرب جانبية تعطي النظام فرصة لكي يلتقط أنفاسه وتحقق للغرب أهدافه وتستنزف الطاقات، وإننا نحمل الجميع المسؤولية كاملة أمام الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، ويجب أن يعود أبناء الأمة من المدنيين كما كانوا محور الثورة التي تدور حولها جميع الفصائل والكتائب، وأن يعلنوها بكل صراحة: أننا لن نرضى بغير رسول الله عليه الصلاة والسلام قائدا وبغير كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام دستورا وبغير الخلافة التي بشر بها رسول الله عليه الصلاة والسلام  نظاما للحكم، والله قد وعدنا بالاستخلاف والتمكين والأمن ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا