مع القرآن الكريم خير أمة أخرجت للناس
قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) هذا خطاب من الله سبحانه وتعالى لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) قال: “خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا الإسلام”،.
والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس، ولهذا قال: (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ)
وهذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بُعِثَ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) أي خياراً: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنتم توفون سبعين أمّة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل». وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُعطيتُ ما لم يُعْطَ أحد من الأنبياء» فقلنا يا رسول الله ما هو؟ قال: «نُصِرتُ بالرعب، وأُعطيتُ مفاتيح الأرض، وسُمّيتُ أحمد، وجُعِلَ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفاً». وثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما تَرضوْن أن تكونوا ربع أهل الجنة». فكبّرنا، ثم قال: «أما ترضوْن أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟» فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة» أي نصف أهل الجنة.
إن قوله تعالى (كنتم) هو للتقرير وليس إخباراً عن الماضي، أي: أنتم خير أمة أخرجت للناس. وهذا التقرير مستمر، ولا ينتهي عند جيل الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.
أما الآن فالأمة الإسلامية في شر: البلاد الإسلامية مجزّأة، والأمة الإسلامية ممزقة، والكفار يسيطرون على المسلمين، والشريعة الإسلامية مهجورة، وقوانين الكفر مطبقة على المسلمين، والمسلمون أذلاء أمام اليهود، وخيرات المسلمين تنهبها دول الاستعمار الكافرة…
ولكن هذه الحالة ليست هي الحالة الطبيعية للأمة الإسلامية، إنها حالة من الحالات الشاذة، إنها الدرس القاسي الذي يلقنه الله للمسلمين حين يـبتعدون عن القرآن. والأمة ستخرج سريعاً، بإذن الله، من حالتها الشاذة إلى حالتها الطبيعية الأصلية، حالة: خير أمة أخرجت للناس إن هي تمسكت بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وسعت إلى تطبيقهما في واقع حياتها قال عليه وآله الصلاة والسلام :” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي “