Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف البطانة

 

عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ‏ “‏مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ تَعَالَى” رواه البخاري

جاء عند الإمام ابن حجر في فتحه بتصرف يسير (( قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا بَعَثَ اللَّه مِنْ نَبِيّ وَلَا اِسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَة) ‏ ‏وَوَقَعَ فِي رِوَايَة ” مَا مِنْ وَالٍ ” وَهِيَ أَعَمّ . ‏

‏‏قَوْله (وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ) ‏‏أَيْ تُرَغِّبهُ فِيهِ وَتُؤَكِّدُهُ عَلَيْهِ . ‏

‏قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَبِطَانَة تَأْمُرهُ بِالشَّرِّ) وَنَقَلَ اِبْن التِّين عَنْ أَشْهَب أَنَّهُ ” يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يَتَّخِذ مَنْ يَسْتَكْشِف لَهُ أَحْوَال النَّاس فِي السِّرّ, وَلْيَكُنْ ثِقَة مَأْمُونًا فَطِنًا عَاقِلًا ” لِأَنَّ الْمُصِيبَة إِنَّمَا تَدْخُل عَلَى الْحَاكِم الْمَأْمُون مِنْ قَبُوله قَوْل مَنْ لَا يَوْثُق بِهِ إِذَا كَانَ هُوَ حَسَن الظَّنّ بِهِ فَيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَتَثَبَّتَ فِي مِثْل ذَلِكَ. ‏وَقَالَ الْمُحِبّ الطَّبَرِيُّ ” الْبِطَانَة: الْأَوْلِيَاء وَالْأَصْفِيَاء”.)) ‏

لا يمكن للخليفة أن يباشر كل الأمور بنفسه فلابد له أن يتخذ من يعينه في تحمل المسؤولية، فكان لا بد له من أعوان وبطانة، ودراسة وضعهم قبل توليهم واجب عليه من وجوب الرعاية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فعليه معرفة الرجال وأحوالهم للاستعانة بهم عند الحاجة لهم.

فقد ورد في كتاب الفخري في الأدب السلطانية لإبن الطقطقي ( ومما يكمل فضيلة الملك…أن تكون قوة الاختيار عنده سليمة لم تعترضها آفة فيكون اختيار الرجال اختياراً فاضلاً )

فلقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي بكر الرقة واللين وعرف في عمر الشدة في الحق وعرف في عثمان الحياء وعرف في معاذ العلم وعرف في أبي عبيدة الأمانة وفي أبي ذر الضعف وفي خالد بن الوليد الفروسية، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “‏أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي ‏أَبُو بَكْرٍ ‏وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ ‏عُمَرُ ‏وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً ‏‏عُثْمَانُ ‏‏وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ‏مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ‏وَأَفْرَضُهُمْ ‏‏زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ‏وَأَقْرَؤُهُمْ ‏أُبَيٌّ ‏وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ‏ ‏أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ” وقد قال لأبي ذر (يَا ‏‏أَبَا ذَرٍّ ‏إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا) وقال في حق خالد ” اللهم هو سيف من سيوفك فانصره” وقال عبد الرحمن : فيومئذ سمي خالد سيف الله المسلول.

يقول الماوردي في كتاب الوزارة ( حقٌ عليك أيها الوزير أن تكون لأعوانك مختبراً ولأحوالهم متطلعاً وبهما على نفسك وعليهم مستظهراً لأنهم من بين من تسوسه وتستعين بهم لتعلم ما فيهم من فضلٍ ونقصٍ وعلم وجهل وخيرٍ وشر وتتحرز من غدر المتشبه وتدليس المتصنع فتعطي كل واحد حقه ولا تقصر بذي فضل ولا تعتمد على ذي جهل فقد قيل من الجهل صحبة ذوي الجهل ومن المحال مجادلة ذوي المحال، وافرق بين الأخيار والأشرار فإن ذا الخير يبني وذا الجهل يهدم )