قل كلمتك وامشِ مصائب جامعة الخيانة
بالأمس اجتمع وزراء خارجية ما يسمى بالدول العربية في مبنى جامعة الخيانة للمصائب في القاهرة لبحث خطاب أوباما وما ورد فيه من تلميح إلى وجود فرصة تاريخية للسلام بين أهل فلسطين ومن جاورهم من المسلمين وبين اليهود الكيان الغاصب الذي اغتصب الأرض وشرد الأهل واعتدى على الأعراض والحرمات.
وقبل أن نناقش هؤلاء الخونة المستوزرين الذين باعوا ويبيعون أمتهم وديارهم وبلادهم ومقدساتهم بأرخص الأثمان وهي عيدان مصفوفة إلى بعضها سميت عروشاً وكراسي.
قلنا قبل أن نناقشهم: لا بد لنا من التفتيش في ثنايا خطاب أوباما وما بين سطوره عن تلك الفرصة السانحة للسلام والتي يريد هؤلاء الخونة اهتبالها.
عند التدقيق في خطاب أوباما وما أعلن نجد فيه النقاط التالية:
أولا ً: إن أوباما جاء إلى القاهرة وقبلها الرياض واستانبول ويداه تقطر دما ً من دماء المسلمين في الصومال وغزة ودارفور والعراق وباكستان وأفغانستان، ولقد تم الترحيبب بهذا القاتل رغم أن دماء المسلمين تسيل شلالات وأنهارا ً ونال من تصفيق الأزلام – أزلام النظام المصري العميل لأمريكا- ما لم يكن يحلم به، وقد أعلن استمرار الحرب على الإسلام والمسلمين في خطابه حينما أعلن أن جيوش بلاده ستبقى في أفغانستان إلى أن يتم القضاء على الإرهاب والإرهابيين والتطرف والمتطرفين، أي إلى أن يتم القضاء على كل صوت يرتفع مطالبا ً بتطبيق شريعة الله – سبحانه وتعالى- في الأرض وتنزوي أحكام الإسلام العملية في بطون الكتب وعلى رفوف المكتبات.
هذا هو ما أراد أوباما إيصاله للعالم الإسلامي، وحتى يضمن سكوت أهل المنطقة على هذا الإجرام وعلى هذه الحرب الصليبية التي ينفذها ضد الإسلام والمسلمين، أقول وحتى يضمن هذا السكوت لوّح لهم بسراب خادع قتال بأنه سيعمل على حل مشكلة فلسطين لاعتقاده وإدارته أن أهم قضية تشغل بال المسلمين وتؤرقهم وتجعلهم يحملون السلاح لمقاومة الاحتلال اليهودي ومن يقف وراءه هي قضية فلسطين لما لها من قدسية في نفوس المسلمين جميعا ً في مشارق الأرض ومغاربها.
إن أوبا ما لم يأت بجديد بخصوص حل القضية الفلسطينية، وإنما كل الذي جاء به في خطابه قديم مكرر كان يعلنه ويردده من قبل الصليبي الحاقد بوش الصغير.
إن الحل الذي يريده أوباما قائم على الأسس التالية، وهي نفس الأسس التي نادى بها بوش الصغير:
1. تنسحب إسرائيل من بعض الأراضي التي احتلتها عام 1967 وتبقي القسم الأعظم تحت سيطرتها وتضمه إلى الأراض المحتلة منذ عام 1948.
2. إنشاء دويلة فيما تبقى من أراض لأهل فلسطين، وهذه الدويلة إن صحت تسميتها بالدويلة ستكون منزوعة السلاح وتحت سيطرة اليهود في أمنها وحدودها ومعابرها وأجوائها ومياهها واقتصادها. وهذه الصفات التي وردت في خطاب رئيس وزراء الكيان الغاصب نتنياهو.
3. لا عودة للاجئين إلى ديارهم ولا في الأحلام.
هذه النقاط هي أهم ما ورد في خطاب أوباما والتي تسعى أمريكا إلى تحقيق التسوية من خلالها، وبالتدقيق في كل هذا لا يجد الإنسان أية فرصة للسلام ولو كانت ضئيلة، وإنما هو كلام إنشائي يدغدغ عواطف الناس ويجعلهم يعيشون على أمل كاذب و سراب خادع.
أما الوزراء العرب فإننا لا ندري من أين وجدوا هذه الفرصة السانحة للسلام وكيف فهموا الخطاب وحملوه ما لا يحتمل حتى أنهم صاروا يفركون أيديهم فرحا ً وكادوا يرقصون طربا ً لما تخيلوه فرصة سانحة للسلام، فهل لألفاظ اللغة العربية معاني يعرفونها لانعرفها نحن؟ وأين توجد هذه الفرصة التاريخية للسلام؟ إن هذه الأوصاف للفرصة مرة بالتاريخية ومرة بالعادلة إنما هي أوصاف في غير محلها، وإنما تصور خاطئ أو قل هو تمنن من هؤلاء الوزراء الخونة لقضية فلسطين التي تؤرقهم وتهز العروش من تحتهم وتزلزل الأرض تحت أقدامهم.
ونتيجة لهذه الأماني فإن هؤلاء الرويبضات قدموا تعهدا ً عربيا ً باتخاذ خطوات إيجابية لدعم جهود أوباما. وليتنا نعرف ما هي هذه الخطوات الإيجابية التي يتحدث عنها الوزراء العرب، فقد قدموا الكثير الكثير من الخطوات الإيجابية والتنازل تلو التنازل ولكن لا مجيب. حتى أن مبادرة الخيانة لله ولرسوله ولعامة المسلمين التي أعلنها الخائن عبد الله بن عبد العزيز لم تعد محل بحث ولم يتطرق إليها أوباما في الكثير من أحاديثه بينما حكام العرب لا يزالون يتمسكون بهذه المبادرة الخيانية للتنازل عن فلسطين ومقدسات فلسطين وعبق تاريخ فلسطين.
إننا نفهم أن المعتدي المحتل عادة ما يقدمون المبادرات والتنازلات حتى يتم الاعتراف به أما أن يقوم المعتدى عليه بتقديم المبادرات والتنازلات حتى يرضى عنه المعتدي فهذا ما لا نفهمه، ولا ينسجم مع عقيدتنا وأفكارنا التي نؤمن بها ويؤمن بها كل منصف مخلص. وكأني بهؤلاء الحكام والوزراء الخونة قد أتوا من كوكب آخر غير كوكبنا الذي نعيش عليه، وكأنه كوكب القرود الذين يفهمون غير ما نفهم ويرون الخيانة بطولة، والتفريط بالحقوق واسترجاعا ً لها من أيدي الأعداء المغتصبين. إننا لا نريد أن نكرر أنفسنا ونقول بأن قضية فلسطين إنما هي قضية إسلامية لا حل لها إلا بالجهاد، ففلسطين لن تكون في يوم من الأيام خالصة لليهود ولن تتسع للمسلمين واليهود، ولن تكون إلا للمسلمين الذين افتتحوها بقيادة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-، وكما أن الناصر صلاح الدين الأيوبي حررها وطهرها من دنس الصليبيين.
إن حكام الدول العربية الخونة ورجال منظمة التحرير الخونة الذين وقعوا اتفاقية أوسلو يجب أن يدركوا أنهم إن أصروا على ما هم عليه من خيانة واستعداد للتنازل عن فلسطين لليهود فستلفظهم الأمة ويذهبون إلى مزبلة التاريخ. فنصيحة لهم أن يتركوا فلسطين وقضيتها على ما هي عليه إن لم يستطيعوا أن يقودوا الأمة إلى الجهاد لتحرير فلسطين فسيأتيها الرجل الطاهر كطهارتها حاملا ً راية الجهاد تظلله راية العقاب قيحررها من اليهود الغاصبين.
مرة أخرى أقول للحكام: اتركوا فلسطين فالخليفة الراشد الذي سيعلن الجهاد قد أظلنا زمانه، وحينما يعلن الخليفة الجهاد فإنه سينسي اليهود ومن وراءهم من الصليبيين وساوس الشيطان.,
وختاما ً أسأل الله – تعالى- أن يعجل بنصره الذي تنتظره الأمة على أحر من الجمر، وتتشوق لذلك اليوم الذي تعلن فيه الخلافة الراشدة لتعز الإسلام والمسلمين. إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم، أبو محمد الأمين